السمسمية مرتبطة بمحافظات القناة وهى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس بين محافظات الجمهورية حيث تنال السمسمية فى محافظات القناة وخاصة محافظة الاسماعيلية شهرة كبيرة ولها فرق معتمدة وكذلك هناك مدربين لتعليم العزف على الة السمسمية .
محمد ميدا من أقدم عازفى وصانعى السمسمية فى مدينة الإسماعيلية عشق هذه الآلة الساحرة التى توارث عشقها عن الآباء والأجداد مثل معظم مواطنى منطقة القناة، لكنة توج عشقه بتعلم صناعة هذه الآلة وإصلاح ما أفسدته أيدى العازفين، وخاصة أنه لا يوجد مصنع أو ورشة يقوم بتصنيع هذه الآلة، فكان هو المصنع البديل من خلال منزلة بمنطقة المحطة الجديدة، ونال ميدا شهرة واسعة فى هذا المجال حتى أن عددا كبيرا من السياح العرب والأجانب كانوا يقصدون منزلة أما لشراء الآلة أو للتعرف على مراحل صناعتها.
قال محمد ميدا على أن حكاية عشقه للسمسمية بدأت عندما كان عمرى 12 عاما وكنا من ضمن المهجرين بمدينة الزقازيق، فشاهدت فرق السمسمية التى كانت تجوب محافظات التهجير تقيم حفلات فى هذه المحافظات لأبناء الإسماعيلية ومدن القناة، فبدأت فكرة الحصول على آلة والتى كنت أقوم بتصنيعها من خشب صناديق الصابون التى كانت الحكومة توزعها على المهاجرين، وبعد العودة إلى الإسماعيلية وفى عام 1976، حصلت على آلة لأول مرة فى حياتى من أحد أصدقائى بـ جنيه
واضاف محمد ميدا أنه خلال السنوات الماضية وحتى الآن لا يوجد من يقوم بصناعة آلة السمسمية، كان الاعتماد على إصلاح الآلات القديمة، فقررت صناعة آلة جديدة بأشكال مختلفة، فبدأت بتطوير الآلة القديمة " وهى عبارة عن آلة مصنوعة من طبق صاج ملفوف بجلد ماعز وبها خمسة أوتار، التغيير كان من خلال القاعدة من الصاج إلى مثلث خشبى أو مربع أو سداسى وزيادة عدد الأوتار من 5 أوتار إلى 6 ثم 8 أوتار وحتى 14 وتر من السلك للحصول على جميع الألحان لكن الأساس هو السلم الخماسى.
واشار محمد ميدا أن آلة السمسمية صناعة مصرية تماما دخلت مدن القناة فى الأربعينات وتصنع من الخشب "البلطى أو الزان" أما الأوتار فهى أسلاك دقيقة متوفرة بالسوق وقديما كانت تصنع الأوتار من الشعر والوبر والقاعدة المثبت عليها السلك من الصاج المجلفن أو النحاس وهناك أشكال مختلفة مثلث ومربع ومستطيل وعلى هيئة سمكة ودائرية وكمثرية، وتحتاج الصناعة إلى مهارة خاصة..
واوضح ميدا إلى أن آلة السمسمية ظلت معشوقة أهالى مدن القناة، والتى كانت ومازالت تمثل حالة خاصة ومؤشرا حقيقيا لأفراح وأحزان أهالى القناة، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن، شاهد على البطولات شرق قناة السويس، والانتصار العظيم فى السادس من اكتوبر، وأيضا هزيمة يونيو 67 والتهجير، كل هذا وآلة السمسمية حاضرة توثق كل شيء من خلال الأغانى الشعبية التى أنتجتها زائفة الفنان القديم على شاطئ قناة السويس، ومع مرور الزمن أصبح هناك خطر على وجود هذا الفن الشعبى، ليس فقط غياب الحفظة بالموت أو الشيخوخة، وضياع التراث الشفاهى دون حفظ حتى الآن، لكن الآلة نفسها بدأت فى الانقراض، ولم يعد من يقوم بتصنيعها، ولم تهتم المؤسسات الثقافية بإنشاء مصنع أو ورشة كبيرة لتصنيع آلة السمسمية.
وأشار الفنان محمد ميدا بانه الة السمسمية كانت توجه الشعب وذلك عن طريق الاغانى الوطنية التى كانت تشتهر بها محافظات القناة وتمنى ميدا ان ترجع السمسمية الى سابق عهدها وتذكر عندما كان ياتى الناس من مختلف محافظات مصر الى الاسماعيلية لقضاء شم النسيم فى المحافظة مضيفا انهم كانو يحضرون قبلها بيوم حتى يستمتعوا ليلا بالاستماع الى الة السمسمية ثم صباحو يتوجهون للبحر لقضاء شم النسيم ويعودون فى اخر اليوم مبسوطين .
ونجحت مصر ممثلة فى وزارة الثقافة المصرية على صون التراث الثقافي الوطني والعربي، حيث شهدت مدينة أسنسيون، عاصمة باراجواي، التي تستضيف اجتماعات الدورة التاسعة عشر للجنة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، تسجيل آلة السمسمية، ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، جاء هذا الإنجاز بمشاركة وفد مصري برئاسة الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي.
اقدم صانع لالة السمسمية فى محافظات القناة
ألات السمسمية
الألات السمسمية بمدن القناة
السمسمية
آله السمسمية
شكل السمسمية
صانع أله السمسمية
صانع لالة السمسمية بمدن القناة