لا يستطيع الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أن يبتعد عن الجدل. فبعد يومين فقط من هدوء عاصفة تمويل الحكومة الأمريكية، طرح ترامب فكرة استعادة الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
فقد هدد دونالد ترامب، الأحد، بإعادة تأكيد سيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما. وتحدث عن الأمر خلال مؤتمر للمحافظين وفي منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال)، وحذر ترامب بأنه لن يسمح للقناة بالوقوع في "الأيدي الخطأ"، فيما بدا وكأنه يحذر من التأثير الصيني المحتمل على الممر المائي الهام.
وقال ترامب إن قناة بنما تعتبر من الأصول الوطنية الحيوية للولايات المتحدة، بسبب دورها الحاسم في الاقتصاد الأميركي، والأمن القومي.وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي المستخدم الأول للقناة، إذ تتجه أكثر من 70% من عمليات العبور من أو إلى الموانئ الأمريكية.
وأضاف الرئيس المنتخب أنها تعتبر إحدى عجائب العالم الحديث، وقد افتتحت للعمل قبل 110 أعوام، وتم بناؤها بتكلفة ضخمة على الولايات المتحدة من حيث الأرواح والأموال، إذ مات 38 ألف أمريكي، أثناء عملية البناء.واعتبر أنه لا يمكن لبنما أن تفرض على الولايات المتحدة وقواتها البحرية وشركاتها أسعار مرور باهظة.
وتابع ترامب: "تم التعامل مع قواتنا البحرية والتجارة بطريقة غير عادلة وغير حكيمة للغاية. إن الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولايات المتحدة لبنما. وهذه السرقة الكاملة لبلدنا سوف تتوقف على الفور".
وشدد على أن للولايات المتحدة مصلحة راسخة في التشغيل الآمن والفعال والموثوق للقناة، متابعا: "لن ندعها تقع في الأيدي الخطأ أبدًا.. وإذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة من العطاء، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل، دون أدنى شك".
ونشر ترامب صورة لقناة بنما عليها العلم الأمريكى، وكتب معها تعليق: مرحبا فى قناة الولايات المتحدة
من جانبه، رفض رئيس بنما خوسيه راوول مولينو تهديد ترامب باستعادة السيطرة على هذا الممر المائى الهام. ومن دون أن يذكر ترامب بالاسم، وأشار إلى أن الأمر غير قابل للتفاوض. قال مولينو أمس الأحد في مقطع فيديو على منصة إكس إن "القناة لا تسيطر عليها الصين أو المجموعة الأوروبية أو الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر. وبصفتي بنميّا، أرفض بشدة أي تعبير يشوه هذه الحقيقة".
بدورها، قالت الصين ، عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها إن قناة بنما هى إنشاء عظيم لشعب بنما، وطالما دعمت بكين نضالهم من أجل الحفاظ على سيادتهم على القناة.
وأضاف المتحدث أن الصين ستواصل احترام سيادة بنما على القناة وتعترف بها دائما كممر مائى دولى محايد
كانت الولايات المتحدة التى أكملت قناة بنما قبل 110 أعوام، قد سلمت السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما فى عام 1999، خلال رئاسة بيل كلينتون بعد اتفاقية تم التفاوض عليها فى عام 1977 من قبل الرئيس جيمى كارتر.
وقال ترامب عن إدارة كارتر: لقد قمنا ببنائها، ونحن من يستخدمها، وقد تخلوا عنها".
قبل مفاوضات كارتر، كانت واشنطن قد وقعت معاهدة عام 1903 مع دولة بنما المستقلة حديثًا آنذاك، سمحت لها بتطوير مشروع القناة التي كانت مطلوبة بشدة لسنوات لربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي.
وقضت المعاهدة أن تدفع واشنطن لبنما من الإيرادات المتولدة من القناة، وفي المقابل، تضمن الولايات المتحدة حياد القناة والسيطرة على الأراضي على جانبي الممر المائي من قبل الحكومة البنمية.
وكانت هذه المنطقة، المعروفة باسم منطقة قناة بنما، تدار من قبل الولايات المتحدة ويطبق قانون الولايات المتحدة على سكان المنطقة
تربط قناة بنما المحيطين الأطلنطى والهادئ، بما يسمح للسفن بتجنب رحلة طويلة حول أمريكا الجنوبية.
ووفقا لهيئة قناة بنما، فإن حركة المرور الامريكية تهيمن على القناة. فحوالى 75% من حمولتها تذهب من أو غلى الولايات المتحدة.
وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز، فإن حوالى 270 مليار دولار من البضائع العالمية تمر عبر القناة كل عام، على الرغم من أن الهيئة تكافح لإقناع بعض شركات الشحن بالعودة إلى الطريق بعد أن أدى الجفاف إلى تقليل عدد السفن التى يمكنها استخدام الممر المائى.
ونقلت فاينانشيال تايمز عن ليل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادى الوطنى للرئيس جو بايدن، فى كلمة ألقتها أمام معهد بروكينجز إن انخفاض مستويات المياه فى القناة ساهم فى ضغوط سلسلة التوريد فى السنوات الأخيرة.