ردود فعل واسعة أثارها قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن العفو عن نجله هانتر بايدن فى القضيتين اللتين تمت إدانته فيهما هذا العام، حيث أعرب العديد من الديمقراطيين عن استيائهم من هذا القرار، ووصفوه بغير الحكيم، فيما قال سيناتور مستقل إنه ينبغي على بايدن أن يعفو عن خلفه فى البيت الأبيض دونالد ترامب.
وقالت صحيفة ذا هيل إن القرار قد زاد من تفاقم الأزمة التى يواجهها الحزب الديمقراطى، والذى لا يزال يعانى من الخسائر المدوية فى الانتخابات، وانتقد مجموعة من الديمقراطيين فى الكونجرس الخطوة، وقالوا إنها تأتى بنتائج عكسية على جهود الحزب بإعادة بناء ثقة الرأى العام فى المؤسسات الأمريكية، والتي كان ترامب قد مزقها خلال فترته الأولى.
وفى حين أبدى بعض الديمقراطيين تعاطفا مع بايدن، إلا أن الرئيس تعرض لانتقادات على عدة جبهات، وأشار كثيرون إلى أن هذه الخطوة ضررها أكثر من نفعها.
وقال السيناتور بيتر ويلش، السيناتور الديمقراطى عن ولاية فيرمونت، إن عفو بايدن عن نجله هانتر، مفهوم باعتباره تعبير عن والد محب، لكنه إجراء غير حكيم كإجراء من رئيس البلاد.
وقال السيناتور جراى بيترز، الديمقراطى عن ميتشجان إن العفو كان خطأ، ينما قال السيناتور مايكل بينت إنه يضع المصلحة الشخصية فوق الواجب ويؤدى إلى مزي من تآكل ثقة الأمريكيين بان نظام العدالة نزيه وويحقق المساواة بين الجميع.
وكان بايدن قد أعلن عن عفو شامل غير مشروط عن نجله، مما سبب حالة من الصدمة فى واشنطن. ويعد ذلك تراجعا كبيرا للبيت الأبيض الذى أصر على مدار أشهر أن الرئيس لن يصدر عفوا عن هانتر بايدن أو يخفف حكمه.
وجادل الرئيس الأمريكي أن الاتهامات ضد نجله الأصغر كانت لها دوافع سياسية، وسنوات من التدقيق بشأنه من جانب ترامب والجمهوريين الآخرين.
ورأى عدد من الديمقراطيين أن قرار بايدن العفو عن ابنه، وتبرئته من أي جرائم فيدرالية تم ارتكابها خلال 11 عاما، يؤجج الحديث عن عدم نزاهة النظام من قبل ترامب.
وقال النائب جريج لاندسمان إنه يتفهم الأمر كأب، لكن كشخص يريد أن تثق الناس فى الخدمة العامة مجددا، فإن هذه انتكاسة.
وحتى الديمقراطيين الذين يقولون إن تركيز الجمهوريين على هانتر بايدن كان مكثفا ينتقدون الخطوة التي قام بها الرئيس. وكانت لجنة بقيادة الجمهوريين قد حققت فى الصفقات التجربة الأجنبية لعائلة بايدن، مع تركيز كبير على هانتر.
من ناحية أخرى، دعا السيناتور المستقل جو مانشين، الديمقراطى السابق، بايدن إلى العفو عن سلفه ترامب، وذلك بعد أن تخلى جو عن وعوده السابقة، وأصدر عفوا شاملا غير مشروط عن نجله هانتر.
وفى مقابلة مع شبكة سى إن إن، قال مانشين، معلقا على العفو الذى أصدره بايدن عن نجله: كنت لأقوم بشىء مختلف، فتوصيتى كمستشار كانت ستكون "لماذا لا تمضى قدما وتعفو عن دونالد ترامب عن كل الاتهامات الموجهة له؟".
وقال مانشين إنه كأب لا يعرف ما إذا كان سيفعل الأمر نفسه، فيما يتعلق بعفو جو عن هانتر بايدن.
وفى نفس السياق، علقت صحيفة واشنطن بوست على ما فعله بايدن، وقالت إن ترامب يختار موالين متطرفين لشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" لشغل مناصب عليا في الأمن القومي، مما يشير إلى نيته في قلب الاحترافية واستقلال المؤسسات التي تمارس بعضا من أكثر سلطات الحكومة الفيدرالية إثارة للرعب. ورأت أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بعفوه على نجله هانتر هو من يمنحه الغطاء لذلك.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها أنه إذا كان لدى بايدن حق قانوني لا جدال فيه في العفو عن ابنه هانتر، إلا أن قيامه بذلك شوه سمعة وزارة العدل ودعا ترامب إلى عقد مقارنة متكافئة بين العفو عن هانتر بايدن وأي تحركات مستقبلية ربما يتخذها ترامب ضد الإدارة المحايدة للعدالة، مشيرة إلى أنه يخاطر بتعميق شكوك العديد من الأمريكيين في أن نظام العدالة مزدوج المستوى، الأمر الذي يبرر حملة ترامب لإعادة تشكيله لاستخدامه لصالحه.
وأضافت واشنطن بوست أن هيئة محلفين فيدرالية خلصت من حديثها مع أقران هانتر بايدن إلى أنه مذنب في ثلاث جرائم جنائية تتعلق بالأسلحة النارية في ولاية ديلاوير. كما أقر هانتر بالذنب في تهم التهرب الضريبي التي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تصل إلى 17 عاما، مضيفة أنه من الصعب بشكل خاص تجاهل تهم الأسلحة النارية، التي تتلخص في أن نجل بايدن كذب في استمارة طلب الشراء عندما أنكر تعاطي المخدرات، مشيرة إلى أنه من خلال الاستدلال، يطعن بايدن بشكل عرضي في المحققين في مصلحة الضرائب ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومدعي العموم المحترفين والنائب العام ميريك جارلاند وقاضي فيدرالي في ولاية ديلاوير.
ومضت الصحيفة تقول إن العفو الشامل للرئيس قد غطى أي جرائم فيدرالية قد يرتكبها ابنه على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك تلك التي لم يتم توجيه اتهامات بشأنها، دون المرور بعملية وزارة العدل التقليدية.
وأوضحت أن بايدن سارع بإصدار هذا العفو مساء الأحد لتقصير عملية النطق بالحكم في كلتا القضيتين في الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أن هذا يساعده في تجنب جزء مهم من عملية المساءلة، حيث كان القضاة سيقرروا ما إذا كان هانتر بايدن يستحق قضاء بعض الوقت في السجن. وتقول إرشادات وزارة العدل أنه لا ينبغي إصدار العفو إلا بعد خمس سنوات من قضاء الحكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة