بردية إيبرس.. هى أطول وأشهر المستندات التاريخية الطبية، وُجِدت عام 1862 في حالة جيدة نوعًا، اشتراها العالم إيبرس عام 1872م وسُمِّيت باسمه، محفوظة الآن في جامعة ليبزج.
وحسب ما جاء فى كتاب تاريخ العقاقير والعلاج للعالم المصري صابر جبرة، تحوي البردية على كثير من التذاكر الطبية وبعض التعاويذ السحرية، يُظن أن هذا المستند الطبي المصري القديم قد كتب في بداية الأسرة 18، يكاد يكون من المقطوع به أنها نُسِخت من مخطوط قديم، طبع جورج إيبرس عنها مجلدين عام 1875 تعرضت هذه البردية لدراسة كثير من العلماء بعد إيبرس.
كُتِبت هذه البردية أصلًا باللغة الهيراطيقية وكانت واضحة تمام الوضوح، وكانت رءوس الموضوعات وما شابهها مكتوبة بالحبر الأحمر.
طول البردية 20٫23 مترًا، النصوص موزَّعة على 108 أعمدة، كل منها بين 20و22 سطرًا، وقد ترك الكاتب عند وضع النمر الرقمين 28و29، وفي ظهر البردية كتب تقويمًا (نتيجة) مصحوبًا باسم ملك، وأمكن من دراسة هذا التقويم أن تحدد تاريخ كتابتها بأنه عام 1550 قبل الميلاد. تشمل البردية الفرعونية التى اكتشفها جورج إيبرس عام 1862 أقدم توثيق للاستدلال الاستنتاجي على الأمراض كتبت كمرجع للأطباء الممارسين، ووضع إجراءات صارمة لرعاية المرضى تتضمن ترتيبا متميزا أولاً: يتم توجيه الطبيب للمريض، ثانيًا : يجرى فحص جسدي يتضمن فحص حاسة الشم وفحص النبض والشعور بالخفقان، وثالثًا: يتم فحص البول والبراز والبصاق، وهي عملية تعكس الغرض من التحليل المعملي الحديث.
بردية ايبرس
وأخيرًا يتم الوصول إلى تشخيص يتكون من ثلاثة خيارات ثم يقرر الطبيب ما إذا كان مرضًا قابلاً للعلاج، أو مرضًا يمكن مكافحته، أو مرضًا لا يمكن فعل أي شيء من أجله.
كما تحتوي تلك البردية على مقاطع رائعة، وهو وصف ينطبق تماما على الذبحة الصدرية أو انسداد الشريان التاجي، ومجموعة من الأوصاف للأورام مثل الأورام الدهنية والخراجات.
أما بالنسبة لألم الأسنان فقد أوصت البردية بحشو الأسنان المسوسة. كما قدمت علاجاً لبعض الأمراض النفسية وطرق تحسين الحالة النفسية لمرضى الاكتئاب، وتحتوي البردية أيضآ على فصول عن وسائل منع الحمل، وتشخيص الحمل وأمراض النساء الأخرى، وأمراض الأمعاء والطفيليات، ومشاكل العين والجلد، وطب الأسنان والعلاج الجراحي للخراجات والأورام، وتثبيت العظام، والحروق.
والبردية وجدها فلاح مصري في مدينة الأقصر مدفونة في بعض كفان الموميات وموضوعة في خزانة من المعدن، وهي عبارة عن ملف واحد من البردي، ومن أحسن أنواع القراطيس البردية صناعةً، تحوي البردية مجموعة كبيرة من الوصفات لكثير من الأمراض، لا زالت هذه البردية مجالًا واسعًا للبحث العلمي مما قد يستغرق عشرات السنين.