أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا جديدًا يوضح كيف يمكن أن يؤدي كلٌ من سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم في إقليم شرق المتوسط إلى خسائر في الأرواح بمليارات الدولارات على مدار العقدين المقبلين، في حال عدم التصدي لهما.
وقالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها ، تُمثِّل أنواع السرطان التي تصيب المرأة تحديًا رئيسيًا من تحديات الصحة العامة في الإقليم، ويسبب ذلك معاناة شديدة وتكاليف اجتماعية واقتصادية كبيرة. وفي عام 2020، أودت هذه السرطانات بحياة 60000 شخص وكلفت 15 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 0.44% من الناتج المحلي الإجمالي للإقليم، ومن المتوقع أن ترتفع الوفيات الناجمة عن السرطان إلى مليوني شخص على مدى السنوات العشرين المقبلة، مع ارتفاع التكاليف الاقتصادية المرتبطة بذلك إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040.
واستجابةً لدعوة الدول الأعضاء إلى تقديم إرشادات مسندة بالبيّنات، أجرى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تحليلًا شاملًا للوضع ومبررات الاستثمار بشأن تأثير أمراض السرطان التي تصيب المرأة على النُظُم الصحية والاقتصادات. وتؤكد النتائج الحاجة المُلحّة إلى التدخل المبكر للتخفيف من حدة الأزمة المتزايدة. وتشمل الدروس الرئيسية المستفادة ما يلي:
في عام 2020، أدى سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم إلى وفاة 60000 شخص في الإقليم.
من المتوقع أن يصل العبء الاقتصادي لهذين النوعين من السرطان إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040، مع ما يصل إلى 99% من التكاليف الناجمة عن فقدان الإنتاجية بسبب الوفيات المبكرة.
يمكن للتدخلات العالية المردود، مثل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتشخيص المبكر لسرطان الثدي وعلاجه، أن تقي من وقوع 73000 حالة وفاة وأن تدر عوائد كبيرة على الاستثمار.
ويؤكد التقرير على أن الاستثمار في صحة المرأة فرصةٌ اقتصاديةٌ وليس عبئًا ماليًا. ويمكن أن يحقق كل دولار أمريكي يُنفَق على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري عائدًا يصل إلى 6.2 دولارات أمريكية، في حين يمكن أن يحقق الاستثمار في التشخيص المبكر والعلاج الشامل لسرطان الثدي عائدًا يتراوح بين 6.4 و7.8 دولارات أمريكية لكل دولار واحد يُستَثمَر.
ومن أجل الوصول إلى الفئات السكانية التي تعاني نقصًا في الخدمات على نحوٍ أفضل، يُبرز التقرير الحاجة إلى التغلب على الحواجز الثقافية والاقتصادية التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية، ويشدد على دور العاملين في مجال صحة المجتمع، وإجراء إصلاحات ملائمة ثقافيًا في مجال التواصل الصحي والتأمين الصحي.
وفي الوقت الذي تدعو فيه منظمة الصحة العالمية إلى اتباع نهج متكامل للوقاية من السرطان وعلاجه، ووضع الجهود في إطار الاستراتيجيات الصحية الأوسع نطاقًا لتعزيز نُظُم الرعاية الصحية الأولية، يقدم التقرير إلى الحكومات في الإقليم أداةً حيويةً تسترشد بها القرارات المسندة بالبيّنات التي لا تقتصر على إنقاذ الأرواح فحسب، بل تُسهم في تعزيز القدرة الاقتصادية على الصمود على المدى الطويل.
ومن خلال توسيع نطاق التدخلات التي توصي بها المنظمة، ستحقق الحكومات النفعَ للأفراد والمجتمعات، وبذلك تحمي صحة المرأة، وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة