تمثل كنيسة المهد رمزية خاصة للمسيحيين، ففي موقعها ولد سيدنا عيسى عليه السلام، وتعتبر الكنيسة من أقدم المباني التاريخية في العالم وأكثرها قداسة، أما بيت لحم موقع الكنيسة التاريخية فهي مدينة ميلاد المسيح عليه السلام، والتي تعاني في الوقت الراهن من ويلات إجرام الاحتلال، سواء من مواجهات وقتل الفلسطينيين في تلك المدينة التاريخية، أو الاقتحام المتكرر للمدينة، واعتقال العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى هدم عشرات المنازل وتشريد أصحابها.
اقرأ أيضا:
محلل سياسى لـ"القاهرة الإخبارية": الدعم الأمريكى لإسرائيل يزيد من تطرف نتنياهو
حل عيد الميلاد على أهالى بيت لحم، ولكن لم تشهد كنيسة المهد أي احتفالات بالعيد منذ أكثر من عام، فبعدما بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، خلت المدينة من أي احتفالات أو فرحة بالأعياد، وهو ما يؤكده المحامي أنطون سلمان، رئيس بلدية بيت لحم، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بأن الأعياد الميلادية المجيدة اقتصرت على البروتوكولات والشعائر الدينية والصلوات.
ويقول رئيس بلدية بيت لحم، إن المدينة لم تضيء شجرة ميلاد حسب التقليد المتبع، فيما تم إخراج 9 صورة مظلمة لتعكس للعالم واقع معاناة الشعب الفلسطيني، موضحا أن السبب في اقتصار الاحتفالات الميلادية على الشعائر الدينية ناجم عن استمرار الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وإصرار الاحتلال على تدمير المدن والمخيمات الفلسطينية وتهجير وتشريد وقتل أبناء شعبنا.
اقرأ أيضا:
"فتح" تحذر من المخططات التهويدية وتدعو الشعب الفلسطيني للنفير
وبشأن أبرز انتهاكات الاحتلال في بيت لحم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، قال أنطون سلمان، أن الانتهاكات أخذت شكل حصار قوات الاحتلال للمدينة، وتدمير المنازل، والقتل، واستمرار احتلال مدن الضفة الغربية، لافتا إلى أن هناك العشرات من المنازل التي أقدم الاحتلال على هدمها بجرافاته في بيت لحم، وشرد أسرها، بجانب الاعتداءات اليومية من جانب المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين.
وحول ما إذا كان التصعيد الإسرائيلي ضد بيت لحم قد بدأ منذ 7 أكتوبر 2023 أم كان قبل ذلك، قال رئيس البلدية، إن الإجراءات القمعية الإسرائيلية لم تتوقف، ولكن زادت القيود على المواطنين خلال الشهور الماضية.
ولفت إلى أن آخر واقعة انتهاك إسرائيلي ضد بيت لحم تمثلت فيما حدث يوم الخميس 26 ديسمبر، عندما اختطفت قوة خاصة مستعربة من جيش الاحتلال، شابًا فلسطينيًا من بيت لحم، قرب مسجد الرباط على شارع القدس الخليل.
اقرأ أيضا:
وكشف أنطون سلمان، أبرز القيود التي فرضها الاحتلال على سكان بيت لحم، وأبرزها هو الحصار، حيث يتم وضع الحواجز العسكرية وإغلاق المدينة وتقييد حركة المواطن داخل المدينة بشكل كبير، لافتا إلى نشوب مواجهات بين الحين والآخر بين الفلسطينيين والمستوطنين تتسبب في سقوط عشرات المصابين بشكل مستمر من جانب الشعب الفلسطيني.
وأكد رئيس بلدية بيت لحم، أن هناك وقائع لاقتحام من جانب المستوطنين لمنازل فلسطينيين، لافتا إلى أن الاحتلال مارس خلال السنوات الماضية العديد من الانتهاكات ضد كنيسة المهد التي تمثل رمزية كبيرة للمسيحيين حول العالم، على رأسها حصار كنيسة المهد، في أبريل من عام 2022، لمدة 39 يوما.
وأوضح أن الاحتلال يستهدف بشكل كبير المواقع التراثية في مدينة بيت لحم المعروفة بمواقعها الآثرية العريقة، مشيرا إلى أن أبرز تلك الاعتداءات شملت محمية بتير والمخرور وهي على قائمة التراث العالمي ويعملون على إقامة مستوطنة جديدة.
وتضم مدينة بيت لحم العديد من المواقع التراثية، أبرزهم كنيسة المهد، التي بنيت في عام 339 ميلادي، وهي أقدم كنيسة في العالم، بجانب عدد من القصور الأثرية والتاريخية مثل قصر جاسر، وقصر هيروديون الأثري وقصر مرقص وقصر شهوان، وقصر هرماس، وكذلك مغارة الحليب وآبار النبي داود، ودير "مار إلياس"، ودير مار سابا، ودير الجنة المقفلة.
وتضم أيضا مدينة لحم عدد كبير من البرك التاريخية، مثل برك سليمان وبرك سيحان وعين أرطاس، ووادي خريطون وتل الفريديس، وجميعها مواقه آثرية تجلب السياح من كافة أنحاء العالم لزيارتها.
واختتم رئيس مدينة بيت لحم تصريحاته برسالة للعالم قائلا: "على العالم أن يعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".