يترقب الشارع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص تنظيم أول حوار وطني في البلاد خلال الأيام المقبلة، بهدف وضع خارطة طريق واضحة المعالم تدفع نحو إرساء الأمن والاستقرار في سوريا بتشكيل حكومة موحدة توافقية، وتشكل لجنة تأسيسية لكتابة الدستور، والوصول إلى الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وأكدت وسائل إعلام سورية تأجيل الحوار الوطني الشامل في دمشق لأجل غير مسمى لأسباب غير معروفة، مشيرة إلى أن الترتيبات تجري لتوجيه الدعوات لأكثر من 1000 شخصية سورية تمثل كافة طوائف وجموع أبناء الشعب السوري.
وأوضحت مصادر سورية أن أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية المتوقع مشاركتها ستكون سياسية وعسكرية ونسوية وفئة الشباب، مشيرة إلى أن أبرز الأسماء المتوقع مشاركتها نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع، رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، مؤسس الجيش السوري الحر رياض الأٍسعد، ورئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، والحقوق السوري هيثم المالح.
بدوره، قال رئيس "الائتلاف الوطني السوري"، هادي البحرة، إن الائتلاف لم يتلق حتى الآن دعوة للمشاركة في الحوار الوطني الذي أعلنت عنه الإدارة الجديدة في سوريا، مشيرة إلى أنه عاد إلى العاصمة دمشق، وستكون المقر الرئيسي للائتلاف.
وأكد "البحرة" في تصريحات نقلتها وسائل إعلام سورية أن الائتلاف لم يجر أي اتصالات مع الإدارة الجديدة حتى الآن.
وفيما يتعلق بعملية كتابة الدستور، قال البحرة إنها "لن تبدأ من الصفر، ولن تستغرق أكثر من عام، إذ هناك فصول جاهزة في الدستور".
وأكد البحرة على أهمية "تحديث السجل المدني، وهذا سيحتاج إلى وقت وخبرات دولية، إذ هناك حاجة إلى مساعدة الدول الصديقة لإجراء تعداد سكاني"، معتبراً أنه "بالإمكان إجراء الانتخابات السورية في غضون 3 أعوام".
فيما، قال وزير الثقافة السوري الأسبق، رياض نعسان آغا في تصريحات صحفية إن "تأجيل الحوار الوطني، كان متوقعا".
كان قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع قد أكد أن مؤتمر الحوار الوطني سيتضمن مشاركة واسعة من المجتمع السوري مع التصويت على قضايا مثل حل البرلمان والدستور.
يذكر أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب، سيكون مناسبة لإعلان حل مجلس الشعب وجميع الفصائل المسلحة، من بينها هيئة تحرير الشام التي يقودها أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، وإعلان انضوائها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية.
في أنقرة، كشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن مساعٍ تركية لإمداد سوريا بالكهرباء، حيث يعاني قطاع الطاقة السوري من أزمة حادة بسبب خسائر كبيرة في البنية التحتية من جراء الحرب.
وأشار "بيرقدار" إلى أن الطاقة المركبة للكهرباء في سوريا، التي كانت تبلغ 8500 ميجاواط قبل الحرب، تقلّصت إلى 3500 ميجاواط فقط، مع خسارة نحو 5000 ميجاواط نتيجة للصراعات.
وخلال حضوره اجتماعاً لمجلس التنسيق الاقتصادي (EKK)، أضاف أن معظم السوريين يعتمدون على المولدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الكهرباء، مما يبرز الحاجة الماسة لتحسين إمدادات الطاقة.
في سياق آخر، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والمتمركزة في محيط مدينة منبج شمالي سوريا، ما يزال سارياً.
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، سابرينا سينج، في تصريحات للصحفيين: "وقف إطلاق النار مستمر في تلك المنطقة الشمالية من سوريا"، مؤكدة على أهمية هذا الاتفاق في الحد من التوترات في المنطقة.
وكانت واشنطن قد توسطت في وقف إطلاق نار مبدئي خلال هذا الشهر، بهدف منع تصعيد الاشتباكات، لكن في تصريح منفصل يوم 19 ديسمبر الجاري، قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية إنه "لا توجد محادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية".
وتُعد قوات سوريا الديمقراطية الحليف الأساسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا، في حين تصفها أنقرة بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنف كتنظيم إرهابي من قبل تركيا، والذي يخوض نزاعاً مسلحاً مع الدولة التركية منذ أربعة عقود.
يذكر أن الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 2000 جندي في سوريا يعملون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش، الذي كان قد سيطر في عام 2014 على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل أن يتم دحره.
في تركيا، وعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بتحقيق الاستقرار في سوريا عام 2025، والعمل على إنشاء منطقة خالية من الإرهاب.
وقال أردوغان، في رسالة مصورة بمناسبة العام الجديد، إن بلاده ستقدم كل الدعم اللازم لتحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار الاقتصادي في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف الرئيس التركي أن أنقرة ستتخذ خطوات حاسمة في الفترة المقبلة لتحقيق رؤيتها بشأن تركيا ومنطقة خالية من الإرهاب، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام تركية.