تعتبر مدينة "مولينا دي أراجون" فى إسبانيا والمعروفة باسم "مثلث الجليد" ، وهي مساحة تقع بين كالاموتشا وتيرويل، وتعتبر أبرد منطقة مأهولة بالسكان في البلاد، وبدأت فصل الشتاء بموجة صقيع وبدرجات حرارة منخفضة تصل إلى 20 درجة تحت الصفر.
وأشارت صحيفة إيه بى سى الإسبانية إلى أن هذه المدينة يصبح فيها البرد عامل جذب فريد للسياح، وتقع مولينا دي أراجون على ارتفاع حوالي 1100 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يساهم بشكل كبير في درجات الحرارة الباردة في فصل الشتاء، بفضل موقعها على هضبة داخلية، بعيدًا عن تأثير البحر المعتدل، تتمتع المدينة بمناخ قاري، مع صيف حار وجاف، وشتاء بارد وقاس.
وتواجه هذه الزاوية الصغيرة من مقاطعة كاستيليان لا مانشا، الواقعة في منطقة سييرا نورتي، درجات حرارة شديدة كل عام تفاجئ أولئك الذين لا يعرفون مناخها المحلي الفريد.
في شهري ديسمبر ويناير، من الشائع أن تنخفض درجات الحرارة الدنيا إلى أقل من -20 درجة مئوية، وقد تم تسجيل درجات حرارة قريبة من ذلك في الليالي.
يرجع البرد الشديد في مولينا دي أراجون إلى مجموعة من العوامل الجغرافية والجوية. موقعها في منخفض طبيعي محاط بالجبال يسمح للهواء البارد بالاحتجاز في الوادي، مما يخلق ما يعرف باسم "تأثير الانقلاب الحراري".
اجواء باردة
وتتسبب هذه الظاهرة الجوية في بقاء درجات الحرارة منخفضة بشكل خاص خلال الليل والساعات الأولى من النهار، حيث يتراكم الهواء البارد في قاع الوادي، فيما تتمتع المناطق المرتفعة بدرجات حرارة أكثر اعتدالا.
علاوة على ذلك، خلال موجات البرد التي تؤثر على شبه الجزيرة، تعد مولينا دي أراجون من أولى الأماكن التي تشعر فيها درجات الحرارة المنخفضة، وذلك بسبب وصول الهواء القطبي من الشمال. وهذا يمكن أن يعني أنه في الظروف القاسية، تسجل المدينة بعضًا من أدنى القيم في إسبانيا، حتى أنها تتفوق على المناطق الأعلى مثل جبال البيرينيه.
الصقيع فى مدينة أسبانية
وفى حين أن البرد قد يكون غير مريح للكثيرين، إلا أن درجات الحرارة المنخفضة لها أيضًا جاذبيتها. يسافر آلاف السياح كل عام إلى المناطق الأكثر برودة في إسبانيا للاستمتاع بتجارب شتوية فريدة من نوعها. وتمثل منتجعات التزلج في جبال البيرينيه وجبال مدريد وجهة شعبية، بينما توفر مدن الهضبة الوسطى جمالا فريدا في الشتاء بشوارعها المغطاة بالثلوج وأجواء القرون الوسطى.
الجليد
ومن ناحية أخرى، يجذب البرد أيضًا أولئك الذين يتطلعون للهروب من حشود الصيف. تسمح لك درجات الحرارة المنخفضة بالاستمتاع بسياحة أكثر هدوءًا وهدوءًا في مدن مثل أفيلا أو كوينكا أو سيغوفيا، حيث يحول تساقط الثلوج المعالم التاريخية إلى مناظر طبيعية حقيقية على شكل بطاقات بريدية.