احتفل لبنان بالكريسماس أو عيد الميلاد المجيد الذى يوم الخامس والعشرين من كل عام ولكن هذا العام ليس كسابقيه ؛ فلبنان ينتظر مصير غير واضح بعد انقضاء فترة الـ60 يوما وهى فترة وقف إطلاق النار فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى فى قصف الجنوب مما يوحى بعدم نيته الالتزام بنص اتفاق وقف اطلاق النار لتتحول الـ60 يوما إلى وقف دائم للحرب وهو ما تؤكده انتهاكاته المستمرة بقرى الجنوب اللبنانى.
وفى أجواء الكريسماس يبدو أن الاحتفال اقتصر على بيروت أما الجنوب فوضعه مختلف تماما فكثيرون فقدوا شهداء ولا يزالوا فى حالة حزن وحداد إضافة إلى ترقب للفترة القادمة وسط إطلاق نار لا يتوقف من العدو الإسرائيلى.
انتهاكات مستمرة
وفى سياق هذه الانتهاكات استهدفت غارة للجيش الإسرائيلى فجر الأربعاء، منزلا فى سهل بلدة طاريا فى بعلبك،ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمنى لبنانى قوله أن"الغارة الإسرائيلية الأولى فى البقاع منذ وقف إطلاق النار استهدفت مستودعات فى سهل بلدة طاريا يرجح أنها تابعة لحزب الله.
كما عادت المسيرات لتحلق فوق بيروت الأربعاء.
كما يواصل تنفيذ عمليات تسلل برية وتفجيرات، إضافة إلى غارات جوية فى الجنوب وان كانت تراجع عددها لكنها لا تزال مستمرة مع تحذيرات للسكان بعدم العودة لقراهم، ولعل تبرير البعض لكل هذه الخروقات بأنها مبنية على اتفاق ثنائى بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لا يلغى إمكانية حدوث تداعيات خطيرة فى حال استمرت الخروقات بعد الايام الستين.
تغذى هذه الخروقات السيناتور الذى يطرحه بعض المراقبين بأنالجيش الإسرائيلى قد يبقى فى الجنوب بعد انقضاء مهلة الـ60 يوما، وهذا ما قد يشكل فرصة غير متوقعة للحزب، اذ سيستغل الحزب هذا الامر للعودة إلى العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلى بما يشبه عملياته قبل التحرير وهو بذلك سيحظى بشرعية كاملة من الداخل اللبنانى ومن الواقع الدولى، لذلك فإن هذا السيناريو الذى قد يؤدى إلى اشتعال الحرب مجددا.
وعلى الصعيد السياسى يتطلع اللبنانيون إلى ملء الفراغ الرئاسى مطلع العام الجديد، بعد عامين من الشغور مع تحديد جلسة انتخابية فى التاسع من يناير المقبل، علمًا بأن الأجواء المحيطة بها توحى بجدية غير مسبوقة وإن بقيت القوى السياسية غير متفقة على خيارات حتى الآن.
العيد فى الجنوب
وحول أجواء الكريسماس جنوب لبنان نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا عن مدينة صيدا، التى تعيش فيها الطوائف المسيحية إلى جانب الطوائف الأخرى، وتحيى كل عام فى كنائسها المنتشرة فى أحياء المدينة الساحلية، طقوس الميلاد وأس السنة.
وقالت الصحيفة: "ليس لدى الطائفة المسيحية القديمة فى مدينة صور فى جنوب لبنان، سبب كبير للاحتفال هذا العام، حيث ينعى الكثيرون موتاهم، وما زالوا يشعرون بالقلق بعد أشهر من تعرض المدينة للقصف الإسرائيلي".
ترأس الأب يعقوب صعب قداس الأحد الأخير قبل عيد الميلاد فى مدينة صور بجنوب لبنان، وبذل قصارى جهده لرفع المعنويات أثناء صعوده إلى المذبح، قائلًا: "إنها نعمة عظيمة أن نجتمع ونصلى معًا".
لكن لاحقًا قال"نجد صعوبة فى الاحتفال هذا العام".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "لم تكن هناك حفلات هذا العام للأطفال، ولا موسيقى ولا شجرة عيد الميلاد فى ساحة المدينة".
أضافت: "اختفى جزء كبير من المدينة. المبانى السكنية مدمرة وسيارات مشوهة. محلات تجارية مهجورة بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية. لم يبدأ موسم العطلات بالاحتفال، بل بجنازات حيث كان أعضاء الكنيسة يعتنون بموتاهم".
وفى حين فر معظم سكان صور البالغ عددهم 125 ألف نسمة خلال الحرب، كان الحى المسيحى، الذى يقع إلى جانب المرفأ البحرى، أحد الأحياء القليلة التى بقى فيها بعض الناس".
لا يزال المجتمع مصابًا بالصدمة والخسارة.