أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نكتة قديمة حول ضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51 ، وما زالت أوتاوا في حالة من الارتباك تحاول معرفة ما إذا كان المقصود من هذه النكتة أن تكون مضحكة.
عندما تناول دونالد ترامب العشاء مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الجمعة الماضي في مارالاجو، ورد أن الرئيس المنتخب حاول بنفسه استخدام الفكاهة.
استغل ترودو، الذي سافر إلى فلوريدا مع وفد صغير بعد أيام من تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات من كندا، وقته مع الرئيس القادم للتحذير من أن هذا الإجراء من شأنه أن يعاقب الاقتصاد الكندي.
وقالت مصادر لفوكس نيوز أن هذا هو الوقت الذي طرح فيه ترامب فكرة ضم كندا، "مما تسبب في ضحك رئيس الوزراء الكندي وغيره بعصبية". حيث اقترح على ترودو الانضمام الى الولايات المتحدة إذا كان يرى أن فرض رسوم جمركية على منتجاتها بسبب فشلها بمعالجة قضايا التجارة والهجرة، سيدمر اقتصاد أوتاوا
حذر القوميين الكنديين منذ فترة طويلة من تحول كندا إلى الولاية الامريكية رقم 51، بما في ذلك خلال المناقشة الوطنية المتوترة حول التجارة الحرة القارية التي هيمنت على انتخابات عام 1988. ومع توسع اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة لتشمل المكسيك، حافظت كندا على سيادتها.
الا ان مزحة ترامب كانت على هوى البعض الداعم لفكرة تحول كندا لتصبح ولاية أمريكية، فعلى الفور كتب الصحفي ماثيو يجليسياس - وهو أمريكي – قالت عنه مجلة بوليتكو يحب صوت محو الحدود على موقع X: "من الواضح أن الضم فكرة جيدة من شأنها أن تجعل الأمريكيين والكنديين أفضل حالاً ولكن لا أحد يتحدث عنها إلا في سياق التهويل القومي العرضي".
وكان الوزراء الكنديون مطاردين من قبل الصحفيين بحثًا عن رد فعل على النكتة - بما في ذلك وزير الأمن العام دومينيك لوبلانك، الذي كان في عشاء مارالاجو.
وقال لوبلانك: "في أمسية اجتماعية استمرت ثلاث ساعات في مقر إقامة الرئيس في فلوريدا في عطلة نهاية أسبوع طويلة من عيد الشكر الأمريكي، كان من المفترض أن تكون المحادثة خفيفة الظل. كان يروي النكات. كان الرئيس المنتخب يمازحنا".
وكانت رسالة لوبلانك: اهدأوا يا رفاق، وقال: "لم يكن اجتماعا في غرفة اجتماعات مع عشرة بيروقراطيين يدونون الملاحظات. لقد كان أمسية اجتماعية، وكانت هناك لحظات مسلية ومضحكة، وكانت هناك لحظات تمكنا فيها من القيام، كما نعتقد، ببعض الأعمال الجيدة لكندا".
نصح جيرالد بوتس، المستشار الكبير السابق لترودو والذي لعب دورا رئيسيا في ملف كندا والولايات المتحدة خلال السنوات الأولى لترامب في منصبه، متابعيه على موقع لينكد إن بالهدوء.
كتب بوتس: "استخدم ترامب هذا الخط "الولاية 51" مع ترودو كثيرا خلال ولايته الأولى. إنه يفعل ذلك لزعزعة استقرار الكنديين. عندما يحاول شخص ما أن يجعلك تشعر بالذعر، فلا تفعل ذلك".
وبدا أن هذه الرسالة تجد صدى على تل البرلمان. عندما سئل عن مزحة ترامب، تحول وزير العدل عارف فيراني إلى استمرار العلاقة بين ترامب وترودو قائلا: "أعتقد أنه من المهم حقًا أن يرى الرئيس المنتخب ترامب رئيس الوزراء ترودو ، وهناك استمرارية من القادة على المسرح العالمي"
وتابع: "إن إحياء العلاقة التي لديهم بالفعل أمر مهم للغاية لإظهار أننا نأخذ القضايا المتعلقة ببلدينا على محمل الجد، وخاصة المصالح الاقتصادية".
وعلى الفور، قدم وزير الصناعة فرانسوا فيليب شامبين، وهو الصوت الرائد في استراتيجية المشاركة التي أطلقها "فريق كندا" على مدار عام، نقاط نقاش حول العلاقة عبر الحدود وقال: "سوف يرى أصدقاؤنا الأمريكيون كندا باعتبارها المورد الاستراتيجي المفضل، سواء كان الأمر يتعلق بأشباه الموصلات، أو المعادن الحيوية، أو الطاقة".
وذكّر شامبين المراسلين بأن ترودو كان أول زعيم لمجموعة السبع يلتقي ترامب بعد فوز الرئيس المنتخب الشهر الماضي في الانتخابات الأمريكية 2024 وأضاف: " هذا اللقاء وجهاً لوجه يرسل إشارة كبيرة إلى العالم مفادها أن كندا هي الشريك الاستراتيجي".
وقالت مجلة بوليتكو إنه قد يُغفر للكنديين افتقارهم إلى روح الدعابة. ففي نهاية المطاف، كان ترامب لا يزال يفكر في كندا بعد عدة أيام من العشاء، ففي يوم الثلاثاء نشر الرئيس المنتخب صورة غامضة عبر موقع تروث سوشيال باستخدام الذكاء الاصطناعي يظهر فيها يقف بجانب العلم الكندي ويطل على سلسلة من الجبال التي كانت تشبه الى حد كبير جبل ماترهورن وهو قمة بارزة في جبال الالب السويسرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة