فى كل موسم حج وعمرة، تشتعل قلوب آلاف المواطنين شوقًا لزيارة الأراضى المقدسة، ويطرقون أبواب الشركات السياحية بحثًا عن رحلة العمر، لكن بين تلك الأحلام، تتسلل شركات غير مرخصة، تُغرق المواطنين فى وعود وهمية، لتتحول رحلة الأمل إلى كابوس من الخداع.
الوهم بأقنعة القداسة
شركات ومكاتب سياحية غير مرخصة تنشط كل عام، تستغل رغبة البسطاء فى أداء الحج أو العمرة، وتُقدم عروضًا مغرية بأسعار تنافسية، لكن الحقيقة تكون مختلفة تمامًا؛ فلا رحلات، ولا تأشيرات، فقط أموال تُسلب وأحلام تتحطم.
وزارة الداخلية، إدراكًا منها لخطورة هذه الظاهرة، أطلقت حملات واسعة فى مختلف المحافظات، مستهدفة تلك الشركات الوهمية، وخلال أسبوع واحد فقط، تمكنت من ضبط 54 شركة ومكتبًا سياحيًا يعملون دون ترخيص.
جرائم تستغل الطيبة والحلم
النصب تحت ستار السياحة يحمل طابعًا خاصًا من الخداع، فهو لا يستهدف المال فحسب، بل يستغل الأحلام المقدسة والطبيعة الطيبة للمواطنين، الضحايا غالبًا من الفئات التى تُجمع أموالها بشق الأنفس لتلبية نداء الحج أو العمرة.
الشركات غير المرخصة تُغرى المواطنين بعروض "لا تُقاوم"، مستخدمة وسائل إعلانية مزيفة عبر الإنترنت ومكاتب وهمية، ووعود زائفة بخدمات لا تُقدم، لكن ما أن يدفع المواطنون أموالهم حتى يختفى القائمون على تلك الشركات فى غياهب النصب.
القبضة الحديدية للداخلية
الحملات الأمنية الأخيرة التى نفذتها وزارة الداخلية لم تكن مجرد عمليات ضبط، بل رسالة واضحة بأن القانون لن يترك مكانًا للمخادعين، حيث تمكنت الوزارة من ملاحقة تلك الشركات الوهمية وإغلاقها، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها.
الداخلية أكدت أهمية تعاون المواطنين، محذرة من التعامل مع أى شركة سياحية غير مرخصة، خاصة مع اقتراب موسم الحج، فالتحقق من التراخيص هو الخطوة الأولى لضمان رحلة آمنة ومضمونة.
الوعى أولوية
يقول اللواء رأفت الشرقاوى الخبير الأمنى، رغم جهود الوزارة، يبقى الوعى المجتمعى حائط الصد الأول، فمن الضرورى أن يتحقق المواطنون من مصداقية الشركات السياحية عبر الجهات المعنية، وعدم الانجراف وراء الإعلانات الوهمية والعروض غير المنطقية.
كما أن الدور الإعلامى والمجتمعى يلعب دورًا رئيسيًا فى كشف تلك الجرائم، وتسليط الضوء على أساليب النصب وكيفية تفاديها.
بين الحلم والمسؤولية
رغبة المواطنين فى أداء الحج والعمرة تُعد حلمًا مشروعًا، لكنها أحيانًا تُغشى بوعود مزيفة تنسجها الشركات الوهمية، ومع ذلك، فإن الدور الذى تلعبه وزارة الداخلية يُعيد الأمل، حيث تضع حواجز قانونية تمنع تلك الجرائم من الانتشار، وتُطارد كل من تسول له نفسه استغلال أحلام المواطنين.
عندما يتعلق الأمر برحلة الحج أو العمرة، فإن الحلم لا يجب أن يتحول إلى كابوس، جهود وزارة الداخلية فى ضبط 54 شركة ومكتبًا غير مرخص تُثبت أن العدالة يقظة، وأن الطريق إلى الأراضى المقدسة يجب أن يظل نقيًا من شوائب النصب والاحتيال، وليبقى الشعار دائمًا: "لا قداسة لوهم.. ولا مكان للخداع تحت راية العدالة".