تتميز مصر بصناعاتها المتميزة في مختلف المجالات، ويسلط"اليوم السابع" الضوء علي الصناعات المختلفة، في مختلف محافظات الجمهورية، وفي محافظة الدقهلية، تتميز مدينة المطرية بصناعات متنوعه لخدمة الصيد والصيادين في بحيرة المنزلة والمحافظات الأخري، حيث تعتمد هذه المدينة في المقام الأول علي الصيد، ويعمل نسبة كبيرة من أبناءها في صيد الأسماك معتمدين علي بحيرة المنزلة.
واكتسبت مدينة المطرية شمال محافظة الدقهلية، خبرة واسعه وذاع سيطها في الصناعات المختلفة لدعم عملية الصيد، حيث يتم تصنيع جميع أدوات الصيد في هذه المدينة، ومن بين هذه الصناعات وأهمها، "صناعة مراكب الصيد"، بمختلف أنواعها وأحجامها.
وقال محمد شلبي أحد مصنعي المراكب، أن المدينة تتميز بكونها أحد مصادر صيد الأسماك، وتتميز أيضا بكونها أحد قلاع صناعة المراكب علي مستوي الجمهورية، وهناك نوع من التكامل في خطوات التصنيع، حيث تأتي الينا الأخشاب من محافظة دمياط وهي أيضا تحتضن بحيرة المنزلة، والتي تتواجد في 3 محافظات وهم الدقهلية، دمياط، بورسعيد، لكننا هنا في المدينة نتميز في صناعة مراكب وأدوات الصيد، ونصدرها لمختلف المحافظات علي مستوي الجمهورية
وأضاف: يتواجد بالمدينة ورش تصنيع المراكب وقوارب الصيد المختلفة، حيث تبدأ مراحل التصنيع بتقطيع الأخشاب، فور وصوله من دمياط الينا، بأطوال وأعراض محددة، من خلال تقطيعها علي المنشار، وتفصيلها للأحجام المناسبة حسب أطوال المركب المراد تصنيعه، ثم يبدأ بعد ذلك العمل في المراحل الأولي لتأسيس المركب، حيث يتكون المركب من أنواع أخشاب مختلفة، وليس نوع واحد فقط.
وتابع: تأتي مراحل التصنيع بعد قص الأخشاب بالأحجام المطلوبة، لتبدأ مرحلة التعضيم والتلويح بعد انتهاء تقطيع الأخشاب مباشرة، حيث يتم وضع القوايم وهي من أنواع الأخشاب التي تتمتع بمتانه كبيرة في داخل المركب، حيث تتم عملية التعضيم من أسفل المركب بالداخل والأجناب الداخلية أيضا ليظهر شكل مبدأي للمركب
بعدها مباشرة تبدأ مرحلة التلويح، وهي تغطية العضم بألواح الخشب من الخارج بإتجاه محدد ليكتمل كساء المركب كاملا وتظهر ملامحه من الداخل والخارج، فيما يسمي بـ"الفرغة"، ثم تأتي مرحلة التقسيم من الداخل حيث يقسم مركب الصيد الي جزء أمامي لتواجد الصيادين، وجزء خلفي لوضع المعدات والأدوات للصيادين، وجزء يتوسط المركب وهو المخصص لوضع الأسماك أثناء عملية الصيد.
وأوضح قائلا: يستخدم في التصنيع أنواع مختلفة من الأخشاب، حيث يتم تصنيع الفارغه وهو مسمي يطلق علي المركب في مراحل التصنيع الأولي ويستخدم فيه ألواح خشبيه من الخارج بأطوال مختلفه لكسوة الجسم كاملا، ويختلف تماما عن داخله، حيث يتكون من الداخل من "قوايم" وهي الأخشاب الداخلية للمركب، والتي يستخدم بها أنواع خشب مثل "السويد، الكافور، التوت" وذلك بعد تمهيدها علي منشار خاص بها لصلابة هذه الأخشاب.
وأضاف قائلا: تعد هذه هي ثوابت في مختلف أنواع المراكب، وما يختلف هو التصميم علي حسب الطلب والمكان الذي يتم التصنيع له، بعد ذلك تبدأ مرحلة وضع "الفايبر جلاس" وهو وضع طبقة أو اثنين من الفايبر الشعر علي الجسم من الأسفل والأعلي والخارج والداخل، والتي تعد من أهم مراحل التصنيع، حيث يعطي الفايبر صلابة ومتانه لتماسكه مع الأخشاب.
وتابع : بعدها تأتي مرحلة وضع طبقة البوليستر علي الفايبر كاملا ليعطي تماسك وقوة ومتانه، حيث يغطي الشعر أو الفايبر بطبقة كاملة من البلوليستر، من الأسفل للأعلي والخارج والداخل ثم تأتي مرحلة المعجون من الداخل والخارج، أيضا للتأكيد علي سد أي فراغات موجودة بين الأخشاب، لتظهر طبقة كاملة متماسكة من شعر الفايبر والبلوليستر والمعجون والذي يكسب المركب متانه وصلابة.
واستطرد قائلا: تأتي بعدها مرحلة السنفرة، وهي عبارة عن تنعيم وتسويه المعجون والخشب بجسم المركب، حيث يستخدم في ذلك الصاروخ ونوع محدد من السنفره، يتم وضعه وتركيبه علي الصاروخ، والبدء في تنعيم وتسويه الجسم كاملا من الداخل والخارج، ويغطي بعد ذلك بطبقة من دهان اللميع ليكون جاهزا بذلك الي التشطيب النهائي باللون المحدد من الدهان سواء لون فاتح أو غامق علي حسب الطلب والمكان الذي يستخدم فيه المركب.
وتتميز الورش الموجوده في مدينة المطرية بتصنيع مختلف أنواع المراكب، والتي تتنوع علي حسب المدينة والمكان الذي يستخدم به المركب، حيث يتم تصنيع قوارب صيد صغيرة تحمل مقداف يدوي علي جانبيها وتستخدم في مياه النيل، ويتم تصنيعها وتصديرها الي المحافظات مجري شريان النيل وتحديدا محافظة أسوان.
فيما يتم تصنيع أنواع أخري مثل مراكب الصيد الصنارة السياحية، والتي يستخدمها هواه الصيد في رحلاتهم، حيث تتميز بتحمل أعداد من الأشخاص بداخلها، وتخصيص أماكن وحلقات لوضع الصنارات عليها، ثم لانشات السياحة التي يتم تصديرها للمحافظات والمدن السياحية تحديدا مثل مدينة رأس البر بدمياط ومحافظة الإسكندرية، ويتم التصنيع بجودة عالية مع مواصفات مختلفة علي حسب الطلب.