مصر تضم مجموعة كبيرة من الأماكن السياحية والمناطق الأثرية، التى تعتبر تحفة فنية شاهدة على عبق التاريخ وروعة الإبداع والتصميم فى مصر القديمة، ورعم تلك البراعة إلا أن هناك أماكن يمكنك رؤيتها مجانًا دون الحاجة إلى دفع أى رسوم مقابل ذلك، ومن بينها سبيل عبد الرحمن كتخدا، والذى يقع عند تقاطع شارع المعز مع شارع التمبكشية.
يعد سبيل عبد الرحمن كتخدا مُنشأة مائية لتسبيل الماء وإعداده لشرب الماره بالطريق، أنشأه الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدغلى عام 1157هـ/ 1744م، الذى تدرج فى الوظائف حتى أصبح كتخدا (نائب) مصر، ونُفى إلى الحجاز لمدة 12 عاما، ثم عاد وتم دفنه بمدفنه بمسجد الأزهر، يتكون المبنى من خزان أو صهريج مُشيد تحت الأرض لتخزين المياه، تعلوه حجرة لتسبيل المياه وتوزيعها على الأحواض الموجودة داخل شبابيك السبيل على الطريق ليتمكن المارة من الشرب بواسطة أكواب توضع على أرفف تتقدم شبابيك السبيل، ويعلو السبيل كتاب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب وليتموا حفظ القرآن، وكانت هذه الكتاتيب تقوم مقام المدراس الإبتدائية حالياً، ويتميز السبيل بموقعه، كما يتميز بتصميمه المعمارى والزخرفى.
يقع المدخل الرئيسى للسبيل بشارع التمبكشية على يسار الواجهة القبلية، ويعلو باب الدخول لوحة كتابية عبارة عن أبيات من الشعر واسم المنشيء وتاريخ الإنشاء بطريقة حساب الجمل، كما يوجد أيضًا مساحة مربعة بداخلها دائرة بها كتابات لأسماء أصحاب الكهف أسفل طاقية العقد.
يتكون السبيل من غرفة التسبيل وهى مستطيلة الشكل لها ثلاث واجهات بكل منها شباك نحاسى يتقدمها ألواح رخامية من الخارج مخصصة لوضع كيزان الشرب لسقاية المارة، غُطيت جدران السبيل من الداخل بالبلاطات الخزفية (القاشاني)، والتي تنوعت زخارفها بين الزخارف النباتية العثمانية، ورسم للحرم المكي، بالإضافة إلى الزخارف الكتابية ومنها "كلما دخل عليها زكريا المحراب"، "يا مفتح الأبواب افتح لنا خير الباب" وغيرها من الكتابات، يعلو السبيل كُتّاب لتعليم أيتام المسلمين القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
سبيل عبد الرحمن كتخدا
قبة سبيل عبد الرحمن كتخدا
حجرة السبيل من الداخل
سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا
نموذج من زخارف المدخل الحجرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة