تزايدت وتيرة التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل والذى يمتد إلى مياه البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطرابات واسعة في حركة الملاحة العالمية وهذا بالتبعية انعكس على شركات التأمين التي تكبدت خسائر كبيرة.
أدى الصراع إلى اضطرابات فى الملاحة بالبحر الأحمر وخليج عدن وهذه الاضطرابات تشكل تأثيرات مباشرة على الملاحة في قناة السويس، لأنهما يعتبران امتداداً جغرافياً، ومن ثم، يؤدي ذلك إلى انخفاض إيرادات قناة السويس، مما يؤثر على الاقتصاد ، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول المنطقة وفي مقدمتها اليمن ودول القرن الإفريقي.
دفعت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، والمرتبطة بإسرائيل، بعض الشركات إلى تحويل مسار سفنها وعلى الرغم من احتواء الهجمات الصادرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن حتى الآن، إلا أن خطر حدوث تعطيل كبير للتجارة العالمية سيبقى مرتفعاً طالما يتم استهداف السفن التجارية التي تديرها شركات من جنسيات مختلفة. أدى هذا الصراع إلى تراجع سريع في حركة الملاحة، وارتفاع كلفة تأمين السفن.
الهجمات على السفن
بدأت جماعة الحوثى هجماتها في البحر الأحمر في أكتوبر 2023 ، بالتزامن مع طوفان الأقصى فكان أول هجوم من الحوثى باختطاف السفينة جالاكسي ليدر. وتزايدت هذه الهجمات منذ ديسمبر 2023 واستمرت في العام الجاري مع إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ صوب السفن التجارية في البحر الأحمر.
وقال جون لين، رئيس اللجنة المعنية بالحقائق والأرقام في الاتحاد الدولي لشركات التأمين البحري، في فبراير إن حركة الملاحة في البحر الأحمر انخفضت 50%، وفق "العربية "، وجاء هذا الانخفاض في حركة الملاحة مصحوبا بارتفاع كبير في تصنيف علاوة مخاطر الحرب الإضافية في البحر الأحمر.
وقالت شركة جالاجر للخدمات التأمينية في نشرتها لشهر فبراير إن متوسط أسعار السوق ارتفع من مستوى ما قبل الصراع وهو 0.02 إلى 0.03% إلى متوسط 0.75% في ذلك الوقت.
وارتفعت الأسعار بعد ذلك إلى 1% مع مطالبات من بعض الأسواق بزيادتها إلى 1.5% بالنسبة للسفن المرتبطة بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، بعد أن ضرب صاروخان أطلقهما الحوثيون سفينة الشحن روبيمار مما أدى إلى إغراقها.
وأشارت خدمة (ذا انشورار) التابعة لرويترز إلى أن شركة (إم.جي.إيه نفيام مارين) تقود جهود تغطية التأمين على السفينة ترو كونفيدنس ضد مخاطر الحرب بقيمة 23 مليون دولار، بينما تقود شركة (ترافيلارز) تغطية التأمين على السفينة توتور بقيمة 40 مليون دولار.
استهدف الحوثيون أيضا السفينة لاكس التي ترفع علم جزر مارشال والسفينة سونيون. وتقود شركة (إس.آي.إيه.تي) جهود تغطية التأمين على السفينة لاكس ضد مخاطر الحرب بقيمة 36 مليون دولار، في حين تقود شركة (كيل كونسورتيوم) تغطية التأمين على السفينة الثانية بقيمة تزيد على 60 مليون دولار.
وقبل الهجوم على السفينة سونيون في أواخر أغسطس/آب، انخفضت أسعار التأمين على السفن ضد مخاطر الحرب إلى 0.4% تقريبا، لكن هذا الهجوم أدى إلى ارتفاعها مجددا إلى 0.75%.
وتفاقمت هذه الخسائر مع مضي 12 شهرا على احتجاز السفينة جالاكسي ليدر، مما يؤكد أنها الخسارة الثالثة للسفن جراء هجمات الحوثيين. وتصل فاتورة التأمين على السفينة جالاكسي ليدر إلى 65 مليون دولار.