توفى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مساء امس عن عمر يناهز الـ 100 عام، ورغم انه تولى حكم الولايات المتحدة لولاية واحدة فقط الا ان حياته السياسية استمرت بعد تركه البيت الأبيض بعقود من الزمان.
كانت رئاسة كارتر فترة لا تنسي لمدة اربع سنوات، و بعد وفاة جيمي كارتر، شبهت صحيفة ذا هيل رئاسته بانها تشبه معارك اليوم حول الأوضاع الاقتصادية في أمريكا والتضخم، وكيفية التعامل مع ايران وازمات الشرق الأوسط الآخذة في التزايد والتعقيد على حد السواء.
بدأ كارتر الديمقراطي رئاسته بعد رئاسة جيرالد فورد القصيرة وتولي منصبه بعد فضيحة ووترجيت التي انهت رئاسة نيكسون، لكن رئاسته انتهت بثورة ريجان، والتي أثرت على المشهد السياسي لعقود تالية.
وتناولت الصحيفة الامريكية ابرز 5 محطات في حياة jimmy carter :
كامب ديفيد
الإنجاز الأبرز لكارتر كرئيس هو دوره في معاهدة السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر عام 1978، حيث استضاف كارتر الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن إلى كامب ديفيد في ماريلاند للتفاوض على اتفاقية سلام. بعد أسبوعين تقريباً من المفاوضات المكثفة، ووقع الثلاثة على معاهدة كامب ديفيد.
خطاب "أزمة الثقة"
في منتصف عام 1979، كانت الولايات المتحدة تواجه ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والبطالة وأزمات الطاقة. وكانت المشاكل تعوق رئاسة كارتر. في يوليو 1979، ومع نسبة تأييد بلغت 29% فقط، قرر كارتر مخاطبة الجمهور الأمريكي، وفي خطاب تم بثه على مستوى البلاد ، طرح كارتر مقترحات للطاقة مثل زيادة الإنتاج المحلي، وتقييد الواردات الأجنبية وفرض ضرائب على أرباح الطاقة لتمويل البحوث الخاصة بتقنيات الطاقة الجديدة.
لكن الخطاب لن يتذكره الناس باعتباره رؤية كارتر للحد من الأزمة الاقتصادية والطاقة التي تواجه الأمة. بدلاً من ذلك، سيتم تذكر خطاب كارتر في 15 يوليو 1979 باعتباره خطاب "الضيق" أو "أزمة الثقة".
إنشاء وزارة التعليم
أشرف كارتر على إنشاء وزارة التعليم، وهو توسع كبير للحكومة الفيدرالية عارضه بشدة العديد من الجمهوريين في ذلك الوقت، وبعد 40 عاما من القرار لا يزال مرشحو الحزب الجمهوري يتحدثون عن الغاء الوزارة الفيدرالية، وهو ما كرره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته.
تحرك كارتر لإنشاء الوزارة جاء أيضًا بعد أن حصل على تأييد مؤثر من الرابطة الوطنية للتعليم عام 1976، أكبر نقابة عمالية في الولايات المتحدة والتزم بإنشاء الوزارة لتأمين التأييد.
أزمة الرهائن الإيرانيين
تعرضت رئاسة كارتر لصدمة شديدة بسبب أزمة الرهائن الإيرانيين، حيث تم احتجاز 52 أمريكيًا كرهائن في السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يومًا وجرت الحملة الرئاسية لعام 1980 على خلفية أزمة الرهائن، التي بدأت في نوفمبر 1979 بعد أن سمحت الولايات المتحدة للشاه الإيراني محمد رضا بهلوي بدخول البلاد لتلقي العلاج الطبي بعد الثورة الإسلامية التي أطاحت به.
أمر كارتر في وقت ما بمهمة إنقاذ لمحاولة إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين. وانتهت المهمة بالفشل، حيث توفي ثمانية من أفراد الخدمة الأمريكية عندما تحطمت مروحية في مركبة نقل ثم عمل لتأمين إطلاق سراح الرهائن، لكن لم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد دقائق من أداء الرئيس السابق ريجان اليمين الدستورية في 20 يناير 1981.