لازالت السودان تعاني ويلات الحرب وأفعال قوات الدعم السريع التي أجبرت ملايين الأهالي على الفرار من منازلهم، بعد ارتكابها العديد من الانتهاكات الإنسانية والدولية وخاصة في ولاية الجزيرة.
كشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام، عن وفاة 12 طفلًا بسبب سوء التغذية وإصابة 5340 طفلًا آخر بالمرض خلال ديسمبر الجاري في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
وتشمل منطقة جنوب الحزام أحياء "الإنقاذ، الأزهري، السلمة، ومايو"، وتقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
وقال عضو في غرفة طوارئ جنوب الحزام لـ"سودان تربيون" إن المكتب الطبي تلقى بلاغًا بوفاة 12 طفلًا وإصابة 5340 طفلًا بسوء التغذية خلال الشهر الحالي فقط.
وأكد عضو الغرفة، الذي فضل حجب هويته، توقف 55 مطبخًا خيريًا، المعروف باسم "التكايا"، عن الخدمة، مما فاقم تدهور الوضع الغذائي في المنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق وعدم توفر أموال كافية لدى المواطنين لشراء المستلزمات الضرورية.
وأقر عضو غرفة الطوارئ بوجود تحديات تواجه الغرفة بسبب خروج 9 مراكز صحية عن العمل، إلى جانب عدم وصول الإمدادات الطبية، مما ساهم في معاناة المرضى في المنطقة.
من ناحية أخرى، قال ناشطون، إن قوات الدعم السريع أجبرت سكان خمس قرى بولاية الجزيرة – وسط السودان- على النزوح بعد أن ارتكبت ضدهم انتهاكات واسعة.
وتواصل الدعم السريع هجماتها الانتقامية ضد عشرات القرى المترامية في ولاية الجزيرة، حيث تصاعدت هذه الهجمات في الجزء الشرقي من المنطقة خلال أكتوبر الماضي، عقب انشقاق قائدها أبو عاقلة كيكل وانحيازه للجيش.
قال بيان أصدره مؤتمر الجزيرة إن "مليشيا الدعم السريع هاجمت قرى الكمير فزاري، الكمير آدم، سعد الشفيع، دار السلام، وود حميدان، بإدارية بركات التابعة لمحلية جنوب الجزيرة، واعتدت على المواطنين ونهبت ممتلكاتهم، وأجبرتهم على النزوح".
وأشار إلى أن القوات اختطفت عدداً من المواطنين واشترطت دفع فدى مالية لإطلاق سراحهم.
وكان الجيش تمكن خلال الشهر الجاري من استعادة عدد كبير من المناطق في جنوب الجزيرة المتاخمة لولاية سنار في سياق هجمات تهدف للوصول إلى حاضرة الولاية، مدينة ود مدني.
وسبق أن تعرضت مئات القرى في جنوب الجزيرة لعمليات تهجير قسري خلال العام الجاري إثر الهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع.
ويقول مؤتمر الجزيرة إن نحو 400 ألف شخص يقيمون في أكثر من 500 قرية واقعة شرق ولاية الجزيرة فروا من قراهم هرباً من انتهاكات الدعم السريع.