تسود حالة من الهدوء الحذر، شوارع مدينة مابوتو عاصمة موزمبيق، في انتظار الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات العامة التي جرت في التاسع من أكتوبر الماضي، وتسببت في اندلاع احتجاجات واسعة النطاق، مع اتهامات بالتلاعب في نتائج الانتخابات التي انتهت بفوز مرشح الحزب الحاكم دانييل تشابو.
ومن المقرر أن يعلن المجلس الدستوري اليوم الاثنين، نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية السابعة والانتخابات الرابعة لأعضاء الجمعيات الإقليمية والمحافظين، وفقا لموقع "كلوب أوف موزمبيق".
وستلقى الإعلان الرسمي للنتائج من قبل رئيسة المجلس الدستوري، لوسيا ريبيرو، خلال جلسة عامة في مدينة مابوتو.
وسادت حالة من الهدوء الحذر، أحياء في مدينة وإقليم مابوتو، الاثنين، وظهرت شوارع المدينة خالية من وسائل النقل العام للركاب، بسبب مخاوف من اندلاع مظاهرات عنيفة محتملة اليوم الذي من المقرر أن يصادق فيه المجلس الدستوري على نتائج الانتخابات التي جرت في التاسع من أكتوبر ويعلن عنها.
وتعيش موزمبيق حالة من التوتر، قبل الإعلان الرسمي للانتخابات المتنازع على نتيجتها، بعد أن تسببت مزاعم لتزوير نتائج الانتخابات في أسابيع من الاحتجاجات، التي تسببت في قتل العشرات بعد تدخل القوات الشرطية.
مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، فينانسيو موندلين، هدد "بالفوضى" إذا أكد المجلس الدستوري النتائج الأولية للانتخابات، والتي أعطت مرشح الحزب الحاكم، دانييل تشابو، 70.7% من الأصوات وموندلين 20.3%، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
ومن جهته قال حزب بوديموس المتحالف مع موندلين إنه كان ينبغي أن يحصل على 138 مقعدا من أصل 250 مقعدا في البرلمان، بدلا من 31 مقعدا قالت لجنة الانتخابات إنه فاز بها.
وزعم الأساقفة الكاثوليك في موزمبيق حدوث عمليات حشو لصناديق الاقتراع، في حين أشار مراقبو الانتخابات من الاتحاد الأوروبي إلى "مخالفات أثناء فرز الأصوات وتغيير غير مبرر لنتائج الانتخابات".
وأعلن موندلين مرارا وتكرارا أنه فاز وحث أنصاره على النزول إلى الشوارع، وقد أدى هذا إلى توقف الاقتصاد تقريبا، بما في ذلك إغلاق الحدود وتعطيل التجارة مع جنوب أفريقيا .
ردت قوات الأمن بحملة صارمة، مما أسفر عن مقتل 130 شخصًا على الأقل وإصابة مئات آخرين، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وفي الآونة الأخيرة، لجأ بعض المتظاهرين إلى العنف، فأضرموا النار في مكاتب حزب فريليمو الحاكم، وأسقطوا تمثال وزير الدفاع السابق ألبرتو شيباندي، الذي يُنسب إليه إطلاق الرصاصة الأولى في حرب الاستقلال في موزمبيق.
وقال موندلين يوم الجمعة في واحدة من برامجه الإذاعية المنتظمة التي يبثها على فيسبوك من مكان غير معلوم في الخارج، حيث يدعي أنه فر لتجنب التعرض للاغتيال: "يجب على البلاد بأكملها أن تتوقف يوم الاثنين".
وقال موندلين: "نحتاج فرصة للصلاة من أجل قضاة المجلس الدستوري، والصلاة من أجل رئيسته الدكتورة لوسيا ريبيرو، حتى تظهر العدالة منها يوم الاثنين، وإظهار الكذب في الانتخابات".
ومن جهته، نفى رئيس موزمبيق المنتهية ولايته فيليبي نيوسي ادعاء موندلين بأنه يخطط للتمسك بالسلطة، وقال في بث مساء الخميس إنه سيترك منصبه في يناير كما هو مخطط له.
كما انتقد موندلين ضمناً قائلاً: "يقلقنا أن عملية اختيار قادتنا تحولت إلى ذريعة لإثارة وتفاقم التوترات الاجتماعية والأعمال العنيفة".
ومن جهته قال أليكس فاينز، الذي كان جزءًا من مجموعة من مراقبي الانتخابات من الكومنولث: "كانت الأغلبية التي حصل عليها حزب فريليمو بنسبة 70% مفاجأة كبيرة للجميع، ولكن لا يمكنك أن تقول إن فينانسيو موندلين قد فاز، نحن ببساطة لا نعرف".