فى ذكرى وفاة أمير الصحافة.. كيف جمعت الصحافة بين هيكل والتابعى

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 07:30 م
فى ذكرى وفاة أمير الصحافة.. كيف جمعت الصحافة بين هيكل والتابعى محمد التابعي
كتب إسراء إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شكَّ أن لـ محمد التابعي تلاميذ كُثر، وأنَّ منهم مَن التقى به وعاصره، بل واستعان بخبراته في تأسيس مشروعه الصحفي، ومنهم مَن قرأ له واستفاد مِمّا يكتب، لكنَّ الأقرب إليه كان الأستاذ محمد حسنين هيكل، والذي يرى التابعي أنه اكتشافه الذي اكتشفه شخصيًا، وقد استفاد هيكل من خبرة التابعي، الذي استعان به لأكثر من مرة في الإدارة، لكن السؤال هنا.. كيف بدأت علاقة التابعي وهيكل؟

يروي هيكل في كتابه بين الصحافة والسياسة، أنه التقى بـ التابعي مصادفة، عندما ذهب إلى مكتب هارولد إيرل، رئيس تحرير الإيجبيبشيان جازيت، في شأن من شئون العمل، فعرفه على الأستاذ التابعي بلغته العربية الركيكة بقوله: "الأستاد محمد التابعى صاحب مجلة آخر ساعة ورئيس تحريرها"، يقول هيكل واصفًا اللقاء: "وقد بدا لى أن الأستاذ التابعي قد تابع بعض نشاطي، أو أن هارولد إيرل حدثه عنه، وكان الأستاذ رقيقًا ومجاملاً معي.

الأمر لم يتوقف عند تلك النقطة، إذ يتابع هيكل قائلاً: "في اليوم التالي اتصل بي يدعوني إلى لقاء معه، وذهبت، وسألني الأستاذ التابعي: "كيف أرى مستقبلي؟"، وكان السؤال مفاجئاً، فلقد كنت أتصور أن عملي في "الجازيت" يكفيني، ولكن الأستاذ التابعي كان له رأي مختلف: "مهما فعلت في الجازيت فإن المستقبل محصور وضيق، فهي جريدة تصدر في مصر بلغة أجنبية ثم إن توزيعها بعد الحرب سوف يتقلص بالطبيعة ويعود إلى بضعة ألوف بدلاً من عشرات ألوف"، ثم أضاف الأستاذ التابعي: "الصحفي المصري مجاله في الصحافة المصرية باللغة العربية، وبقرائه فيها مئات الآلاف، هذا هو المستقبل".

وبفضل نصيحة التابعي، خاض هيكل تجربة جديدة في آخر ساعة، ويروي عن تلك الفترة قائلاً: "وهكذا انتقلت من الجازيت إلى آخر ساعة، ولم يكن الانتقال سهلاً، ففي حين أن رئيسي الأول "هارولد إيرل" رأى أن "الجريمة والحرب"، هما مجال "التكوين" الأصلح والأمثل للصحفي، فإن رئيسي الثاني "محمد التابعي" كان يرى أن "المسرح والبرلمان"، هما المجال الأنسب والأوفق، ولبضعة أسابيع وجدت نفسي في كواليس مسارح القاهرة، بدلاً من ميادين القتال، ثم وجدت نفسي في شرفة مجلس النواب بدلاً من محافظة القاهرة، التي تصب فيها أخبار كل جريمة تحدث في مصر، وربما كان الأستاذ التابعي على حق، على الأقل فيما يتعلق بمجلس النواب، فلقد أتاح لي مقعد آخر ساعة في شرفة المجلس، أن أقترب من أجواء السياسة المصرية.

وكانت تجربة العمل مع الأستاذ التابعي ممتعة، وأشهد أني تعلمت منه الكثير، ولقد وجدتني شديد الإعجاب بأسلوبه الحلو السلس، وفي البداية رحت أقلده، وفي الحقيقة كانت تلك الفترة -مهنياً-،  فترة العثور على توازن معقول، بين ثلاث تأثيرات واضحة تجاذبتني: عقلانية "هارولد إيرل"، ورومانسية "سكوت واطسون"، ثم حلاوة أسلوب "محمد التابعي".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة