استعرضت قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، وذكرت أن الفيلم نُسجت خيوطه ورُسمت شخصياته على مدار عاملين كاملين من التحضيرات الفنية حتى تحول الخيال المستوحى من التاريخ إلى دراما على ورق ثم تصويره بشكل مبهر.
ويذكر الفيلم الوثائقي، أن حسن الصباح اعتمد على سلاح التخدير والإلهام مع ضحاياه، حيث يشير عباس العقاد في كتابه "فاطمة الزهراء والفاطميون" إلى أن مؤسس الحشاشين استخدم بالفعل مخدر الحشيش، بعد أن عرف أسراره عن أستاذه الطبيب عبد الملك بن عطاش، وتوسل به لإقناع أتباعه برؤية الجنة عيانا لأنه كان يدير عليهم دواخين الحشيش ثم يدخلهم إلى حديقة عُمرت بمجالس الطرب التي يتغني فيها القيان وتتلاعب فيها الراقصات ثم يخرجهم منها وهم في غيبوبة الخدر، فبتلك الحيل أوقع في شباك فخه بعض الحالمين بالجنة، ليتحولوا إلى خناجر حية مطيعة يحركها زعيم الحشاشين كما شاء ويطعم بها كل الخصوم.
وقال عن ذلك، الدكتور أحمد لاشين أستاذ الأدب الفارسي بجامعة عين شمس: "هذه الحيل ممتدة من قديم الأزل، فمن بدايات نشأة المذهب الشيعي وهناك فكرة مفتاح الجنة أو سلطوية الإمام، أي أن الإمام هو من يملك الرضا عن المتدين أو المتبع له من عدمه".
وقال سامح الزهار، باحث في التاريخ الإسلامي، إن الوعود الإلهية في العمل الإنساني هو طريقة المتطرفين دائما لإقناع الأتباع، فكان حسن الصباح يقول لأتباعه دائما إنه صاحب مفتاح الجنة"، فيما قال إن إدعاء أحد الناس أنه يملك مفتاح الجنة، تألي على الله سبحانه وتعالى فيما اختص به نفسه، فمن يعلم خواتيم الناس هو الله سبحانه وتعالى وهو من يملك من يدخل الناس الجنة والنار، ومن ادعى غير ذلك نازع الله في ملكه وحكمه وهذه جريمة كبيرة.
يوثق الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، مراحل صناعة وإنتاج أحد الأعمال الدرامية المهمة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو مسلسل "الحشاشين"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًّا واسعًا داخل مصر وخارجها، خلال عرضه في شهر رمضان الماضي 2024.
ويتناول الفيلم رحلة خروج المسلسل إلى النور على مدى عامين، مستعرضًا بعض الجوانب الفنية على مستوى الكتابة، والتمثيل، والإخراج، واستخدام أحدث تقنيات التصوير، والديكور، والجرافيك، ويربط بين الوقائع التاريخية لنشأة فرقة "الحشاشين" في نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، والخيال الدرامي المستوحى من التاريخ الذي عبّر عنه صُناع المسلسل.
كما يقدم الفيلم الوثائقي تحليلاً دينيًّا وسياسيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا لشخصية "حسن الصباح"؛ مؤسس تلك الفرقة، وكيف أثرت أفكاره ومخططاته في كثير من الجماعات المتطرفة التي ظهرت لاحقًا، والتنظيمات الإرهابية المعاصرة. وتم تصوير الفيلم داخل ديكور مسلسل "الحشاشين" بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، مع عدد من النقاد والكُتاب والخبراء المتخصصين في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى إجراء بعض المقابلات خارج القاهرة بين عواصم عدة دول.