في عام 1924، تسلق الأولاد والمراهقون في قرية بوشكين للأطفال النصب التذكاري لبوشكين، والتقطوا لحظة من النشاط الشبابي والإعجاب بالشاعر العظيم وكان من بينهم الشاعر الروسي الشهير سيرجي يسينين، المعروف بشعره الغنائي والعاطفي.
لم يحتفل هذا التجمع بإرث بوشكين فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على تأثير الأدب على جيل الشباب خلال فترة التحول في التاريخ الروسي ويعكس المشهد التقدير الثقافي العميق للشعر والفنون في روسيا في أوائل القرن العشرين.
وُلد ألكسندر بوشكين لعائلة روسية نبيلة في موسكو حيث انتمي والده سيرجي لفوفيتش بوشكين إلى عائلات بوشكين النبيلة، ونشر أول قصيدة له في سن الخامسة عشرة، إذ ألقى بوشكين خلال تخرجه من المدرسة الثانوية قصيدته المثيرة للجدل «أغنية الحرية»، التي تُعد واحدة من عدة قصائد أدت لنفيه من قبل الإمبراطور ألكسندر الأول.
كتب بوشكين مسرحيته الدرامية الأكثر شهرةً «بوريس جودونوف» في ظل المراقبة المشددة من قبل شرطة الإمبراطور السياسية وعدم القدرة على النشر وكانت روايته الشعرية «يفجني أونيجين» تنشر بشكل متسلسل خلال عام 1825 حتى عام 1832.
جرح بوشكين بشكل مميت في مبارزة مع نسيبه "جورج تشارلز دي هيكران دانثيس" الذي يُعرف أيضًا باسم دانتي جيكيرن، وهو ضابط فرنسي كان يخدم في فوج الحرس الخيالة، حاول إغواء زوجة الشاعر ناتاليا بوشكينا وقد أدت تلك الإصابة المميتة إلى وفاة بوشكين بعد ثلاثة أيام فقط.
ولم تكن قصة الوفاة تلك بمعزل عن الغيرة إذ ظل الوشاة يوغرون صدر بوشكين بأقاويل عن علاقة زوجته بالضابط الفرنسي حتى اندفع إلى مبارزته فلقى مصرعه عن عمر يناهز 38 عاما فقط.
يصنف النقاد أعماله على أنها أعمال فنية مميزة، مثل قصيدة "الفارس البرونزي" والمسرحية الدرامية "الضيف الحجري"، وقد عرف بوشكين أيضًا بقصصه القصيرة وبشكل خاص مجموعة "حكايات الراحل إيفان بتروفش بيلكين" بما فيها "الطلقة" التي لاقت رواجًا جيدًا.
من أشهر رواياته يفجينى أونيجين وهى معقدة لدرجة جعلت المترجم فلاديمير نابوكوف يحتاج لمجلدين كاملين من المحتوى من أجل تقديم معناها بشكل كامل باللغة الإنجليزية، على الرغم من أنها كانت عبارة عن مئة صفحة تقريبًا فقط وبسبب تلك الصعوبة في الترجمة بقي شعر بوشيكن غير معروف بشكل كبير بالنسبة لقراء اللغة الإنجليزية وعلى الرغم من ذلك، ألهم بوشكين عددًا كبير من الكتاب الغربيين مثل هنري جيمس. كتب بوشكين «ملكة البستوني» التي أدرجت في «بلاك ووتر»، وهي مجموعة من القصص القصيرة حول طبيعة أغلبية الكتّاب الرائعة، والتي جمعها ألبرتو مانجيل.
صورة عمرها مائة عام