اشتهرت فتيات الوادي الجديد، بقوة شخصيتها وصلابة عزيمتها واصرارها على تحدى الظروف مهما كانت قسوتها وهو ما جعلها تحقق نجاحا كبيرا في كافة المجالات الحياتية وتترك خلفها قصصا وحكايات وتجارب يفتخر بها كل أبناء المحافظة، ومن بين تلك القصص تجربة إبنة مركز بلاط أسماء كامل محمد عبد الله، التى تخرجت فى كلية التربية جامعة الوادي الجديد، ولم تتمكن من الحصول على فرصة عمل فقررت أن تنمى هوايتها التى تعشقها وهى فن المكرمية من خلال التعلم الذاتي، حتى احترفتها وبدأت فى إنتاج عدد كبير من الأعمال الفنية تحت شعار "صنعت بحب"، وحققت انتشارا جيدا على مواقع التواصل الاجتماعى، ولاقت قبولا وتشجيعا من المقربين لها كأسرتها وصديقاتها، وهو ما شجعها على الإستمرار فى العمل، حيث تقوم بتنفيذ أشكال المكرمية، وفقا لطلبات الزبائن.
وقالت أسماء كامل فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن المكرمية إحدى الأشغال الفنية، تتم فيها حياكة الخيوط باستخدام العقدة لإنشاء أشكال مختلفة منها المعلقات على الحائط والشماعات وحوامل النباتات والأباجورات وديكورات أغطية النوافذ وحقائب اليد والملابس الشتوية ومكرمية القلادات، ومكرمية ديكور الحائط الكبيرة والستائر وبياضات الأثاث والارجوحات وغيرها من أنواع المكرميات، مؤكدة تنوع العشرات من عقد المكرمية والتي يمكن استخدامها ما بين عقد بسيطة أو مركبة، ومنها العقدة النصفية والمربعة والعلوية والحلزونية وعقدة القرنفل وعقدة التجميع وعقدة رأس لارك والعقدة نصف الحلزونية والعقدة نصف أفقية مزدوجة والعقدة نصف رأسية مزدوجة.
وأضافت أسماء، أن أهم الأدوات الأساسية التي تستخدم في صناعة فن المكرمية تضم مجموعة مختلفة من الخيوط والألياف الطبيعية أو الألياف الصناعية وأسلاك مختلفة السماكة من 3-6 مم وأحبال ملونة وخرز، حيث يتم تجهيز مكان مناسب لبدء العمل ويمكن استخدام أنواع مختلفة من الخيوط، مثل خيوط القطن، الصوف، أو الخيوط الصناعية، ومقص حاد لقطع الخيوط بدقة لوح التثبيت أو الحامل حيث يمكن استخدام لوحة خشبية أو حامل لتعليق الخيوط وتسهيل العمل ومشابك لتثبيت الخيوط على اللوحة أو الحامل شريط مترى لقياس الطول المطلوب من الخيوط.
وأكدت أسماء، أن اختيار نوع خيط المكرمية ومنها خيوط القطن وهى مناسبة للمبتدئين وسهلة الاستخدام وخيوط النايلون وهى قوية ومتينة، تستخدم في المشاريع التي تتطلب تحمل أكبر وخيوط الصوف التى تعطي مظهرًا ناعمًا ودافئًا، مثالية للمشاريع الشتوية ويجب إعداد خيوط المكرمية قبل تنفيذ المشروع، حيث يتم قياس الخيوط بطول مناسب ويجب أن تكون الخيوط أطول بثلاث مرات على الأقل من طول المشروع النهائي، ويتم قطع خيوط المكرمية عن طريق استخدم المقص لقطع الخيوط بدقة.
وأوضحت أسماء، أن تعلم بعض عقد المكرمية هو المفتاح لبدء أي مشروع مكرمية ومنها عقدة الرأس التى تعتمد على طى الخيط من المنتصف وتمرير الحلقة الناتجة من الخيط عبر الحامل وتمرير نهايتي الخيط عبر الحلقة وشدّ اما فى العقدة المربعة يتم تقسيم الخيوط إلى أربع خيوط وتمرير الخيط الأيسر فوق الخيطين الأوسطين ثم تحت الخيط الأيمن وتمرير الخيط الأيمن تحت الخيطين الأوسطين ثم فوق الخيط الأيسر وشدّ العقدة بإحكام وبالنسبة للعقدة نصف مربعة، هى نفس خطوات العقدة المربعة فى الجزء الأول يليها البدء فى عمل عقدة مربعة من جديد لكي يظهر نصف مربع.
وأفادت أسماء بأن خطوات عمل جدارية مكرمية صغيرة للحائط تتضمن عمل 8 قطع من الخيط بطول 2 متر لكل منها وربط الخيوط بلوحة التثبيت باستخدام عقدة الرأس والبدء في عمل عقد المكرمية يليها تقسيم الخيوط إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تتكون من خيطين والبدء بعدها بعمل عقدة مربعة في كل مجموعة وإضافة تصميمات إلى ديكور المكرمية وتنوع الاختيار ما بين العقد نصف مربعة أو العقدة المربعة أو عقدة الرأس وبعد الوصول إلى الطول المطلوب، يتم عمل عقدة نهائية في الأسفل لتثبيت العمل واستخدام المقص لإزالة الأطراف الزائدة بتناسق وجمالية.
جدير بالذكر أن تاريخ المكرمية يعود إلى القرن الثالث عشر، حيث استخدمها النساجون العرب لصنع حواف مزخرفة للحجاب أو الشالات، وفي القرن الثالث استخدمه الصينيون حيث يعتقد المؤرخون أنّ عقدة بان تشانج الصينية يعود أصلها لفن المكرمية، ويعود أصل كلمة مكرمية إلى كلمة مجرمية، وهذه الكلمة مشتقة من اللغة العربية والتي تعني هامش، وبعض المؤرخين ينسبون كلمة مكرمية إلى اللغة التركية والتي تعني المنديل أو المنشفة، كما قد يعود معنى كلمة مكرمية في اللغة العربية إلى الدانتيل الخشن أو هامش مصنوع من خيوط أو حبال منسوجة بنمط هندسي.
وظهر فن المكرمية لأول مرة في الحضارة البابلية والآشورية، وقد تم استخدامه كنوع من أنواع الفنون الراقية، والتي تكون على شكل ضفائر مهدبة تُستخدم في تزيين الأزياء المختلفة، ويعتقد العديد من المؤرخين بأنّ المور أو الموريين هم أصحاب نشر الفن، وذلك أثناء رحلاتهم من شمال إفريقيا إلى أوروبا، وبالأخص إلى دولة إسبانيا، ثم انتقلت إلى فرنسا في القرن الخامس عشر وإيطاليا في القرن السادس عشر، وبعدها انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، وفي القرن السابع عشر أبدت ملكة إنجلترا الملكة ماري الثانية إعجابًا بهذا الفن وعلمته للفتيات لديها.
واستخدم البحارة الأوروبيون خيوط المكرمية وعقدها في أعمالهم اليومية فاستخدموها كوسيلة مقايضة بينهم وبين الرحالة الأميركيين، بالإضافة إلى نسج أدوات معقودة كالأحزمة والارجوحات، حيث انتشر فن المكرمية بكثرة في إنجلترا، و أصبح هواية سيدات المنازل، وتم نشر العديد من المجلات التي تقوم بشرح خطوات العمل والأدوات المستخدمة في هذا الفن حتى أصبح لا يخلو أي منزل عصري من أي شكل من أشكال المكرمية إما في الستائر أو بياضات للطاولات.
احدى-الكرميات-عبارة-عن-معلقة-على-الحائط
أسماء-حولت-هوايتها-لحرفة-متخصصة
أسماء-كامل-ابنة-مدينة-بلاط-اثناء-العمل
تستخدم-شريط-المقاس-لتحديد-المسافات
تصنع-منتجاتها-حسب-الطلب
حامل-مستلزمات-منزلية-من-المكرمية
حقيبة-خروج-بحجم-أكبر
حقيبة-يد-بفن-المكرمية
خيوط-من-الصوف-لعمل-المكرمية
مكرمية-باسم-طفلة-كجداريةحائط-
مكرمية-حقيبة-أطفال-صغيرة-
مكرمية-حقيبة-زجاجة-مياة-