كشف تقييم استخباراتي أميركي جديد، عما وصفه بـ"طموحات الجيش الصيني"، فيما يتعلق بالهجوم الدقيق بعيد المدى، الذى يعتمد على تقنيات مبتكرة والذكاء الاصطناعي لشن ضربات صاروخية "لا يمكن اعتراضها".
وأوضحت قيادة التدريب والعقيدة G2 في الجيش الأمريكى، التي أعدت التقرير، أن الجيش الصيني يستشكف أنظمة الضربات الدقيقة الأطول مدى والتي يتم تمكينها من خلال بنية استطلاع ومراقبة وجمع معلومات قوية للعمل على تعزيز قدراتها، حسبما نقل موقع Warrior Maven.
وأضافت أن هذه هي مبادئ المفهوم العملياتي الأساسي للجيش الصيني المعروفة باسم الحرب الدقيقة متعددة المجالات MDPW.
وقدم التقرير الأمريكى، الذي يتضمن تحليلاً منشوراً للحروب الحالية والمتوقعة في المستقبل، نظرة على الاتجاهات والابتكارات التكنولوجية عن كثب لوصف بيئة الحرب العملياتية المتوقعة في السنوات العشر المقبلة.
وأشار التقرير إلى الاستراتيجية الصينية باعتبارها "حرب الدقة متعددة المجالات".
أكدت قيادة التدريب والعقيدة الأمريكية TRADOC G2، في بيان، أن استراتيجية الصين فيما يتعلق بـ"حرب الدقة متعددة المجالات"، هدفها الاستفادة من شبكة الاستخبارات التي تتضمن تقدماً في البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط الضعف الرئيسية في النظام التشغيلي الأمريكى بسرعة ومن ثم الجمع بين القوات المشتركة عبر المجالات لإطلاق ضربات دقيقة ضد تلك الثغرات الأمنية.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
ويبدو هذا الأمر بالغ الأهمية في عدد من النواحي المتعلقة بالهجمات بعيدة المدى، والذكاء الاصطناعي التشغيلي، والشبكات متعددة المجالات.
وأوضح موقع Warrior Maven، أن نظام الدفاع الجوي الصاروخي الصيني "الذكي" يبدو وكأنه محاولة مقلدة لتكرار جهود وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" التي تنفذها الآن لبرنامج القيادة والسيطرة المشتركة لجميع المجالات JADC2، ولكن بمفهوم أكثر عدوانية يتمثل في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لشن هجمات هجومية قاتلة باستخدام مقذوفات بعيدة المدى.
ويبدو أن الفارق الرئيسي بين JADC2 الأمريكى، وبرنامج MDPW الصيني، يتعلق بالأخلاقيات ودقة إصابة الهدف ومفاهيم التشغيل.
وتستخدم وزارة الدفاع الأمريكية، الذكاء الاصطناعي بالفعل لربط المعلومات الحرجة عبر المجالات لتحديد الأهداف، إلا أن ممارسة الهجوم المميت تتطلب قيادة وسيطرة بشرية.
ومن خلال تجربة مشروع التقارب، أظهر الجيش الأمريكى القدرة على تشغيل الذكاء الاصطناعي لتقصير فترة الهجوم من 20 دقيقة إلى بضع ثوان.
ويعتبر ما يميز النهج الأمريكى هو أنه، يعطي الأولوية للتفاعل بين الإنسان والآلة.
وأظهر نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي يسمى FireStorm القدرة على تلقي بيانات الاستشعار الواردة من مصادر أو مجموعات معلومات متباينة، وتنظيمها وتحليلها فيما يتعلق بصورة قتالية شاملة أو سيناريو للتوصية للمنفذ الأمثل لموقف هدف معين.
نهج صيني مختلف
ولا يبدو أن نظام MDPW التابع للجيش الصيني يعمل ضمن معايير مماثلة للمعايير الأمريكية.
وتعتمد الجهود السريعة التي يبذلها الجيش الصيني لمضاهاة أو نسخ أو تكرار شبكة البنتاجون الناشئة متعددة المجالات بشكل كبير، على الذكاء الاصطناعي لتوجيه ضربات هجومية قاتلة دون أن يتطلب الأمر تدخلاً بشرياً.
وتتضمن العديد من تقنيات الأسلحة الأمريكية الناشئة، قدرة المقذوفات على تعديل مسارها أثناء الطيران أو الاستجابة للمعلومات الجديدة عند وصولها.
ومثالا، يُظهر برنامج "القصف التعاوني" التابع للقوات الجوية الأمريكية، قدرة الأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على جمع البيانات ومعالجتها وربطها ببعضها البعض أثناء التحليق للتكيف مع معلومات الهدف المتغيرة.
وقد لا يكون من الواضح أو المعروف ما إذا كان الجيش الصيني يضاهي النهج الأمريكى أو يحاول تكراره، ومع ذلك يبدو من الواضح أن MDPW تسعى إلى ربط الذكاء الاصطناعي والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع عالية السرعة ومتعددة المجالات لإعادة توجيه أو تحسين دقة الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى.
ربط البيانات
أثبت برنامج JADC2 التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، قدرته على ربط البيانات المحللة ونقلها عبر المجالات باستخدام المعايير الفنية المشتركة والواجهات المتقدمة وما يسمى بتقنيات "البوابة" القادرة على تجميع البيانات وترجمتها من طبقات النقل غير المتوافقة.
وربما تصل بعض معلومات التهديد الحساسة للوقت من مجال واحد عبر نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وتحتاج إلى الجمع والتنظيم والتحليل فيما يتعلق بمعلومات أخرى تصل من مجال آخر عبر تردد RF أو رابط بيانات.
وفي حال حدثت هذه العمليات بسرعة كافية وبكفاءة ودقة، فيمكن دمج بيانات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والتوجيه الدقيق في الضربة الدقيقة بعيدة المدى، على وجه التحديد كما هو موضح في تقرير G2.
وقد لا يعكس نهج الجيش الصيني أداء أو تطور JADC2 الأمريكى، ويبدو أنه يفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.