كشف أطباء بيطريون، عن وجود زيادة ملحوظة فى أعداد المربين للحيوانات الأليفة فى منازلهم خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك رغم ما تشهده مستلزمات تلك التربية من ارتفاع فى الأسعار الخاصة بالتغذية والعلاج والرعاية، ويُلقى "اليوم السابع" من خلال هذا التقرير، أهم أسباب تلك الظاهرة وآثارها على الطب البيطرى والأطباء، والمربين وأسرهم.
• أحد المُربين: أسعار متفاوتة فى
العيادات البيطرية
ومحاولات التوفير فى طعام القطط "فشلت"
بدأ أحمد سراج، فى تربية القطط منذ 18 عاما، ولديه 5 قطط فى منزله، يروى معاناته مع تربية القطط، قائلا: إن تربية القطط أمرا ليس سهلا، وخاصة فى الناحية المادية، فهناك تطعيمات سنوية تتباين أسعارها بشكل كبير من مكان لأخر، فقد يكون فى عيادة بـ300 جنيه، وأخرى بـ3 آلاف جنيه، أما الكشوفات فتبدأ من 100 وتصل إلى 200 جنيه، وهناك عيادات أغلى من ذلك، وقد أجريت خلال اليومين الماضيين أشعة لقطة كانت قيمتها 350 جنيه، بخلاف 350 جنيه سونار، أما التحاليل لوظائف الكلى والكبد فهى من 1800 لـ2000 جنيه، وتحليل صورة الدم فهو بـ1500 جنيه، و1 سم مضاد حيوى بـ 50 جنيها، أما العمليات الجراحية فالتعقيم للقط الذكر تبدأ من 400 جنيه وتصل لـ1500، أما القطة الأنثى فتبدأ من 1000 وتصل إلى 1300 جنيه، أما عن تكلفة صرف أدوية روشتة زياة واحدة للعيادة فتصل إلى 500 جنيه.
ويوضح سراج، لـ"اليوم السابع"، أنه إذا أراد الاقتصاد فى عنصر التغذية، فقد يعتمد أحيانا على الطعام المنزلى، حيث يقوم شراء كبدة مستوردة ويضيفها على المكرونة، أو أنه يقوم بشراء الـ"دراى فود"، قائلا: ومؤخرا تعرفت على سوقا جديدا خاص بالدواجن النافقة فى المزارع، والتى يتم بيعها خصيصا لتغذية القطط والكلاب، وهى تباع بأسعار تتراوح من 35 جنيه للدواجن الكاملة، والمخلية بـ55 جنيها، لكن عند إطعامها للقطط تسببت فى تعب شديد لهم، وبالتالى توقفت عن شرائها.
وأضاف: أما أسعار الأكل فالدراى فود يبدأ سعر الكيلو من 120 جنيها، وصولا إلى 3000 جنيه للأنواع العلاجية، والمعلبات الواحدة بـ75 جنيها أقل الأنواع، وهناك أنواع بـ100 جنيه، أما الدراى فود المصنع توفر مؤخرا المصرى منه تبدأ من 700 جنيه أو 800 جنيه، رغم أنه من عام واحد كانت أسعاره بـ300 جنيه فقط، أما عن قرص الديدان فهو بـ140 جنيه، وغير متوفر بسهولة.
• لجنة المنشآت بنقابة البيطريين: إقبال ملحوظ على تربية الحيوانات فى المنازل وإجراء الأطباء للدراسات العليا بالحيوانات الأليفة
كشف الدكتور أحمد طنطاوى، مقرر لجنة المنشآت البيطرية السابق بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، أن هناك زيادة ملحوظة فى أعداد العيادات البيطرية المُتخصصة فى مجال الحيوانات الأليفة، بلغ متوسط معدل النمو خلال أخر 5 سنوات نسب تتراوح بين 50% و100%، بإجمالى زياده حوالى من 400%، لافتا إلى أن أغلب العيادات تتركز فى محافظتى القاهرة والإسكندرية، مع ملاحظة زيادة أعداد عيادات الحيوانات الأليفة بباقى المحافظات ومراكزها، وذلك نتيجة لزيادة الإقبال على تربية الأسر لحيوانات أليفة فى منازلهم.
وأضاف طنطاوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"،: وأدى الإقبال على تربية الحيوانات الأليفة إلى إنشاء مستشفيات خاصة بهذه الأنواع من الحيوانات، وخاصة بداية من عام 2017، وذلك فى العديد من المحافظات من بينها: كفر الشيخ، البحيرة، الإسكندرية، الغربية"، لافتا إلى أن تلك الزيادات صاحبها زياده ملحوظه بين الأطباء البيطريين واتجاههم لإجراء الدراسات العليا فى الحيوانات الأليفة، للتسجيل بأحد الدرجات المهنية بالنقابة "أخصائيين، استشاريين، كبير أخصائيين، أخصائى مساعد"، بنسب تتراوح من 50% إلى 100%، مؤكدا أنه قبل 10 سنوات من الآن لم يكن هناك إقبال على تلك المجالات.
وأشار مقرر لجنة المنشآت البيطرية السابق إلى أن وجود صعوبات فى استخراج تراخيص للعيادات البيطرية بالمجتمعات العمرانية الجديدة، حال دون افتتاح أعداد كبيرة من العيادات، وذلك رغم التوسع فى المُدن الجديدة والتى يصاحبها زيادة فى أعداد الحيوانات فى تلك المناطق أيضا، والتى تستوجب تقديم تسهيلات لفتح العيادات البيطرية، لتوفير الرعاية الطبية البيطرية اللازمة.
• وكيل البيطريين: "الجيرمن شيبرد" و" جولدن ريتريفر" الأكثر انتشار فى الكلاب و"الهيمالايا" فى القطط
• ومحاولات لوضع أسعار استرشادية للعيادات البيطرية
يقول الدكتور محمود حمدى، وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن: أعداد المريين للحيوانات الأليفة للقطط والكلاب تزايدت بعد ثورة يناير 2011، بشكل ملحوظ وخاصة الكلاب بغرض الحراسة، كما لم يعد الأمر قاصرا على طبقة معيشية مُحددة، حتى أصبح الأمر ظاهرة كبيرة على مستوى المنطقة العربية والعالم وليست مصر فقط، موضحا أن أهم السلالات التى يتم تربيتها، فى الكلاب هي: "الجيرمن شيبرد"، لإمكانية التعامل معه بسهوله، فضلا عن أنه سلالة ودودة، فضلا عن كلب الـ" جولدن ريتريفر" لطبيعته اللطيفة وقدرته على اللعب مع الأطفال، أما القطط، فأشهر السلالات، هي: الهيمالايا، الذى يملك شكلا والوانا مميزة، وشعر كثيف.
وأوضح حمدى، فى تصريحات لليوم السابع،: أن غالبية المربيين يفضلون اقتناء السلالات المستوردة لأشكالها المميزة، على عكس الفترات السابقة كان هناك سلالات مصرية من الكلاب والقطط، مثل: "الكلب الأرمنت" الموجود فى جنوب الصعيد لكنه أصبح نادرا أن يربيه أحد، وبالنسبة للقطط كان هناك القط "المياو، أو الهجين الموجودة فى الشارع"، لكنها أيضا نادرا ما يقتنيها أحد، وذلك بالرغم من أن القطط والكلاب الضالة فى شوارع مصر أكثر ألفة وذكاء وتفاعلا مع الإنسان من نظيرتها المستوردة.
وتابع وكيل نقابة البيطريين،: تعد تربية الكلاب والقطط سلاح ذو حدين، بقدر اهتمامنا بهم ورعايتهم، بقدر ما قد يمثلوا لنا مصدر من مصادر الأمراض، وأدعو كل من يرغب فى تربية حيوان أليف أن يسأل نفسه عدة أسئلة قبل أن يقتنيه، مثل: هل لديه وقت كافى لرعايتهم، وأن يتركهم يمارسوا رياضة المشى خاصة أن ذلك يؤثر عليهم نفسيا؟ هل لديه مكان مناسب لحجمه أو طبيعة حركته؟ حتى لا يصبحوا مصدر للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، من أهمها: الفطريات، السعار، والتكسوبلازما"، لذا من الضرورى تخصيص وقت لرعاية الحيوانات وللحفاظ على نظافة شعرها، وأذنها، وعينهم.
وأشار إلى أن لجنة التحقيقات بالنقابة العامة، تتخذ كافة الإجراءات اللازمة حيال كافة المشكلات التى يتم تحويلها من لجنة الشكاوى بخصوص الأخطاء الطبية، بالتعاون مع أطباء بيطريين متخصصين من أطباء الجامعات، فى مجال الشكوى للبت فى مضمون الشكوى، موضحا: أن 50% من قدرة الطبيب البيطرى على تشخيص المرض، يعتمد على معرفته للتاريخ المرضى للحالة، وفى الأغلب المُربى لا يكون على دراية كاملة بحالة الحيوان، وبالتالى يؤثر ذلك على الوصول للتشخيص السليم للحالة، ويعتقد البعض أنه تقصير من الطبيب رغم عدم صحة ذلك، عدا نسبة ضئيلة، وفى الأغلب تكون الشكوى نتيجة سوء فهم، أو مضاعفات طبيعية للإجراء الطبى البيطرى، ومناعة الحيوان، دون تقصير من الطبيب.
وحول أسعار الكشوفات بالعيادات، قال الدكتور محمود حمدى: مشكلة مجال علاج الحيوانات الأليفة أن 90% من الأدوية من المستلزمات المستخدمة فى العلاج مستوردة، وارتفاع قيمة الجمارك والشحن، مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار، وبالتالى من الصعب التحكم فى أسعار العيادات نظرا لاختلاف أنواع الشحنات نفسها، لكن هناك جهود من قبل النقابة خلال الفترة الحالية لعمل أسعار استرشادية متقاربة يمكن الاعتماد عليها فى تسعير خدمات العيادات، وفقا لكل محافظة ومدينة والأدوات المستخدمة، لافتا إلى أن عدم وجود رقابة على تلك الأسعار تتفاوت بشكل كبير، مشيرا إلى أن النقابة الفرعية بالإسكندرية لديها محاولة بإجراء أسعار استرشادية للعيادات البيطرية، وتحاول النقابة تعميم الأمر على مستوى الجمهورية، عند استقرار الأسعار ليتمكن الأعضاء من تطبيقه، خاصة أنها لن تكون مُلزمة.
• الطب النفسي: كبار السن يجدونها ونسا لهم لانشغال أبنائهم عنهم
من ناحيته، أرجع الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، تزايد الإقبال على تربية الحيوانات إلى عدة أسباب، من بينها: طبيعة حياة الطبقات المرتفعة والمساحات الخضراء المتاحة فى منازلهم والتى تتيح لهم تربية الحيوانات بسهولة، بالتزامن مع تغير النمط السكنى للطبقة المتوسطة والأقل من المتوسطة، والذى فى الأغلب يكون فى مناطق سكنية صحراوية وبالتالى قد يشعرون فيها بالغربة، وبالتالى يلجئون إلى تربية الحيوانات الأليفة لتسلية الأطفال.
وأضاف إبراهيم، لليوم السابع،: كما أن السوشيال ميديا والفيديوهات الخاصة بتعامل القطط مع الأطفال وكبار السن، والعولمة ساعدت على انتشار تلك الثقافة الأجنبية، لافتا إلى وجود سبب تُجارى إلى انتشار تلك الظاهرة حيث أصبح بيع الحيوانات وتربيتها تجارة لكثير من المواطنين، والذى أدى إلى انتشار المزارع الخاصة بالحيوانات الأليفة أيضا، لافتا إلى أن هناك جانب أخر للتربية وهو "التقليد" أو محاولة التنصل من طبقة مجتمعية والانتساب لأخرى.
وأشار إلى وجود نسبة من المربيين خاصة من كبار السن يلجئون لتربية القطط أو الكلاب بعد ترك أبنائهم لهم، وزيارتهم كل فترة، حتى يجد من يشاركه وقته واهتماماته، فضلا عن وجود من يواجهون خزلان من الناس، واعتقادهم بأنهم سيجدون الوفاء من الحيوانات أكثر من الإنسان.
ولفت استشارى الطب النفسى، أن دراسات جديدة وكثيرة تم إجراؤها على الحيوانات الأليفة، أبرزها تشير إلى أن من يربى حيوانات خاصة من مرضى الزهايمر، يدعم ذلك وجود احتمالية بعدم تدهور أوضاعهم الصحية سريعا، ودراسات أخرى تُشير إلى أن تربية الحيوانات تساعد الأطفال المصابين بالتوحد فى تحسن حالتهم، أو منح الشعور بالثقة فى النفس للأطفال، لكنها جميعا مازالت دراسات لم يتم إثبات صحتها حتى الآن، إلا أن جميعها تدعم فكر الرفق بالحيوان والترويج للتجارة.
• كيف تعيش مع حيوانك الأليف بأمان؟
ولحياة آمنة مع الحيوانات الأليفة، يُقدم الدكتور محمد راضى الطنطاوى، طبيب بيطرى، عددا من النصائح الواجب الإلتزام بها، قائلا: أن الأمراض التى تُصيب الحيوان تنقسم إلى نوعين هما" أمراض مُشتركة تصيب الإنسان، والثانية أمراض لا تصيب الإنسان"، منها الفيروسى والبكتيرى والطفيلى، ومن أكثر الأمراض شهره فى الأمراض الفيروسية المشتركة التى تنتقل من القطط والكلاب معا، هو: مرض السعار وخطورته تكمن فى أنه عند ظهور الأعراض ليس له علاج، وينتقل للإنسان من اللعاب، وجرح مفتوح فى جسم الإنسان سواء كان قديم أو جرح ناتج عن عضة حيوان، إلا أنه يمكن الوقاية من السعار بأخذ التطعيمات والأمصال اللازمة للحيوان الأليف بشكل دورى.
وأضاف الطنطاوى، لـ"اليوم السابع"،: أما المرض الطفيلى الذى يحدث هوس عند المربيين ويجعلهم يتجنبون التعامل مع القطط، فهو مرض "التوكسوبلازما" الذى يُعرف عنه بين المواطنين بأنه قد يسبب العقم للفتيات، والذى يؤدى إلى حدوث حالات إجهاض فى أشهر الحمل الأولى، أما عن طرق العدوى فهى تتمثل فى دخول فضلات القطط الحاملة للمرض بالطفيل أو تختلط بفم الإنسان، وهو أمر صعب حدوثه، وحتى فى حال الإصابة به فأن العلاج يستغرق من 15 لـ 20 يوما، ويتم الشفاء تماما منه، لافتا إلى إمكانية الوقايه منه أيضا بالتطعيمات الدورية، لافتا إلى أن أحد الأمراض الشائعة أيضا هو "البكتيريا العطيفة أو Campylobacterosis، وهى من الأمراض البكتيرية التى تنتقل من القطط والكلاب، ويصيب الحيوان الأليف فى الأمعاء وينتقل الطور المعدى عن طريق الفضلات، وبتجنب التعامل مع الفضلات يكون الإنسان فى أمان.
وحذر من "السالمونيلا" الذى قد يصيب الحيوان الذى يتغذى على اللحوم النيئة، ويمكن تجنبه بحظر تغذية الأليف بالأطعمة غير الناضجة جيدا، بالإضافة إلى مرض القوب الحلقى Ring worm، أحد الأمراض الطفيلية التى توجد فى الكلاب والقطط معا، والذى يسبب تساقط الشعر عند الحيوان وسهل العلاج والتشخيص وسهل الانتقال أيضا، لكنه ليس خطرا أبدا وعلاجه غالبا يكون علاج موضعى، وبالاهتمام بنظافة الأليف والتطعيمات الحشرات مع الطبيب البيطرى فتكون الأسرة بأمان من هذا المرض.
وتابع: أما الأمراض التى لا تنتقل للإنسان فهى من السهل التغلب عليها بالتطعيمات والمتابعة الدورية مع الطبيب البيطرى، ومن أشهرها: البارفو فى الكلاب، والكاليسى فى القطط، وللاطمئنان على سلامتكم وسلامة الأليف يجب الأخذ فى الاعتبار الآتى:
- الاهتمام بالمتابعة وإعطائهم التطعيمات اللازمة.
- الاهتمام بنظافتهم ونظافة مكان معيشتهم، ووضع الليتر بوكس فى مكان بعيد عن أماكن تواجد الأطفال أو الأشخاص بشكل عام بكثرة أو بالقرب من الأطعمة أو الأوانى.
- عند ملاحظة أى سلوك أو أى تغير فى شكل الحيوان يرجى مراجعة الطبيب البيطرى.
- تعليم الأطفال أن يبلغوا الأب والأم إذا تعرضوا للعض أو الخدش من الأليف.
- العرض الدورى على الطبيب البيطرى لملاحظه ما أن كان هناك امراض غير ظاهرة.
- تجنب ملامسة الأليف بالفم أو تقبيله من فمه وقدمه أو الاقتراب من موضع الفضلات.
الدكتور أحمد طنطاوى
الدكتور مجدى إبراهيم .. استشارى الطب النفسى
الدكتور محمد راضى الطنطاوى
الدكتور محمود حمدى وكيل نقابة البيطريين
تربية الحيوانات الأليفة مع الأطفال
تربية القطط
تربية الكلاب
دراى فود