شهدت شاشة الوثائقية عرض الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، وهو رحلة وثائقية بين التاريخ والإبداع.. كيف نشأت فرقة الحشاشين؟ ومَن هو حسن الصباح؟ وما العلاقة بين حشاشى الأمس وحشاشى اليوم؟
يوثق الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين" مراحل صناعة وإنتاج أحد الأعمال الدرامية المهمة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو مسلسل "الحشاشين"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًّا واسعًا داخل مصر وخارجها، خلال عرضه في شهر رمضان الماضي 2024، ويتناول الفيلم رحلة خروج المسلسل إلى النور على مدى عامين، مستعرضًا بعض الجوانب الفنية على مستوى الكتابة، والتمثيل، والإخراج، واستخدام أحدث تقنيات التصوير، والديكور، والجرافيك، ويربط بين الوقائع التاريخية لنشأة فرقة "الحشاشين" في نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، والخيال الدرامي المستوحى من التاريخ الذي عبّر عنه صُناع المسلسل.
كما يقدم الفيلم الوثائقي تحليلاً دينيًّا وسياسيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا لشخصية "حسن الصباح"؛ مؤسس تلك الفرقة، وكيف أثرت أفكاره ومخططاته في كثير من الجماعات المتطرفة التي ظهرت لاحقًا، والتنظيمات الإرهابية المعاصرة، وتم تصوير الفيلم داخل ديكور مسلسل "الحشاشين" بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، مع عدد من النقاد والكُتاب والخبراء المتخصصين في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى إجراء بعض المقابلات خارج القاهرة بين عواصم عدة دول.
من جانبه قال الكاتب والمخرج شريف سعيد، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لـ اليوم السابع ، إنه منذ الحلقات العشر الأولى من عرض مسلسل الحشاشين ورد الفعل الجماهير الكبير على العمل، سواء طبيعته المستوحاة من التاريخ أو المحتوى وشكل الصناعة وحجم الإنتاج والإسقاط على الواقع، كان جليا أنه لا بد من توثيق الحدث وتحليله وقراءته من خلال عمل وثائقى يرصد رحلة المسلسل والربط بينه وبين الواقع خاصة فى ظل التغيرات الإقليمية التى يشهدها الوطن العربى.
وأشار شريف سعيد رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى أن الفيلم الوثائقى توقف عند طبيعة الموضوع كمحتوى وطبيعة الصناعة والإنتاج الضخم ودعم الشركة المتحدة للعمل واشتباكه مع اللحظة الراهنة.
وأضاف شريف سعيد إلى أن الفرق المتطرفة والإرهابية واحدة ويتم استنساخها فى أسماء جديدة ولكنها في النهاية صاحبة فكر واحد بصرف النظر عن المذهب أو العقيدة لكل فرقة، فجميعهم يشتركون في فكر متطرف واحد.
وأكد شريف سعيد أن مسلسل الحشاشين كمسلسل مستوحى من التاريخ المشاهد لا يستطيع الفصل فيه بين العمل الفني وما يشاهده على الشاشات في اللحظة الراهنة، فى الإقليم سواء من ناحية الفوضى الخلاقة أو مخططات تدمير الجيوش العربية بداية من جيش العراق إلى الجيش السورى، مستخدمين اسم الدين كألية سياسية للتأمر على الجيوش وتصفيتها.
وأكمل شريف سعيد أن الجماعات الدينية المتطرفة لا تعرف مفهوم الدولة، وبالنسبة لها هو مجرد تراب.
وأضاف رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه يجب علينا ألا نمل من تكرار قراءة التاريخ ليس المصرى فقط بل العربى لعلنا نستفيد، لأن التاريخ يكرر نفسه وبالتالى يجب أن نعيد قراءته كل فترة.
وأشار شريف سعيد إلى أهمية تقديم عمل وثائقى مثل "ما وراء الحشاشين"، يعود لكون الأقليم العربى معبأ بالأحلام الدينية المتطرفة من كل الأطراف، وذلك لا يؤدى لشىء سوى حرائق متتالية، خاصة أن جميهم يهرولون نحو الجنة بمفهومهم، يحتكرون الحقيقية وهو جوهر أفكارهم.
وأكمل شريف سعيد أن الجماعات المتطرفة تري كل منها أنها صاحبة مفتاح الجنة وأنها الوحيدة التي لها حق احتكار الحقيقة لنفسها، وهو ما كان نتيجته تفجير الأشخاص لنفسهم بحزام ناسف أو قتل المصليين في صلاة الجمعة بمسجد الروضة، لأنه حصل على إذن بدخول الجنة ممن يملكون المفتاح فى تصوره.
وأضاف شريف سعيد أن طائفة الحشاشين والإخوان وولاية سينا وداعش جميعها أسماء مختلفة وأشكال مختلفة للتطرف الديني والإرهاب، مع اختلاف مذاهبهم حتى من ينتمون للإلحاد، ألمانيا شهدت جريمة دهس لملحد وبالتالي التطرف الديني بكل أشكاله يمنح أصحابه في اعتقادهم احتكار الحقيقة وفعل ما يحلو لهم.
وأكمل شريف سعيد أن حسن الصباح شيعي إسماعيلي ولكن المشاهد وهو يتابع المسلسل سيجد أمامه فكر سيد قطب وشكرى مصطفى وأسامة بن لادن وبديع لآخره من المجرمين والقتلة جميعهم يحتكرون مفتاح الجنة لأنفسهم.
وفي السياق ذاته قال شريف سعيد، إن الوثائقيات التى تقدمها القناة الوثائقية عن قوة مصر الناعمة، هى محاربة للإرهاب والتطرف الدينى، مشيرا إلى أن تلك الأعمال شكل من أشكال مقاومة الفكر المتطرف، لأن المتطرفين كارهون للحياة والفن، ولا بد أن نظل نكافح ذلك الفكر.
وأشار شريف سعيد إلى أن الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة في خصومة مع الحياة، ولذلك معركة صناعة الوعي مستمرة، موضحا أن الإخوان الإرهابية لا يمتلكون سوى سلاح السخرية من المنجز منذ عام 1928 وحتى الآن وبالتالي الحرب مستمرة، خاصة أنهم يعملون على تغيير الصورة الذهنية وتزوير التاريخ، خاصة أنهم يرفعون شعار قال الله وقال الرسول وبالتالي يستطيعون أحيانا في اختراق العقول وتجد الحقيقة تاهت وسط التزيف.
وأكمل شريف سعيد أن مسلسل الإمام الشافعي، شاهدنا فيه كيف طور الشافعي من فكره من العراق إلى مصر، وبالتالي فلسفة الرجوع في الرأي والمراجعة أمر ضد فكرهم مثل مسلسل الحشاشين، فهم يزورون التاريخ ويقولون عن واقعة المنشية إنها مسرحية، وأن زينب غزالي مناضلة وكشك رجل دين وسيد قطب رجل دين.
وكشف الكاتب والمخرج شريف سعيد، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن تحضيرات الفيلم الوثائقى ما وراء الحشاشين، قائلا إن الفيلم تمت الاستعانة فيه بشهادات من دول عربية، وذلك لأن أزمة التطرف الدينى ليست محلية أو تخص مصر فقط، حيث استضاف الفيلم ضيوفا من تونس والعراق والسعودية بالإضافة إلى مصر.
وأضاف رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن الجماعات المتطرفة لا ترى حدودا للدول فالجميع بالنسبة لها مجرد تراب، وهو ما يبرهن عليه أنك تجد مجرما فليبينيا أو من ميانمار يحتفل فى اللاذقية بما حدث فى سوريا.
أما إمام أحمد مسئول إعداد وكتابة الفيلم الوثائقي ما وراء الحشاشين، فقال لـ"اليوم السابع"، إن العمل على الفيلم استغرق 9 شهور للخروج إلى النور.
وأضاف إمام أحمد أن تقديم عمل وثائقي عن مسلسل الحشاشين برعاية الشركة المتحدة هو أمر شديد الأهمية لقضيته التاريخية، وللربط بين الماضي وما نعيشه حاليا من توترات في الإقليم.
وأشار إمام أحمد إلى أن الحشاشين فكر لا يزال نعيش فيه ونشاهده في دول من حولنا، ومصر خاضت حربا على الإرهاب والتطرف.
وأكمل شريف سعيد أن الجماعات الدينية المتطرفة تم تأسيسها وتمويلها ومنها الإخوان الإرهابية من خلال استخبارات أجنبية كانت تستعمر دول بعينها، وتم تأسيسها لمواجهة الجيوش العربية وتدميرها وهو ما حدث مع الجيش العراقي والسوري وبفضل الله انتصر عليهم الجيش المصرى، فهو الخصم الوحيد في مواجهة تلك الجماعات المتطرفة، ولذلك لابد من الاصطفاف حول الجيش المصري.
وأشار شريف سعيد إلى أن كل الخلايا الإرهابية تشهد حاليا انتعاشة غير عادية، مضيفا أن التطرف والإرهاب فكر وبالتالى مكافحة الإرهاب والتطرف مستمرة لأنك تحارب فكر وثقافة.
وأضاف إمام أحمد، أن قناة الوثائقية كانت مهتمها منذ اللحظة الأولى لعرض مسلسل الحشاشين تقديم عمل وثائقي يجمع ما بين الدراما والتاريخ، ويرصد التفاصيل الفنية للعمل الدرامي المستوحى من التاريخ "الحشاشين"، بداية من تأسيس فرقة الحشاشين لحسن الصباح والسياق التاريخي لفرق العنف في التاريخ وربطه بحشاشين اليوم، كون أن هناك تشابها كبيرا بين العنف فيما مضى وفي الوقت الحاضر، حيث يمارس بنفس الفكر والمنهج.
وأشار إمام أحمد إلى أن الفيلم الوثائقي ضم ضيوفا متنوعين يتناولون الرواية التاريخية والوضع في الإقليم، والتحليل النفسي، سواء من عرب أو مصريين، حيث شاركت من تونس فاطمة الشريف ومن السعودية عمر جاسر ومن العراق كريستيانا.
فيما استعان في الكتابة مصادر تاريخية موسوعة الكامل في التاريخ وكتاب فاطمة الزهراء والفاطميون لعباس محمود العقاد ودولة النظرية وفضائح الباطنية للغزالي وكتاب سيرة مولانا المنسوب لحسن الصباح وكتاب ستيشيلو دا بيزا "رحلات ماركو بولو"، وكتاب برنارد لويس "الحشاشون" إلى جانب بعض الوثائق بخط اليد.
ومن جانبه قال محمود توفيق بروديوسر الفيلم، لـ"اليوم السابع" إن المشروع استغرق حوالي 9 شهور كتحضير وبحث وتدقيق في المراجع وتصوير ومونتاج، وإن فريق الفيلم حرص على تصوير العمل في نفس ديكورات مسلسل الحشاشين، حيث تم إعادة إحياء الديكورات للتناسب مع أجواء الفيلم الوثائقي.
وأضاف محمود توفيق أنه تم تصوير الفيلم في رمضان الماضي داخل ديكورات المسلسل واستكمال باقى اللقاءات من بعض الدول العربية، مؤكدا أن تصوير الفيلم تم بكاميرات 4d وهي الكاميرات التي تمنح الصورة نفس خصائص الصورة التي ظهر بها المسلسل، وهو الأمر العادي بالنسبة للقناة الوثائقية حيث يتم تصوير الأعمال بنفس الكاميرا ليخرج العمل بروح سينمائية.
قالت الناقدة ماجدة موريس لـ"اليوم السابع" إن مسلسل الحشاشين استثنائي في تاريخ الدراما المصرية الحديثة، مؤكدة أهمية العمل للأجيال الحالية والقادمة، مشيرة إلى أن المسلسل ليس له مثيل فيما سبق وقُدم، مطالبة بتقديم المزيد من نوعية مسلسل الحشاشين في الفترات المقبلة حتى ولو كل عامين مرة.
وأشارت ماجدة موريس إلى أن أهمية المسلسل تعود لكونه يناقش فصيلا استطاع التأثير سلبا على أجيال متتالية في العالم كله، وقدم بإمكانيات ضخمة شديدة الاقناع ساهمت فى جذب المشاهد، واستردت مكانة الدراما المصرية المستوحاة من التاريخ.
وأضافت ماجدة موريس أن تقديم عمل وثائقي عن مسلسل الحشاشين في صالح معركة الوعي لأن مثل هذه الأعمال تساهم في رفع الوعى لدى المشاهد، مطالبة بعرض الفيلم على التليفزيون المصري وفي جميع القنوات العامة ليتسنى للمشاهد العادي أن يتابعه وليس فقط محبي الأفلام الوثائقية.