أعلنت وزارة الدفاع السورية، الخميس، تكبيد التنظيمات المسلحة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في معارك عنيفة في ريف حماة، مشيرة إلى قوات الجيش السوري تخوف معارك عنيفة في ريف حماة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة وكبدتها خسائر فادحة.
وأكدت وزارة الدفاع السورية في بيان لها أن الطيران السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ باستهداف تجمعات الإرهابيين وأرتالهم في أماكن وجودهم ومحاور تحركهم، ما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم ومقتل وجرح العشرات منهم وتدمير الكثير من عتادهم و لياتهم".
فيما أعلنت الفصائل السورية المسلحة، الخميس، بدء دخول أحياء مدينة حماة، الواقعة وسط البلاد، وفقا لبيان أصدره المتحدث باسم ما تعرف بـ"إدارة العمليات العسكرية"، حسن عبد الغني، مضيفا: نحقق تقدماً من عدة محاور داخل مدينة حماة، وباتجاه مركز المدينة".
ولا تقل مدينة حماة السورية أهمية عن حلب التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة قبل أسبوع.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ"استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام على محاور مدينة حماة ومنها جبل زين العابدين الاستراتيجي، دون إحراز أي تقدم يذكر حتى الآن على جميع المحاور".
وأشار المرصد، في بيان، إلى عدم تمكن القوات المهاجمة من دخول المدينة، فيما شن الطيران الحربي السوري والروسي غارات جوية مكثفة منذ مساء الأمس وحتى ساعات الصباح الأولى استهدفت مدن وبلدات طيبة الإمام وخطاب ومعردس لقطع طرق إمداد الفصائل المسلحة.
ووفق المرصد: تمكنت قوات الجيش السوري من إعادة السيطرة على بلدة السعن بريف حماة الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع هيئة تحرير الشام والفصائل.
بدوره، أكد مهند الحاج علي عضو مجلس شعب سوري سابق وقائد سابق في القوات الرديفة للجيش السوري أن الفصائل الإرهابية المسلحة تلجأ إلى حرب الشائعات لإسقاط الدولة السورية عبر ترويج أكاذيب عبر وسائل الإعلام لكسر إرادة السوريين ومقاتلي الجيش العربي السوري.
وأشار مهند الحاج علي في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن جبهة النصرة الإرهابية تبث الشائعات وتضغط على المدنيين السوريين للنزوح من مدينة حماة في محاولة للنيل من الجيش السوري معنويا، موضحا أن هذه المجموعات الإرهابية لها أهداف سياسية تتمثل في الإيحاء للخارج الذي يدعمها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بأنها قوات قوية وقادرة على تحقيق إنجازات.
وأشار إلى تصدي الجيش السوري لهذه المجموعات الإرهابية التي تسعى لتحسين موقفها عسكريا استعدادا لأي عملية سياسية أو تفاوضية مستقبلية، مؤكدا أن الجيش السوري اتخذ قرارا بتحرير كامل التراب السوري والوصول للحدود مع دول الجوار سلما أو حربا ولا رجعة في ذلك.
وتابع مهند الحاج علي: كلمة السر انتقلت من نتنياهو بتهديد الرئيس السوري بشار الأسد وتحرك الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام لتنفيذ الهجوم على الجيش السوري في حلب وحماة، الواضح أن الجولاني يريد السيطرة على ريف حماة الغربي وريف حمص الغربي وريف دمشق الغربي لفصل سوريا عن لبنان ... ومن هنا يمكنه تحقيق ما عجز نتنياهو عن تحقيقه حيث يتحدث نتنياهو أنه يقاتل على 7 جبهات وأن سوريا جبهة قتال ويريد نتنياهو تفتيت محور المقاومة الذي تعد سوريا قاعدة استراتيجية له.
ولفت إلى أن الفصائل الإرهابية تسعى لتحقيق حلم نتنياهو بفصل الجبهة السورية عن اللبنانية عبر ضم مرتزقة ومقاتلين أجانب في صفوف هيئة تحرير الشام الإرهابية، مضيفا: الجيش السوري تجنب القتال في حلب التي بها 6 مليون سوري لذا انسحب الجيش لشمال شرق مدينة حلب لتجنيب المدينة معركة طاحنة والتركيز الآن على التصدي للمسلحين على حدود حماة.
وأشاد بالدعم العربي الواضح للدولة السورية وفي مقدمته الدعم الواضح للدولة المصرية تعي أن المشكلة في سوريا ليست مشكلة بين المعارضة والموالاة، لكن المشكلة في وجود عدد كبير من المرتزقة في سوريا، ومن يقود العملية الجولاني المتطرف الذي بايع الزرقاوي وأيمن الظواهري وهم أبرز قادة تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأوضح مهند الحاج على أن الدول العربية أدركت أنه يجب دعم سوريا بكافة السبل للقضاء على الإرهاب وإيصال مساعدات بالمواد اللوجيستية اللازمة، مؤكدا نزوح أكثر من مليون نازح من مدينة حلب بسبب الهجوم الأخير، بالإضافة لاستضافة 700 ألف لبناني مؤخرا، وتابع بالقول: نحتاج لدعم من الأشقاء العرب في قرار القيادة السورية بالقضاء على الإرهاب وحماية المنطقة من خطر الإرهابيين.
في القاهرة، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة سلسلة اتصالات هاتفية مساء أمس الأربعاء، مع هاكان فيدان وزير خارجية جمهورية تركيا، وبسام صباغ وزير خارجية الجمهورية العربية السورية، و عباس العراقجي وزير خارجية جمهورية إيران الاسلامية، والشيخ عبد الله بن زايد نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الامارات العربية المتحدة الامارات، وذلك لتناول التطورات المتسارعة في سوريا، جاء ذلك بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية،
وناقش الوزير عبد العاطي مع نظرائه المستجدات الميدانية في شمال سوريا والتداعيات الخطيرة لهذه التطورات على أمن واستقرار المنطقة، حيث شدد على موقف مصر الثابت والداعم للدولة السورية وأهمية احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وأشار على الأهمية البالغة لحماية المدنيين.
وأكد وزير الخارجية على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد والعمل على تهدئة الموقف حتى لا تنفلت الأوضاع بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مجدداً رفض مصر الكامل لاثارة النعرات الطائفية أو المساس بسيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها.
تأتى هذه الاتصالات في سياق متابعة مصر الحثيثة للتطورات في سوريا مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، حيث تبادل وزير الخارجية الرؤى أمس مع "انتونى بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي و"سيرجى لافروف" وزير خارجية روسيا الاتحادية إزاء سبل وقف التصعيد في سوريا واستعادة الأمن والاستقرار.
في سياق آخر، زار زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني قلعة مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول نشطاء مقطع فيديو للقطات يظهر فيها الجولاني، وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية، وأخرى يحيي فيها عددا من مناصريه اجتمعوا حوله.
وتأتي زيارة الجولاني إلى قلعة حلب، بعد دخول مسلحيه إلى مدينة حلب وسيطرتهم على قلعة حلب التاريخية منذ نحو أسبوع.
بدأ الجولاني مسيرته القتالية في العراق ليصبح لاحقًا شخصية بارزة في تنظيم القاعدة الإرهابي تنقّل بعدها بين العراق ولبنان، إذ أشرف على تنظيم "جند الشام"، قبل أن يُعتقَل من قبل القوات الأمريكية، واللافت أنه أطلق سراحه لاحقًا ليعود أقوى إلى المشهد.
وقال الجولاني في مقابلة تليفزيونية منذ سنوات إنه يرفض المحادثات السياسية في جنيف لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مشيرًا إلى أنه يطمح في حكم "إسلامي" لهذا البلد، حيث لا مكان فيه للأقليات العلوية والشيعية والدرزية وبطبيعة الحال المسيحية.