أطلق الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، رئاسة بلاده لمجموعة العشرين G20، بشكل رسمي الثلاثاء، وأعلن أن رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين ستسعى إلى تحقيق تقدم في عدد القضايا الشاملة من خلال إنشاء ثلاث فرق عمل مخصصة.
وقال رامافوزا، إن فريق العمل الأول معني بالنمو الاقتصادي الشامل والتصنيع والتشغيل، وتختص مجموعة العمل الثانية بموضوع الأمن الغذائي، في حين تختص مجموعة العمل الثالثة بالذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات والابتكار من أجل التنمية المستدامة.
وأشار رامافوزا، إلى إن رئاسة بلاده لمجموعة العشرين العام المقبل ستركز على حشد التمويل للدول المتضررة من الكوارث الناجمة عن المناخ وتمديد تخفيف أعباء الديون عن الدول النامية.
وقال رامافوزا في كلمته :"من الأهمية بمكان بالنسبة لجنوب أفريقيا أن تظل مجموعة العشرين مركزة على مسئولياتها الأساسية في معالجة التحديات الاقتصادية والمالية العالمية، ولا ينبغي لها أن تحل محل المؤسسات والمنصات الدولية القائمة، مثل الأمم المتحدة والهيئات المرتبطة بها"، وفقا لوكالة الأنباء الجنوب إفريقية الرسمية.
وأضاف "في الوقت نفسه، ينبغي لمبادرات مجموعة العشرين أن تدعم، وليس أن تقلل، من المسئوليات التي تقع على عاتق البلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي والالتزامات الأخرى".
ولضمان بقاء مجموعة العشرين مركزة، قال الرئيس إن جنوب أفريقيا لن تنشئ أي مجموعات عمل جديدة أو هياكل دائمة، وأضاف "سنعمل على البناء على الرئاسات السابقة وتوفير الزخم للهياكل والعمليات القائمة، وسنعمل على دراسة تأثير مجموعة العشرين على مدى السنوات العشرين الماضية ووضعها في وضع يمكنها من تعزيز تأثيرها خلال الدورة العشرين المقبلة".
وأكد الرئيس أنه من المهم بالنسبة لجنوب أفريقيا أن تكون رئاستها لمجموعة العشرين شاملة، وأضاف أن الحوار مع المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية الأخرى سيتم من خلال مجموعات مشاركة مختلفة، على أن يتم تنظيم هذه المجموعات وفقًا للقطاعات، مثل قطاع الأعمال والعمال والمجتمع المدني والهيئات البرلمانية والقضاء.
وأضاف أن هذه المجموعات تشمل أيضًا الهيئات العلمية ومراكز الفكر ومؤسسات التدقيق، فضلاً عن مؤسسات التعليم العالي ومجموعات محددة للنساء والشباب بما في ذلك الفئات الضعيفة.
وقال رامافوزا إن بلاده تعتزم دعم إنشاء مجموعة مشاركة جديدة، Township20 (TS20)، لتسليط الضوء على إمكانات اقتصادات البلدات في جنوب إفريقيا، وأوضح "هذا من شأنه أن يسلط الضوء على القدرات الإبداعية والثقافية والمالية والابتكارية التي تمتلكها بلادنا عندما يتعلق الأمر بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك التعاونيات وكيفية عملها في المناطق الريفية وكذلك البلدات التي يعيش فيها شعبنا".
وعلى غرار البرازيل، ستستضيف جنوب أفريقيا المنتدى الاجتماعي لمجموعة العشرين، مما يعزز أصوات المجتمع المدني والنساء والشباب والفئات الضعيفة.
وأكد أن جنوب أفريقيا تؤمن إيمانا راسخا بأن المجتمع المدني يعمل كجسر بين زعماء مجموعة العشرين.
ومن المنتظر أن تتوج رئاسة جنوب افريقيا لمجموعة العشرين بقمة الزعماء في جوهانسبرج في نوفمبر 2025، حيث سيعتمد زعماء العالم إعلانا يحدد الإجراءات الجماعية اللازمة لمعالجة التحديات العالمية الحرجة.
وقال رامافوزا، "إن رئاسة مجموعة العشرين تشكل فرصة لتقديم الفرص والتجارب العظيمة التي تتمتع بها جنوب أفريقيا للعالم، ونحن نتطلع إلى الترحيب بأصدقائنا وشركائنا في بلدنا الجميل".
وتولت جنوب أفريقيا رئاسة مجموعة العشرين في الأول من ديسمبر 2024، وهو ما يمثل إنجازا تاريخيا باعتبارها أول دولة أفريقية تقود هذه المجموعة المؤثرة من أكبر الاقتصادات في العالم، وستتولى الولايات المتحدة رئاسة مجموعة العشرين بداية من ديسمبر 2025.
ورئاسة مجموعة العشرين، ليست مجرد لحظة مهمة بالنسبة لجنوب أفريقيا فحسب، بل أيضًا للقارة الأفريقية ولدول الجنوب في العالم، حيث تعمل على تضخيم أصواتهم على الساحة العالمية، مع تعزيز الأهداف المشتركة للنمو الاقتصادي والاستدامة والمساواة، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.