يستمر الجيش السودانى، فى التقدم داخل قلب العاصمة الخرطوم، وفى طريقه لاستعادة السيطرة على مناطق مهمة وحيوية من يد ميليشيا الدعم السريع، فى إطار عملية عسكرية موسعة مباغتة بدأها نهاية سبتمبر الماضى، لبسط سيطرته على العاصمة بمدنها الثلاث الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان.
وفى هذا السياق، كشفت وسائل إعلام سودانية، أن القوات المسلحة السودانية تقترب من كسر الحصار على مقر القيادة العامة فى الخرطوم، إذ واصلت تقدمها، الأحد فى العاصمة.
كما تمكنت القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها من السيطرة على مربع شمال بحرى الكبير الممتد من تقاطع الجيلى بشارع المعونة إلى نقطة تلاقى الطريق الدائرى شرقا مرورا بمقابر البندارى وتقاطع السامراب جنوب شرق حتى نقطة تقاطع البراحة من شارع الإنقاذ.
وتشمل المناطق التى سيطر عليها الجيش، أبراج السلطان جامعة المشرق الجديدة والقديمة وأبراج الحجاز ومستشفى البراحة إلى تقاطع شارع مور مع المركزى بحرى بما فيها الشريط النيلى الممتد إلى الخوجلاب والفكى هاشم والقرى المتحدة.
وفى محور دارفور، تمكن الجيش من التقدم وبسط سيطرته السبت، على قاعدة "الزرق" بولاية شمال دارفور.
وكشف الجيش السودانى، فى بيان، أنه تمكن كذلك من السيطرة على عدد من المركبات القتالية فى "الزرق"، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وأشار إلى أنه قتل العشرات من عناصر الدعم السريع، وطارد البقية بعد هربهم من القاعدة بعد سيطرة الجيش عليها.
وكانت ميليشيا الدعم السريع تتخذ من بلدة "الزرق" الواقعة فى شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية لها، إذ بدأت منذ عام 2017، فى إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة فى المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت فى إنشاء مطار فى البلدة وفقا لصحيفة المشهد السودانى.
و"الزرق" هى منطقة نائية بولاية شمال دارفور، وتقع عند الحدود الثلاثية الرابطة بين السودان وتشاد وليبيا.
ومن جهتها قالت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السودانى، إنهم تمكنوا من تحقيق نصر إستراتيجى كبير بتحرير منطقة وادى هور بالكامل وختاماً بتحرير قاعدة الزرق (هاء مي) العسكرية ومطارها الحربى.
وكشف المقدم أحمد حسين، المتحدث باسم القوة المشتركة فى بيان الأحد، أن العملية بدأت صباح السبت بتحرير قاعدة بئر مرقى، بما فيها المطار العسكرى، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكى مجور، وبئر جبريل، ودونكى وخائم، وصولاً إلى القاعدة الكبرى الزرق "هاء مي" العسكرية.
وأضاف أن بقايا المليشيا هربت جنوباً تاركة خلفها ما لا يقل عن 700 بين قتيل وجريح، وتم أسر عدد كبير منهم.
وأوضح أنه تم تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والسيطرة على عدد كبير من الآليات سليمة ومتنوعة بالتسليح والانتاج، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية، بما فيها مطارين عسكريين.
وكشف حسين أن هذه القواعد شكلت نقطة انطلاق لعمليات وصفها بالبربرية ضد المدنيين فى جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قرى الجزيرة، ودار زغاوة، ولقد مكنت هذه القواعد المليشيا من ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتشريد الملايين، على حد وصفه.
وأشار إلى أن الدعم السريع استغلت الموقع الإستراتيجى لمنطقة الزرق قرب مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية، لبناء أكبر قاعدة عسكرية فى الصحراء الكبرى.
ومن جهته قال القيادى السابق بالكتلة الديمقراطية محيى الدين إبراهيم جمعة، أن تحرير منطقة الزرق الاستراتيجية فى شمال دارفور يعنى تقليل الضغط على مدينة الفاشر وفتح الطريق إلى تحرير كتم وكبكابية، ومليط وتشتيت القوة التى ظلت تقصف معسكر النازحين حول مدينة الفاشر، مشيرا إلى أن مخطط المليشيا لفصل دارفور، وإعلان حكومة مستقلة بها، بات أمراً مستحيلاً وبعيد المنال.
فيما وعد القائد أبو عاقلة كيكل، الذى انحاز للجيش السودانى أكتوبر الماضى، وترك صفوف الدعم السريع، بتحرير مدينة ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة خلال اليومين القادمين.
وفى سياق آخر، كشف الطيب محمد الحسن، وزير البنية التحتية بولاية النيل الأبيض، أن إغلاق ميليشيا الدعم السريع لخزان جبل أولياء أدى لارتفاع منسوب المياه فى النيل الأبيض وهو ما يهدد بفيضانات.
وتسيطر الدعم السريع على الخزان منذ اندلاع الحرب إبريل 2023، وهو سد يصل طوله 3كيلو متر وارتفاعه 20 مترا.
وكشف شهود عيان، عن حركة نزوح واسعة من المناطق الواقعة على ضفاف النيل الأبيض، إذ اجتاحت المياه منازل السكان وسط استغاثات من غرق المنازل، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ويؤدى إغلاق بوابات جبل أولياء الذى نهزن بحيرته حوالى 2.3 مليار متر مكعب من المياه إلى تراكم المياه فى الخزان وهو ما يزيد خطر الفيضان فى المناطق الواقعة على النيل الأبيض.
وفى سياق آخر، تكثف ميليشيا الدعم السريع هجماتها على ولاية النيل الأبيض بعد تكبيدها خسائر وإلحاق هزائم بها على يد الجيش السودانى فى معظم مناطق ولاية سنار بما فى ذلك جبل موية ومدينة سنجة والدندر.