تظاهر عشرات الآلاف من الطائفة العلوية في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة في الساحل السوري، بعد انتشار فيديو لهجوم على مقام ديني للطائفة العلوية أكدت وزارة الداخلية السورية في الحكومة المؤقتة أنه "قديم".
أكدت وسائل إعلام سورية أن المظاهرات الغاضبة جاءت بعد "حرق مقام أبي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي في حلب"، وقتل 5 مدنيين سوريين من حراس المقام يوم الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "انتشر اليوم شريط مصور كالنار في الهشيم، يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بِجثامينهم، وخربوا المقام واضرموا النيران داخله".
وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية بدمشق أن "الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب"، مشيرة إلى أن الفعل "أقدمت عليه مجموعات مجهولة".
وحذّرت الداخلية السورية في بيان من أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة"، مشددة على أن "أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية".
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن التاريخ الدقيق لتصوير الفيديو غير معروف.
وعقب التظاهرات، أعلنت السلطات السورية حظرا ليليا للتجول في حمص واللاذقية، وردد متظاهرون شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يا خصيبي"، و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد."
من جانبها، أكدت إدارة العمليات العسكرية في دمشق، الخميس، احترامها لجميع الطوائف في سوريا "ولا تكنّ العداء لأي منها
لكننا نقف بحزم ضد كل من ارتكب الجرائم بحق الشعب السوري والثوار بغض النظر عن هويته أو انتمائه."
وكان وزير الخارجية السوري المعين حديثا أسعد الشيباني حذر إيران يوم الثلاثاء الماضي من بث الفوضى في بلاده بعد تصريحات صدرت من طهران.
وقال في منشور على منصة X "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".
إلى ذلك، شهدت مدن سورية مساء الأربعاء، خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة "مثيري الفتنة الطائفية" والمحرضين على العنف في البلاد، بعد هجوم شنّه مسلحون من فلول نظام الأسد على قوات الأمن الداخلي السورية في ريف طرطوس ما أسفر عن مقتل وإصابة 24 عنصراً من القوات.
وأعلن وزير الداخلية السوري، محمد عبد الرحمن، الأربعاء، مقتل 14 عنصرا من وزارته وإصابة 10 آخرين في كمين نفذته "فلول النظام السابق" في ريف محافظة طرطوس.
وقال الوزير في بيان صحفي إن "العناصر كانوا يؤدون مهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي، عندما تعرضوا للهجوم".
وفتحت أبواب السجون السورية بعدما أطاح مسلحو الفصائل العسكرية بقيادة "هيئة تحرير الشام"، بنظام الأسد هذا الشهر، بعد أكثر من 13 عاما على قمعه احتجاجات مناهضة للحكومة في دمشق، ما أشعل حربا أودت بحياة أكثر من 500 ألف شخص.
في موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن بلاده تتواصل مع الحكومة الانتقالية في سوريا، محذرا من تكرار سوريا لمسار وسيناريو الدولة الليبية.
وتابع لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع ممثلي وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، يتخلله عرض لنتائج العام 2024: "لم نسحب دبلوماسيينا من دمشق، والسفارة هناك تعمل بشكل طبيعي كما بقية السفارات، ونتواصل مع السلطات السورية الحالية وتتم مناقشة القضايا العملية مثل تأمين المواطنين الروس وعمل السفارة. بشكل عام مهتمون بالحوار حول كافة القضايا الأخرى بشأن العلاقات الثنائية".
وأضاف لافروف قائلا: "سمعنا تصريحات الرئيس أردوغان بخصوص الأمن مع سوريا، والأعمال التي سببت الفوضى من قبل، نعمل للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهو موقف تركيا. يجب النظر إلى شرق سوريا حيث احتل الأمريكيون منابع النفط والأراضي الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها ودعم التنظيمات التي تسعى للانفصال".