يواصل قائد الفصائل المسلحة فى سوريا أحمد الشرع، الثلاثاء، اجتماعاته مع قادة الفصائل المسلحة فى البلاد لمناقشة سبل تشكيل جيش سورى جديد يضم كافة المسلحين، وذلك فى ظل دعوات إقليمية ودولية بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى سوريا وتقويتها.
وبحث "الشرع" مع قادة فصائل تتمركز فى شمال وجنوب سوريا سبل الشروع فى تشكيل جيش وطنى سورى خلال الفترة المقبلة، والاحتياجات اللازمة للعناصر التى سيتم ضمها إلى قوات الجيش من معدات وأسلحة وبرامج تدريب.
يأتى ذلك فى ظل تحركات واتصالات تجرى فى دمشق للعمل على تنظيم مؤتمر وطنى جامع لكافة القوى السياسية والعسكرية الفاعلة فى المشهد، وذلك لوضع خارطة طريق واعتماد خطة لتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة التى تعيشها سوريا حاليا.
بدوره، دعا المبعوث الأممى إلى سوريا، جير بيدرسون، إلى إيجاد حلول سياسية بين ما تسمى فصائل "الجيش الوطنى السوري" و"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، بعيدًا عن المواجهات والتصعيد العسكري.
وقال المبعوث الأممى لدى سوريا أن التوترات فى شمال شرقى سوريا بين "قسد" وفصائل "الجيش الوطنى السوري"، يجب أن تُحل سياسيًا، أو المخاطرة بعواقب وخيمة على سوريا كلها".
وأضاف: "إذا لم يتم التعامل مع الوضع فى الشمال الشرقى بشكل صحيح، فقد يكون ذلك فألًا سيئًا جدًا بالنسبة لسوريا بأكملها، وإذا فشلنا هنا، فسيكون لذلك عواقب وخيمة فيما يتعلق بالنزوح الجديد".
واعتبر بيدرسن أن الحل السياسى "سيتطلب تنازلات جادة جدًا، ويجب أن يكون جزءًا من المرحلة الانتقالية التى تقودها السلطات السورية الجديدة فى دمشق".
وأكد المبعوث الأممى لدى سوريا أن حل التوترات فى شمال شرقى سوريا سيكون بمثابة "اختبار لسوريا الجديدة" بعد أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد، مضيفًا: "المسألة برمتها المتعلقة بإنشاء سوريا جديدة حرة ستبدأ بداية صعبة جدًا، من الناحية الدبلوماسية".
وشهدت منطقة شمال شرقى سوريا تصاعدًا فى التوترات خلال الأيام الماضية، على خلفية المواجهات بين فصائل "الجيش الوطني" وقوات "قسد"، حيث اندلعت اشتباكات بين الجانبين على محاور منطقة منبج بريف حلب الشرقى، وسط أنباء عن وجود تحضيرات لسيطرة الفصائل السورية على مدينة عين العرب.
وسعت الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار فى منبج، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الوزارة تُجرى نقاشات مع تركيا حول الخطوات المقبلة فى سوريا، مشيرًا إلى أن "واشنطن تدرك المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا بشأن الشمال السوري".
على جانب آخر، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية الكردية مظلوم عبدى، أن لقواته قنوات تواصل مع "هيئة تحرير الشام"، لكن الطرفين لم يصلا بعد إلى مرحلة التفاوض المباشر، مشيرا إلى أن "أى مشروع لأسلمة سوريا، يهدد التنوع الثقافى والدينى لهوية البلاد".
أكد مظلوم عبدى فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام سورية أن سوريا تمر بمرحلة مفصلية مع التغيرات السياسية والعسكرية التى طرأت بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشددا على أن المستقبل يعتمد على بناء سوريا ديمقراطية تستند إلى أسس العدالة والمساواة بين جميع المكونات والأديان.
وحث قائد القوات الكردية على ضرورة أن تتكاتف القوى السورية لتجنب أخطاء الماضى التى قد تؤدى إلى صراعات جديدة وإطالة أمد الفوضى، ويشير إلى أن الشعب السورى الذى عانى طويلا، يستحق أن يحقق تطلعاته التى بدأ الثورة من أجلها.
ويعتبر قائد "قسد" أن قواته هى الضمان لمنع عودة التطرف وتثبيت حقوق جميع السوريين تحت إطار واحد يضمنه دستور تشارك فى صياغته كافة مكونات الشعب السوري.
فى سياق آخر، اعتبر مطران حلب للسريان الأرثوذكس، بطرس قسيس، أن حادثة إضرام النار بشجرة خاصة باحتفالات عيد الميلاد قرب مدينة حماة، لم تعد تدخل ضمن "الحالات الفردية"، داعيا السلطات الجديدة فى البلاد إلى اعتماد دستور "يحترم حقوق كافة السوريين".
وقال مطران حلب للسريان الأرثوذكس، بطرس قسيس، فى تصريح صحفى أن الحادثة التى جرت فصولها، ليلة الإثنين، فى مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية، هو أمر يجب أن "يقابل بالرفض والاستنكار من كل أطياف ومكونات الشعب السوري"، مشيرا إلى وقوع الكثير من "الانتهاكات" بحق المسحيين فى البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد فى الثامن من ديسمبر.
كان ليل الإثنين، قد شهد احتجاجات فى عدد من أحياء دمشق المسيحية احتجاجا على إضرام النار بشجرة خاصة باحتفالات عيد الميلاد قرب حماة.
وذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان فى وقت سابق، أن "المقاتلين الذين أحرقوا الشجرة أجانب، وينتمون إلى فصيل أنصار التوحيد الجهادي".
فى سياق آخر، عقد محافظ اللاذقية وقائد الشرطة ومسؤولى القيادتين الأمنية والعسكرية اجتماعا مع وجهاء وشيوخ ومثقفى الطائفة العلوية للوصول إلى التعايش السلمى، وتلبية مطالب المواطنين السوريين لضمان الأمن والأمان، مع التشديد على محاسبة كل من تسوّل له نفسه بالعبث بالأمن وإثارة النعرات الطائفية.
وتطرق الاجتماع التطرق لكافة الأمور الحياتية والخدمية والوظيفية، ووعود بصرف رواتب المتقاعدين، إضافة لوعود بإصدار عفو عام إلا لحالات القتل العمد وارتكاب المجازر.
إلى ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تنفيذ غارة جوية "دقيقة" استهدفت عناصر من تنظيم داعش فى ريف دير الزور شرقى سوريا.
وأوضحت القيادة الأمريكية على حسابها فى منصة "إكس"، أن الغارة أدت إلى مقتل عنصرين وإصابة آخر، كانوا ينقلون شاحنة محملة بالأسلحة، والتى تم تدميرها بالكامل خلال العملية.
وأضافت القيادة المركزية أن الضربة تهدف إلى تقويض القدرات اللوجستية والعسكرية لتنظيم "داعش" فى سوريا، فى إطار استمرار العمليات الأمريكية ضد بقايا التنظيم فى مناطق نفوذه.