استعرضت قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، وذكرت أن الفيلم نُسجت خيوطه ورُسمت شخصياته على مدار عاملين كاملين من التحضيرات الفنية حتى تحول الخيال المستوحى من التاريخ إلى دراما على ورق.
بدوره، قال عمرو فاروق، باحث في شؤون الجامعات المتطرفة، إن فكرة مقتل نزار ابن الخليفة المستنصر تحول إلى شماعة بني عليها بعد ذلك الدولة الباطنية، فكان مقتل نزار بداية لتأسيس دولة جديدة تدعي فكرة الاتصال الروحي بالخليفة أو الإمام المنتظر الذي يحكم العالم والمسلمين من خلف الستار.
ويقول الفيلم الوثائقي، عن تصميم قلعة آلموت بمسلسل الحشاشين: "كأن قلعة آلموت قد أزيحت من مكانها الأصلي أعلى جبال ألبرز المطلة على بحر قزوين شمالي إيران إلى موقع تصوير المسلسل داخل مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، حيث صممها على وجه يشبه الحقيقة مهندس الديكور أحمد فايز، فيما أكسبها صورة تحاكي دراما الشخصيات مدير التصوير والإضاءة حسين عسر".
ويذكر الفيلم الوثائقي، أن شخصية زيد بن سيحون التي قدمها الفنان أحمد عيد في المسلسل، جاءت من صنع خيال الكاتب ولم يستدل عليها في كتب التاريخ، وهو ما أكدت عليه الكاتبة الصحفية علا الشافعي بقولها عن ذلك: "شخصية زيد بن سيحون ليست موجودة في التاريخ، لكن تم صنعها كمعادل لحالة الصراع مع حسن الصباح".
وأشادت الناقدة الفنية التونسية فاطمة الشريف، بدور الفنان أحمد عيد في مسلسل "الحشاشين"، قائلة: "أدى الشخصية بحرفية شديدة على الرغم من أنه قليل الظهور".
يوثق الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، مراحل صناعة وإنتاج أحد الأعمال الدرامية المهمة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو مسلسل "الحشاشين"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًّا واسعًا داخل مصر وخارجها، خلال عرضه في شهر رمضان الماضي 2024.
ويتناول الفيلم رحلة خروج المسلسل إلى النور على مدى عامين، مستعرضًا بعض الجوانب الفنية على مستوى الكتابة، والتمثيل، والإخراج، واستخدام أحدث تقنيات التصوير، والديكور، والجرافيك، ويربط بين الوقائع التاريخية لنشأة فرقة "الحشاشين" في نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، والخيال الدرامي المستوحى من التاريخ الذي عبّر عنه صُناع المسلسل.
كما يقدم الفيلم الوثائقي تحليلاً دينيًّا وسياسيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا لشخصية "حسن الصباح"؛ مؤسس تلك الفرقة، وكيف أثرت أفكاره ومخططاته في كثير من الجماعات المتطرفة التي ظهرت لاحقًا، والتنظيمات الإرهابية المعاصرة. وتم تصوير الفيلم داخل ديكور مسلسل "الحشاشين" بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، مع عدد من النقاد والكُتاب والخبراء المتخصصين في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى إجراء بعض المقابلات خارج القاهرة بين عواصم عدة دول.
