تسعى فلسطين خلال اجتماع لجنة صون التراث غير المادى باليونسكو، لإدراج طرق صناعة الصابون بمدينة نابلس، ضمن عناصر التراث غير المادى بالمنظمة الأممية، وتعد تلك الصناعة، أشهر الصناعات التي لا تزال تحافظ على طريقتها التقليدية في الأراضي المحتلة، رغم التطور الذي طال معظم الصناعات، ويعود تاريخ هذه المهنة إلى نحو 1500 عام مضت.
اشتهرت بصناعته مدينة نابلس فى فلسطين، وكان للمنتج من اسمها نصيب وبعدما كانت تضم المدينة بين جبليها الشهيرين، عيبال وجرزيم، ما يزيد على 40 مصنعا تقليديا لصناعة الصابون فى سبعينيات القرن الماضى، لم يبقَ سوى ثلاثة مصانع تعمل بالطريقة التقليدية القديمة.
وحسبما نشرت إحدى الصحف العربية صورا لتصنيع الصابون النابلسى، واشتهرت مدينة نابلس بالصابون لوفرة زيت الزيتون الذي كان يفيض عن حاجة الناس في ما مضى، والذي يعتبر المكون الرئيس لصناعته، إضافة إلى مادة الصودا الكاوية، وتعد مهنة صناعة الصابون من أقدم وأعرق صابون في العالم، فهذه الصناعة تحمل عبق الحاضر وذكريات الماضي، فكان لكل عائلة نابلسية صبانة تتفاخر بها.
ويتم تصنيع الصابون النابلسي من زيت الزيتون والماء والملح ورماد نبات "الشيح" (كمادة قلوية)، وقد استبدل استخدام المادة القلوية فيما بعد بمادة هيدروكسيد الصوديوم، ومن ثم يتم خلط المزيج في أوعية نحاسية سمكية وعلى درجات حرارة عالية لتتم عملية التصبن. وبعد اكتمال عملية التصبن، يترك هذا المزيج المتصبن لتخف حرارته ومن ثم يتم فرده على مساحات واسعة على الأرض حتى يتماسك للغاية وبعدها يتم تقطيعه يدويا في شكل قطع الصابون المعروفة، ولا تزال هذه الصناعة حتى الآن تتم بطريقة تقليدية ويدوية بحتة بدون تدخل أي ماكينات حديثة في عملية التصنيع، وبالإضافة إلى ذلك تتم عملية التغليف أيضا بطريقة يدوية.
ويعد مصنع طوقان من أشهر وأقدم مصانع الصابون بنابلس، حيث تم تسجيل هذا المصنع لإنتاج الصابون شكل قانوني في السجلات الفلسطينية عام 1929 على أطراف مدينة نابلس القديمة التي أصبحت الآن وسط مدينة نابلس، وهو مملوك الآن لورثة الأخوين حافظ وعبدالفتاح طوقان، ولكن العمل الفعلي بهذا المصنع بدأ منذ عام 1872 أي أن تاريخه يعود إلى ما يقرب من 140 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة