أعلن مجلس جامعة القاهرة قبل أيام، قائمة ترشيحاته لجوائز الدولة لعام 2025، وجاء ضمن القائمة ترشيح المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز للحصول على جائزة النيل للمبدعين العرب، تكريمًا لمشوار صوت لبنان الفني الحافل بالعطاء والإبداع، واحتفاءً بتاريخها الموسيقي، الذي لا يزال يلامس قلوب الأجيال حتى يومنا هذا.
انطلقت مسيرتها الفنية الفعلية عندما انضمت الى الإذاعة اللبنانية، حيث عملت تحت إشراف الموسيقار محمد فليفل، ولقد كانت هذه البداية هي نقطة انطلاقها الحقيقية، حيث اكتشف حليم الرومي، مدير الإذاعة ووالد الفنانة ماجدة الرومي، موهبتها الفذة وأعطاها دفعة كبيرة في مشوارها الفني، حيث قام بتلحين مجموعة من الأغاني لها، ولكن أهم خطوة في مسيرتها الفنية كانت عندما منحها الرومي اسمها الفني الذي ظل ملازمًا لها حتى يومنا هذا "فيروز" وهو الاسم الذي أصبح رمزًا للفن العربي الأصيل، وذلك بدلًا من اسمها الحقيقي نهاد حداد الذي كانت تستخدمه في بداياتها.
في بداية الخمسينيات، التقت فيروز مع الأخوين رحباني وهما عاصي ومنصور الرحباني، لتبدأ واحدة من أعظم الشراكات الفنية في تاريخ الموسيقى العربية، ولقد كان هذا اللقاء بمثابة انطلاقة لمشوار طويل ومثمر من التعاون الفني الذي شكل علامة فارقة في مسيرة فيروز وترك بصمة كبيرة في الفن العربي.
وقد حظيت جارة القمر بكثير من التكريم خلال السنوات القليلة الماضية، قَلَّ أن ناله فنان أو فنانة عربية، إصدارات عديدة رصدت ودرست تجربتها مع الرحابنة (عاصى ومنصور الرحبانى)، قبل عامين، صدر كتاب "وطن اسمه فيروز"، بمناسبة عيد ميلادها الثامن والثمانين، شارك فى تأليفه نخبة من الشعراء والمفكرين والكُتاب والإعلاميين اللبنانيين والعرب من مختلف الأجيال والمدارس الفكرية.
حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال. كرمها أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي (وسام جوقة الشرف الفرنسي) عندما زار منزلها عام 2020، نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998، في عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.