تمر اليوم الذكرى الـ99 على ميلاد الشاعر العراقى الكبير بدر شاكر السياب الذى ولد فى مثل هذا اليوم عام 1926، ويعد من الشعراء الذين أحدثوا التحول الأهم فى الشعر العربى الحديث، بالانتقال من البناء العمودى الكلاسيكى إلى الشعر الحر، وهو من أشهر رواد التجديد فى الشعر العربى المعاصر.
ولد بدر شاكر بن عبد الجبار بن مرزوق عام 1926م، فى يومٍ وشهرٍ مجهولَين حتى بالنسبة للشاعر نفسه، فقد نسى والده عند تسجيله تاريخ مولده بالتحديد، وكانت ولادته فى قرية صغيرة وبسيطة جدا، ذات طبيعة خلابة تقع جنوب العراق وتسمى (جيكور).
ويعد السياب من أوائل مؤسسى مدرسة الشعر الحر، حيث قام بذلك بالاشتراك مع مجموعة من أشهر الشعراء أمثال صلاح عبد الصبور، وأمل دنقل، ولميعة عباس عمارة، وقد تميّزت قصائد السياب بالتدفق الشعري، والخروج عن الشكل التقليدى للقصيدة، كما اتسمت بلمحة حزنٍ سيطرت عليها، وذلك بسبب ظروف حياته الصعبة، من الناحية الاجتماعية والنفسية والجسدية، لا سيما مرضه الذى أدى فى النهاية إلى موته يوم الرابع والعشرين من شهرديسمبر من عام 1964م.
بدأ السيّاب بواكيره الشعرية عندما كان شاباً صغيراً، فبدأ بنظم الشعر باللهجة العراقية الدارجة، ثم تحوّل إلى الشعر الفصيح محتذياً بشعراء المدرسة الرومانسية، إلا أن شعره لم يتميز بشئ جديد فى تلك المرحلة، ولم يتفرد بشىء لا سيما فى بناء القصيدة، وقد أنتج حينها ديوان (أزهار ذابلة)، وديوان (أساطير)، وعند نهاية الحرب العالمية الثانية ومع دخول ثقاقات مختلفة إلى البلاد بدأ السياب مرحلة جديدة من شعره امتازت بغزارة الإنتاج، حيث وضع عدة دواويين شعرية أهمها: (أنشودة المطر) و(المعبد الغريق)، و(منزل الأقنان)، و(شناشيل ابنة الجلبي)، وفى تلك المرحلة بدأ ينأى بشعره عن منحنى الشعر التقليدى القديم، ويسعى لبناء أنماط جديدة للقصيدة، فأصبح فى مقدمة الشعراء المجدّدين فى الشعر العربى الحديث، وفى نهاية الأربعينيات وضع أول قصيدة له بأسلوبٍ جديدٍ من حيث الوزن والقافية افتتح بها مشروعه الحداثى وهى قصيدة (هل كان حباً).