الريس بيرة وعدوية..حكاية شاعر كان وراء اكتشاف سلطان الأغنية الشعبية

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 03:00 م
الريس بيرة وعدوية..حكاية شاعر كان وراء اكتشاف سلطان الأغنية الشعبية أحمد عدوية
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غيب الموت أيقونة الأغنية الشعبية المصرية المطرب الكبير أحمد عدوية، صاحب الصوت الذي أسعد الملايين على مدار عقود، ومن ألحانه التي أصبحت جزءًا من التراث إلى مواقفه الإنسانية التي لامست قلوب محبيه، شكلت حياة أحمد عدوية رحلة مليئة بالإبداع والتحديات.

كان ولا يزال أحمد عدوية، أحد أعمدة الأغنية الشعبية في مصر، وواحد من أبرز الأصوات التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، بصوته العذب وألحانه البسيطة القريبة من القلب، استطاع أن يحجز مكانة خاصة في قلوب الملايين.

غني عدوية لكبار شعراء العامية في مصر، لعل أهمهم على الإطلاق صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودى، لكن هناك شاعرا آخر لا يقل أهمية عن الشاعرين سالفي الذكر كان له الفضل في خروج ظاهرة أحمد عدوية إلى النور وهو الشاعر الشعبي الريس بيرة (خليل محمد)، حيث التقيا سويا عام 1969، ومن حينها بدأ عدوية يغني للريس بيرة، من خلال أغاني تعبر عن الحارة الشعبية، باستخدام ألفاط مستمدة من حياة المصريين اليومية، البعيدة عن التجميل والمبالغة في الوصف.

وبدأت شهرة الريس بيرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بعد مجموعة من الأغنيات ذات الطابع الخاص، التي اكتشف بها المطرب الشعبي الشهير أحمد عدوية، وحققت نجاحه الكبير وأبرزها "السح الدح امبو" التي كتبها الراحل بنفسه، والتي كانت بمثابة الصدمة الغنائية في عصر تألق فيه عدد من نجوم الغناء، بينهم أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.

أعاد الريس بيرة مكتشف عدوية بكلماته تشكيل ثقافة طبقة كاملة في السبعينيات، لدرجة أن ألبوم "بنت السلطان" لأحمد عدوية الذي شارك الريس بيرة في كتابة وتلحين معظم أغنياته كان أول ألبوم مصري يتخطى حاجز المليون في المبيعات على الإطلاق، وكتب له أيضاً "السح الدح أمبو"، "كركشندي دبح كبشه"، وعدة أغاني ذات لغة لم تعتدها الموسيقى من قبل، وإن رقصت على سجعها ووزنها فيما بعد.

ووفقًا للإعلامي الدكتور محمد الباز، فأن الريس بيرة بيرة خلال حياته ما يقرب من ألفى أغنية، منها ما يقرب من 45 أغنية منسوبة لشعراء وملحنين آخرين، ومن بين ما يحمل اسمه خارج دولة عدوية أغانى "يا واد يا جن" لكتكوت الأمير، و"يا أسمر يا سمارة يا أبودم خفيف" لشريفة فاضل، و"يا قشر البندق" للمطربة اللبنانية طروب، وإذا أردنا الحق، فهو صاحب الفضل الأول والأخير على عدوية، فهو الذى التقطه من تشرد شارع محمد على ووضعه على أول طريق النجوم، بأغنيته "السح الدح أمبو" التى لم تكن أبدا عبثية، ويؤكد الباز أن "بيرة" كان قد كتب "السح الدح أمبو" قبلها بسنوات، وكان الجميع يسمعونها منه، ولها قصة خاصة، وتخيل أن الأغنية التى صنعت مجد عدوية ووزعت أكثر من ٦ ملايين أسطوانة كانت وليدة الصدفة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة