تمر، اليوم، ذكرى تقديم العرض الأول من أوبرا عايدة لأول مرة فى التاريخ، وذلك فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1871، على مسرح دار الأوبرا القديمة، بينما عرضت لأول مرة فى أوروبا بعد شهرين من ذلك التاريخ على مسرح ألاسكا بإيطاليا وتحديدًا في شهر فبراير 1872، وهى الأوبرا التى تحكى قصة فرعونية قديمة في سياق غنائى.
أوبرا عايدة هي واحدة من أكثر عروض الأوبرا أداءً في جميع أنحاء العالم، حيث تحظى مصر القديمة التى تجرى بها الأحداث باهتمام المخرجين والجماهير مثل إسبانيا كارمن أو اليابان ماداما باترفلاي، ويتم الحفاظ على مصر الفرعونية دائمًا كخلفية مذهلة لقصة الحب التى تجسدها الأوبرا الإيطالية التقليدية، وقد قال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في تفسيره لانتشار أوبرا عايدة بقوله : "الأمر كان مجرد نتاج آخر للإمبريالية الأوروبية - الأوبرا كان لها تأثير مخدر وكذلك إعلامي على الجماهير الأوروبية".
وأوبرا عايدة عبارة عن حكاية من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي فيردي من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل، وضع فيردي الموسيقى لاوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الاوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس حيث قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما "أفوسكاني" و"روسي"، وقد انشئت الأوبرا بين حي الأزبكية وحي الاسماعيلية وتم استخدام العديد من الرساميين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانيين من الموسيقين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس لم تعرض في الاحتفالية وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم اوبرا" ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا الخديوية وهو الاسم الذي اشتهرت به آنذاك.