حازم الجندى

دور الإعلام فى الوعى وتشكيل الثقافة السياسية

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 11:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يلعب الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل الثقافة السياسية للمجتمعات، ويؤثر في تشكيل اتجاهات الرأي العام وتعزيز الوعي السياسي لدى المواطن بأهم القضايا والمشكلات وآليات مواجهتها، ويسهم الإعلام من خلال وسائله المختلفة فى إطلاع المواطنين ومعرفتهم بالقضايا والتحديات التى تواجه وطنهم، وأيضاً يعزز قدرتهم على التفرقة بين المعلومات الصحيحة والمعلومات المضللة، وعلى مواجهة الشائعات التى يتعرض لها بلدهم من أبواق ومنابر الشر التى تريد النيل من استقرار وأمن الوطن.

فلا شك أن قوة تأثير الإعلام تجعله قادراً على أن يلعب دوراً كبيراً في تشكيل توجهات الأفراد وتعريفهم وتثقيفهم بالحياة السياسية في مصر، وحق المواطن في المشاركة السياسية ومباشرة حقوقه السياسية وما يكفله له الدستور والقانون من حقوق وضمانات، وتعزيز الوعى لديه بواجبه الوطنى، ودوره فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وتماسك المجتمع.

ويشكل الإعلام نافذة رئيسية للأفراد على الأحداث السياسية، ويؤثر بشكل كبير على آرائهم وقناعاتهم حول القضايا العامة، وبفضل التطور التكنولوجي السريع، توسعت أدوات الإعلام وتعددت، مما زاد من تأثيره على الرأي العام، فعلى سبيل المثال في ظل ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات ونزاعات إقليمية ودولية وما يواجه الدولة المصرية من تحديات، فإن الإعلام له دور مهم في اطلاع المواطنين على تفاصيل الأحداث ومجرياتها وتحليلها وإبراز التحديات وكيفية التصدي لها، ليكون لدى الأفراد مخزون معلوماتي ومعرفي عن القضايا والأحداث السياسية.

فالإعلام يعد المصدر الرئيسي للمعلومات السياسية، حيث يغطى الأحداث السياسية، ويقدم تحليلات للخبراء، وينقل آراء السياسيين، ومن خلال تغطيته للأحداث السياسية، يساهم الإعلام في تشكيل الرأي العام والتوجهات السياسية للمجتمع، كما يساهم في تعليم وتثقيف المواطنين حول القضايا السياسية المعقدة، وزيادة وعيهم بحقوقهم وواجباتهم.

ويمكن أن يلعب الإعلام دوراً مهماً في تعزيز المشاركة السياسية، ويشجع المواطنين على المشاركة في الحياة السياسية، من خلال تغطيته للانتخابات والفعاليات السياسية المختلفة، وتسليط الضوء على أحكام الدستور ونصوص التشريعات والقوانين المتعلقة بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية، وكيفية الانضمام للأحزاب السياسية أو تأسيسها، وأهمية العمل الحزبي والتفاعل مع قضايا المجتمع، وإثراء وتنمية الحياة السياسية.

وعلاوة على ذلك يساهم الإعلام في بناء الهوية السياسية للمجتمعات والأفراد، ويمكن للإعلام أن يساهم في تعزيز الديمقراطية، ونشر الوعي السياسي، وتعزيز المشاركة المجتمعية، كما يمكن للإعلام أن يساهم في التصدي لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، من خلال توضيح الحقائق للمواطنين وتسليط الضوء على الإنجازات والنماذج الناجحة ودعم جهود الدولة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ففي ظل التطور التكنولوجي الهائل وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها تنتشر الأخبار الكاذبة والمضللة والشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقيقة والزيف، فيبرز دور وسائل الإعلام في التنوير والتثقيف وتعزيز الوعي السياسي وتسليط الضوء على الحقائق ونقل المعلومات والبيانات الصحيحة عن القضايا والأحداث المختلفة.


ولا شك أن الإعلام يلعب دورًا بالغ الأهمية في تشكيل الثقافة السياسية، لذلك يجب أن يكون الإعلام مسؤولًا عن دوره، وأن يسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، فالإعلام هو نافذة العالم، وهو القوة الدافعة التي تشكل آراءنا ومعتقداتنا، ولا سيما فيما يتعلق بالشأن العام والسياسة، ويلعب الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي السياسي وتعزيز المشاركة السياسية، فمثلا دوره مهم في توعية الناخبين في الاستحقاقات الانتخابية وأهمية صوتهم الانتخابي وآليات المشاركة، ويشجع المواطنين على المشاركة في الانتخابات والفعاليات السياسية الأخرى.

فضلاً عن أن الإعلام له دور مهم جداً في الرقابة على أداء المسئولين في مختلف المجالات، ويمكنه أن يرصد الإيجابيات ويوضح السلبيات للعمل على تلافيها ومعالجتها، كما يوفر الإعلام منصة للحوار بين مختلف الأطراف، مما يساهم في بناء مجتمع مدني قوي، فضلا عن دوره في تعزيز الوعي بالقضايا السياسية والتشجيع على التسامح والقبول بالآخر، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك.

وفي ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والتطور التكنولوجي الهائل، أصبح ذلك تحدياً كبيراً أمام الإعلام ليواكب هذه التطورات ويستفيد من التطور التكنولوجي في تطوير أدواته ليواصل دوره المهم في تشكيل الثقافة السياسة وتعزيز الوعي، فالإعلام الرقمي يعزّز وصول الأفراد للمعلومات بشكل أسرع وأكثر تنوعًا، ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت أداة لنشر الثقافة السياسية، ولكن لا بد أن يكون هناك قواعد وضوابط تحكمها، ليقوم الإعلام بدوره في التنمية السياسية كعملية متكاملة ضمن العملية التنموية الشاملة.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة