د. ماريان جرجس تكتب: وداعا 2024

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 02:17 م
د. ماريان جرجس تكتب: وداعا 2024 د. ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ينتهي عام 2024 م ، فيصبح عمر الجمهورية الجديدة عقدًا واحدًا ، والتي وضعت الدولة المصرية أساسها منذ أن أشرقت شمس العهد الجديد في سماء نظام الثلاثين من يونيو ، مر عام على الشرق الأوسط ملئ بالأحزان وغيوم سياسية وتحديات غير مسبوقة ، وكأن لعنة ايزنهاور لازالت تطارد الشرق الأوسط والذي كان أول من تحدث عن تقسيم الشرق الأوسط و أحقية تدخل الولايات المتحدة في أي دولة فيه.
فكان الربيع العربي ابنًا لكل مخططات التقسيم وخرائط التفتيت التي تلت ذلك، والذي طال معظم الدول العربية ولكن مصر هي البلد الوحيدة التي خرجت فائزة من ذلك الربيع المزعوم واستطاعت أن تسير بين موجاته العاتية فوصلت بر الأمان.

ولكي تصل إلى هناك ، وسط كل تلك التحديات كانت هناك عدة مقومات انتهجتها الدولة لتصل إلى بغيتها ، على الصعيد الخارجي والداخلي ؛ فعلى الصعيد الخارجي استطاعت مصر رسم سياساتها الخارجية ومواقفها تجاه القضايا المحيطة بنا ، استطاعت أن تضبط النفس ولا تكون طرفًا في صراع بينها وبين أي دولة حتى  في ملف سد النهضة لم تكن سببًا في اشتعال اى صراع عسكري في المنطقة  مع التوكيد على حقوق مصر وأمنها .

لعبت دورها بمهنية كي تكون صمام الأمان في المنطقة وتحاول تهدئة الصراعات المتأججة دون أن تنفذ أجندة غربية في الاراضى العربية ولكن نفذت أجندتها الوطنية والعربية بأدوات مصرية خالصة ، فكانت السند والشقيقة الكبرى والملاذ الآمن لكل الأشقاء العرب.
استطاعت أن تدخل نادي الكبار وتكون على نفس الطاولة مع الدول الأوروبية بل تطالب بإصلاح هيكلي في النظام المالي العالمي لصالح الدول النامية وأن تلعب دورًا حيويًا في مجابهة أزمات المُناخ والأمن الغذائي.

كما اتسمت السياسة الخارجية بقدرتها على الإنذار المبكر للأزمات ، فمنذ بداية هذا العام وحذرت الدولة المصرية من خطورة اتساع رقعة الصراع في العالم العربي والذي يخلق إقليم ضعيف أمام دولة الكيان الصهيوني وقد كان بالفعل ، فتتصاعد الأزمة الفلسطينية وتتشابك أطراف خيوط القضية أكثر وأكثر ، دون بريق أمل لوقف إطلاق النار.

أمّا على الصعيد الداخلي، فاستطاعت أن تصمد بسياسات مالية مرنة أمام موجات التضخم وأن تستكمل كل المشاريع القومية الكبيرة ، وأن تحافظ على وحدة نسيج المجتمع  والاستقرار الداخلي والأمني، والاستمرار في كل المشاريع التنموية رغم المعوقات والحفاظ على أدنى مستوي للبطالة مع استمرار نضوج الدولة سياسيا وتطوير دولاب العمل الحكومي وإعادة هيكلة الدعم من الدعم العيني إلى الدعم النقدي متلافيا كل تحديات وأخطاء الدعم العيني.

يحل علينا عام 2025 بتحديات جديدة في عالم تشكلت ملامحه من جديد ، عالم متعدد الأقطاب، بتحديات جديدة  على رأسها التحدي الأمني وسط الاضطرابات الجيوسياسية والأمن الغذائى والمائي وتحقيق التكامل العربي والاقليمى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة