تنطلق بمحافظة الأقصر مساء يوم غد الخميس، فعاليات الدورة الـ14 للمهرجان القومى للتحطيب فى ساحة سيدى أبو الحجاج الأقصرى بوسط مدينة الأقصر، فهى اللعبة التراثية التى لم تندثر توارثها الأجيال منذ آلاف السنين، والتى ظهرت لأول مرة على جدران معابد الأقصر بالمبارزات بالعصا بين القدماء المصريين.
ومن جانبه صرح المعلم رضوان محمود شيخ لعبة التحطيب بالأقصر، أن لعبة التحطيب التى تعلمها كبار وشيوخ وشباب الصعيد على مر العصور من الأجداد القدماء المصريين، والدليل على ذلك الرسومات واللوحات الموجودة على المعابد القديمة، فهى اللعبة التى تجد محبة وقيمة كبيرة بين الصعايدة، وليست عبارة عن شخصان يلعبان بالعصا وإنما هى فن وتراث ولها قيم عديدة وهى معرفة كيفية الدفاع عن النفس وهو وسيلة لتفريغ الطاقة والأدب والإحترام المتبادل.
ويضيف شيخ لعبة التحطيب بالأقصر، لـ"اليوم السابع"، أن مبارزات التحطيب قديمًا كانت عبارة عن مبارزات مميزة بين الشباب والكبار فى الأعياد والمناسبات وحفلات الزفاف والموالد، ولكن مع دخول عام 2016 حصلت لعبة التحطيب على دعم دولى عظيم لكل لاعبى التحطيب بالصعيد، حيث نجحت وزارة الثقافة فى تسجيل ملف التحطيب فى منظمة اليونسكو، فى اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو فى أديس أبابا، وتم تسجيل لعبة التحطيب المصرية على قائمة التراث الثقافى غير المادى، موضحًا إنه فى حلقات المبارزة بالتحطيب نوعين من العصى فهناك العصى الكبيرة الغليظة والتى تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضًا أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 مترا والجميع يكون حلقة حولها بالكراسى والكنب الصعيدي.
وأكد المعلم رضوان محمود، على أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسين أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد، حيث أن التحطيب ولعبة العصا فرعونية ظهرت فى المعابد، حيث كان يلعبها نبى الله سيدنا موسى ونبى الله هارون شقيقه، فقد كان يهش بها على غنمة وله فيها مآرب آخرى، وهو إنه كان يلعب بالعصا ويتسلى بها مع شقيقه خلال رعى الغنم، موضحًا أن جميع لاعبى التحطيب يتجمعون فى الموالد الصوفية والدينية فى سوهاج والأقصر وقنا وأسوان، والسر فى المحبة بين اللاعبين والتجمعات الدائمة، مشددًا على إنه تكون العصا من الخرزان لكى لا تقصف وتكون لينة خلال اللعب فى الحلقات، ومن أهم التعليمات أن يكون الدفاع عن النفس الأساس ولكن بسلاسة ومرونة وهدوء ولا يبدأ احد بالغلط حتى لا تتحول من لعبة لمعركة فهى فن مميز وتراثى ويجب أن يعيش لعشرات السنين القادمة.
ومن الجدير بالذكر إنه كانت فكرة التحطيب فى البداية مخصصة للدفاع عن النفس، حيث كان قديمًا لا يسير الصعيدى فى الطرقات أو الشوارع نهارًا وليلًا إلا بالعصا بين يديه لحماية نفسه من اللصوص وقطاع الطرق والحيوان المفترسة فى المزارع خلال مواسم الزراعة المختلفة، ومع تطور الزمن قام بتحويلها كبار شيوخ اللعبة إلى مبارزات وتبارى مبهج فى المناسبات المختلفة وأصبحت لعبة متميزة تراثية حتى سجلت فى اليونيسكو وأصبح لها مهرجان سنوى منذ 14 سنة مضت فى قلب مدينة الأقصر يقام بصورة دورية.
الكبار يعلمون الشباب فنون التحطيب
المبارزات بين الشباب فى لعبة التحطيب
المعلم رضوان شيخ لعبة التحطيب بالأقصر
لعبة التحطيب فن بالعصا توارثه الأبناء من تراث القدماء المصريين
ملوك اللعبة خلال رقصة جماعية بساحة أبو الحجاج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة