تشهد العاصمة السورية دمشق نشاطا دبلوماسيا مكثفا بزيارات لوفود أجنبية وعربية لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد، والتشاور حول سبل مساعدة الدولة السورية في بناء مؤسساتها الوطنية وضمان وجود عملية سياسية ديمقراطية تدفع نحو حل الأزمات التي تعاني منها البلاد.
وأجرت وفود دبلوماسية من السعودية وقطر والأردن مشاورات مكثفة مع قائد الفصائل المسلحة في سوريا أحمد الشرع، وذلك للتشاور حول مستقبل سوريا السياسي والتأكيد على وقوف الدول العربية إلى جانب الدولة السورية التي تعيش منعطف تاريخي بعد إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد.
والتقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين، قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع في دمشق.
وقالت الخارجية الأردنية اليوم، إن الصفدي يزور دمشق اليوم، ويلتقي القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وعددًا من المسؤولين السوريين.
ويجري الصفدي مباحثات موسعة مع الشرع، وفق الخارجية الأردنية.
فيما وصل وفد قطري رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد الخليفي، على متن أول طائرة للخطوط الجوية القطرية إلى مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إنّ الوفد القطري سيعقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين السوريين.
وأشار إلى أن زيارة الوفد تجسد الموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري.
من جهتها، أشارت وزارة الخارجية القطرية إلى أن هذه الزيارة تعد تأكيداً جديداً على متانة العلاقات الأخوية الوثيقة بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية الشقيقة، وحرص قطر التام على استمرار مساندتها ودعمها للشعب السوري الشقيق من أجل النهوض بسوريا، والمحافظة على سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
على جانب آخر، أكد قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، مساء الأحد، على أن الإدارة الجديدة لن تسمح بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة السورية، مشددا على أن السلاح المنفلت يؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة السورية دمشق، جمع الشرع ووزير الخارجية التركية هاكان فيدان، عقب جلسة مباحثات بين الجانبين.
وأضاف أنه بحث مع فيدان، "موضوع تقوية الحكومة الجديدة، وبالأخص وزارة الدفاع، وجعل السلاح بيد الدولة حصرا".
وأفاد بوجود "توافق بين جميع مكونات الشعب السوري على تأسيس دولة جديدة تليق بحال ووضع المجتمع السوري".
وأردف: "توافقنا مع الفصائل على قيادة موحدة وتأسيس وزارة دفاع، وغالبيتها موافقة على ذلك".
وأوضح الشرع: "سنعلن خلال أيام عن وزارة الدفاع، وتشكيل لجنة من قيادات عسكرية لرسم هيكلية للجيش، ثم ستعلن الفصائل حل نفسها، ولن نسمح بسلاح خارج الدولة".
وفى إطار الاتصالات المكثفة التى يجريها د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة لتبادل الرؤى مع نظرائه بشأن التطورات في سوريا، أجرى وزير الخارجية اتصالات هاتفية مع كل من الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، وأحمد عطاف، وزير الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، حيث تبادل الوزير عبد العاطي التقييمات بشأن المستجدات في سوريا وموقف مصر منها.
وأكد الوزير عبد العاطي على موقف مصر الداعم للدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار على كامل الأراضي السورية، داعيًا إلى أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، وتدشين عملية سياسية شاملة تضم كافة أطياف ومكونات الشعب السوري وبملكية سورية، دون تدخلات خارجية لتمهيد الطريق لعودة الاستقرار إلى سوريا الشقيقة، ويفسح المجال أمام سوريا لاستعادة وضعها على الساحتين الإقليمية والدولية، ووضع حد نهائي لمعاناة الشعب السوري الشقيق.
على جانب آخر، بحث وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، مختلف أوجه التعاون الثنائي السياسية والاقتصادية والاستثمارية التي تربط البلدين.
استعرض الوزيران أبرز المستجدات في المشهد السوري، حيث اتفقا على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة من أجل دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية، بصورة تعلي مصالح عموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وبما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية تفضي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري.
في شمال سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عن مقتل 15 عنصرًا من قواتها بمواجهات في شمال شرقي سوريا مع ما يسمى "الجيش الوطني السوري" المدعوم تركيًا.
وقالت "قسد" عبر بيان اليوم، الاثنين، إن 15 عنصرًا من قواتها قتلوا في مناطق متفرقة خلال عمليات صد هجمات الفصائل التي تدعمها تركيا في الشمال السوري.
وذكر المكتب الإعلامي لـ"قسد" في بيان منفصل، أن 52 عنصرًا مما يسمى "الجيش الوطني"، بينهم قادة، قتلوا خلال المواجهات مع قواتها بالقرب من سد تشرين.
وتدور معارك بين فصائل تسمى "الوطني السوري" وقوات "قسد" شرقي محافظة حلب منذ مطلع ديسمبر الحالي، تمكنت الفصائل خلالها من السيطرة على مدينة منبج وقرى وبلدات بمحيطها.
وتتركز المعارك بين الطرفين في منطقتين رئيستين هما سد تشرين الواقع جنوب شرقي مدينة منبج، وبالقرب من مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود مع تركيا.