في قلب العباسية، وتحديدًا داخل مقر قطاع الأحوال المدنية، تلوح معالم المستقبل، لا حاجة اليوم لأن يحمل المواطن في جيبه سوى دقائق معدودة من صبره، ليخرج وبحوزته بطاقة الرقم القومي، في زمن قياسي لا يتجاوز 20 دقيقة، إنها "أحوال إكسبريس"، النقلة النوعية التي حولت الانتظار الطويل إلى ذكرى عابرة، وجعلت الهوية الوطنية في متناول الجميع بخطواتٍ معدودة وسريعة.
وحدة "أحوال إكسبريس"، بحلتها العصرية، تُعد نافذة مشرقة للجمهورية الجديدة، مزودة بأحدث الأجهزة الرقمية واللوجستية، لا تكتفي بإصدار الوثائق بل تقدم تجربة خدمية متميزة تليق بمواطن عصري يستحق الأفضل.
هنا، التكنولوجيا تتحدث، والبيروقراطية تتلاشى، ليصبح إنجاز الأوراق الرسمية أشبه بضغط زر على هاتفك الذكي.
سيارة أحوال إكسيبريس
الخدمات الذكية في قلب العباسية
الوحدة النموذجية بمقر القطاع في العباسية لا تشبه أي مقر حكومي تقليدي قد تتخيله، هي أقرب إلى لوحة مستقبلية؛ حيث تم تجهيزها بأحدث تقنيات التصوير وإصدار بطاقات الرقم القومي في دقائق معدودة، هذه السرعة ليست مجرد ترف، بل هي انعكاس لثورة رقمية تشهدها مصر في إطار الجمهورية الجديدة.
وفي خطوة أكثر ابتكارًا، تم إدخال ماكينة القيد العائلي الرقمي الذكية، التي تجعل استخراج القيد العائلي أشبه باستخدام ماكينة صراف آلي.
لا حاجة للتعامل مع موظف، فالماكينة تتعرف على هويتك عبر بصمة الوجه أو الأصابع، وتصدر لك الوثيقة مباشرة بعد تحققها من بياناتك المسجلة في قاعدة البيانات البايومترية.
صحفي اليوم السابع داخل سيارة أحوال إكسيبريس
أحوال على عجلات.. الخدمة إلى بابك
لم تقتصر "أحوال إكسبريس" على المقر الثابت في العباسية، سيارات متنقلة تحمل نفس التكنولوجيا والخدمات تجوب المناطق لتصل إلى المواطنين حيثما كانوا.
هذه الحافلات ليست مجرد مركبات، بل وحدات متكاملة تقدم خدمات الأحوال المدنية بنفس الكفاءة التي تجدها في المقر الرئيسي، إضافة إلى ذلك، تم تخصيص أرقام لخدمة "الكول سنتر" (15340 للمواطنين، و15341 لكبار السن وذوي الهمم)، لتقديم الخدمات بكل سلاسة.
بإمكانك الآن طلب خدمات الأحوال المدنية من مكانك، وستصل الوثائق إلى باب منزلك عبر هذه الحافلات المزودة بكافة التجهيزات الفنية واللوجستية.
سيارة أحوال إكسيبريس.
الجمهورية الرقمية.. المواطن في قلب الحدث
تطور الخدمات المدنية بهذا الشكل يمثل نقلة نوعية في مفهوم العلاقة بين المواطن والحكومة، لم يعد المواطن مجرد متلقي للخدمة، بل بات شريكًا في تجربة تُراعي وقته وراحته، في خطوة تعكس حرص الدولة على إعلاء قيم حقوق الإنسان وتيسير الخدمات الجماهيرية.
ولعل كلمات أحد المواطنين تلخص هذا التحول بقوله: "لم أتخيل يومًا أن استخراج بطاقة الرقم القومي سيكون بهذه السرعة والسهولة. أشعر بأنني في قلب الجمهورية الجديدة، حيث تتحدث التكنولوجيا بلغة تليق بإنسانيتنا."
"أحوال إكسبريس" ليست مجرد مشروع، بل هي انعكاس لرؤية أكبر تُعيد صياغة العلاقة بين المواطن والدولة، وتجعل من التكنولوجيا أداة لتحقيق العدالة وسرعة الإنجاز، إنها خطوة أخرى نحو المستقبل، حيث لا مكان للتعقيد، وحيث الزمن يُحسب بالدقائق لا بالساعات.