التقويم الهجرى أو التاريخ الهجرى هو تقويم قمرى يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، ويتكون التقويم الهجرى من 12 شهرًا قمريًا، ويستخدمه المسلمون لتحديد شهر رمضان والأشهر الحرم وأشهر الحج والأعياد، كما يستخدم التقويم الهجرى أيضًا لحساب عدة الطلاق وعدة الحامل وموعد دفع الزكاة، لكن كيف كان العرب يؤرخون حياتهم قبل الإسلام؟
كان العرب قبل الإسلام يُؤرّخون لحياتهم بحدث كبير يكون قد ترك أثرا واضحا فى طريقة حياتهم، مثل عام الفيل ومن قبله حرب البسوس وغير ذلك من الأيام المشهورة، واستمر ذلك حتى بعد مجىء الإسلام، فقد ظل المسلمون يؤرخون مرة ببعثة الرسول وأخرى بعام الحزن وغيرها، وكان ذلك متماشيا مع المرحلة التى تمر بها الدعوة، حتى بعد الهجرة كانوا يطلقون على كل عام اسما لتمييزه كما أنهم ظلوا تحكمهم تواريخ الأحداث الكبيرة.
ولكن بعد اتساع الدولة الإسلامية وتجاوزها للجانب العربى وامتداد تأثيرها للعالم المحيط، خاصة بعد فتح بلاد فارس عام 636 ميلادية، وهزيمة الروم فى موقعة مؤتة، كان على الدولة القوية أن تعيد طرق تفكيرها والبحث عن وسائل تمكين جديدة، فقد فتحت المجال لتخيلها وأصبحت الأحلام حقائق، وأصبحت لديهم القدرات على هزيمة أكبر القوى العالمية "الفرس" ويخططون لهزيمة البيزنطيين فى "مصر"، لذا كان لابد من أفكار جديدة تتعلق بالتمكين، ومن هنا جاءت فكرة التقويم الإسلامى.
ويحتفل المسلمون بالعام الهجرى اعتمادا على التقويم الهجرى الذى أنشأه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تبعا للآية 36 من سورة التوبة "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".
وجاء ذلك التقويم بعد سنتين ونصف السنة من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فى ربيع الأول من عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 المحرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجرى.
فهجرة النبى صلى الله عليه وآله إلى المدينة المنورة لم تكن فى بداية شهر محرم الحرام، بل كانت بعد شهرين، أى فى بداية شهر ربيع الأوّل وبالتحديد 22 ربيع الأول.