لا يزال التصعيد الحوثى يمثل ضغطا على الداخل الإسرائيلى خاصة أن ليست هناك خطة عسكرية إسرائيلية حاسمة بإمكانها لجم هذا التصعيد.
وفى هذا السياق، ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على التصعيد الأخير فى الهجمات الصاروخية التى شنها (الحوثيين) ضد إسرائيل، معتبرة أنها كشفت نقاط ضعف خطيرة فى منظومات الدفاع الجوى الإسرائيلية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت الثلاثاء، إن ملايين الأشخاص هرعوا للمرة الثالثة خلال أسبوع إلى الملاجئ بسبب صواريخ الحوثي.
وتزايدت الدعوات داخل الأوساط العسكرية والإعلامية للتعامل مع الحوثيين كحزب اللهفى لبنان، عبر استهداف قياداتهم بدلا من الاكتفاء بضرب البنى التحتية.
وفى هذا السياق، أشار نير دفورى مراسل الشؤون العسكرية للقناة 12 إلى أن الصاروخ الأخير الذى أصاب هدفه تمكن من اختراق الطبقات الدفاعية بسبب تعديلات على الرأس المتفجر، الذى زُود بمحرك صاروخى يغير اتجاهه عند دخول الغلاف الجوى، مما أعاق عملية الاعتراض.
وأوضح أن هذا التعديل، الذى يتضمن زيادة الوقود وتصغير الرأس المتفجر، أسهم فى تمديد مدى الصواريخ الحوثية.
ومن جانب آخر وأمام هذا الفشل العسكرى قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن وزير الخارجية جدعون ساعر يوجه بعثات إسرائيل الدبلوماسية فى أوروبا بالسعى لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيث أصدرت إسرائيل تعليمات لسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية فى أوروبا بالسعى لتصنيف جماعة الحوثيين فى اليمن تنظيما إرهابيا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلى غدعون ساعر، فى بيان، إن "الحوثيين يشكلون تهديدا ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضا للمنطقة والعالم بأسره"، مضيفا أن أهم وأول شيء يتعين فعله هو تصنيفهم تنظيميا إرهابيا.
وأطلق الحوثيون مرارا طائرات مسيرة وصواريخ نحو إسرائيل، فى حين تقول الحركة إنها لن تتوقف قبل وقف العدوان الإسرائيلى على غزة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن ملايين الأشخاص هرعوا للمرة الثالثة خلال أسبوع إلى الملاجئ بسبب صواريخ الحوثي.
واليوم الثلاثاء، علقت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على حادثة سقوط طائرة أميركية مقاتلة من طراز "إف-18" فوق البحر الأحمر الأسبوع الماضى، وقالت أن الحادثة تكشف عن مدى التحدى الكبير الذى يشكله الحوثيون فى اليمن، ليس لإسرائيل فحسب، بل للولايات المتحدة والمجتمع الدولى أيضا.
وعبرت الصحيفة الإسرائيلية عن اعتقادها أن قدرة التحالف -بقيادة الولايات المتحدة- على ردع الحوثيين باتت موضع شك، بعد أن أظهرت الجماعة صمودا أمام الضربات الجوية، "متجأهلة" المعاناة الشديدة للمدنيين فى اليمن.
إسرائيل تتوعد
ولا تزال إسرائيل تطلق تصريحات تحمل تهديدا دون خطة عسكرية واضحة ؛ فقد توعد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، قادة الحوثيين بتدمير بنيتهم التحتية و«قطع رؤوس»قادتهم، مشيرًا إلى ما فعلوه بقادة حماس وحزب الله، إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله، كما أقر بمسؤولية إسرائيل عن إسقاط نظام الأسد فى دمشق.
وقال كاتس، فى أول اعتراف علنى بأن إسرائيل كانت وراء مقتل هنية فى العاصمة الإيرانية: «سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تمامًا كما فعلنا مع هنية، و السنوار، ونصر الله فى طهران وغزة ولبنان، وسنفعل ذلك فى الحديدة وصنعاء.
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي: «أسقطنا نظام الأسد فى سوريا، ووجهنا ضربات قاسية لمحور الشر، وسنضرب بشدة أيضًا منظمة الحوثيين الإرهابية فى اليمن التى لا تزال آخر منظمة تستهدف إسرائيل». وهدد «كل من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، وتضربه اليد الطويلة للجيش الإسرائيلى وتقوم بمحاسبته».