حذر محمد مغربى، خبير الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعي، من مخاطر اتخاذ روبوتات الدردشة مثل تطبيق ChatGPT وغيره من التطبيقات على هذه الشاكلة، كصديق مقرب نشاركه كافة التفاصيل الشخصية، لافتًا إلى أن هذه التطبيقات قائمة على نقل معلومات الأشخاص لتتحول إلى صورة أقرب إلى البشر، فيتطور النموذج من خلال تعامله مع ملايين المستخدمين، كما هو الحال فى التطبيقات الأخرى التى تستخدم المعلومات الشخصية والكلمات المستخدمة فى محرك البحث للأغراض التسويقية وعرض المنتجات بما يناسب أذواق وميول الأشخاص.
ولفت " مغربي"، إلى أن الحديث أن هذه التطبيقات تخترق بياناتنا فهو بالفعل، نحن مخترقين من قبل ظهور هذه الروبوتات بنسبة 100%، لذلك ChatGPT ليس إضافة على ما كنا عليه، فالبيانات الشخصية لمستخدمى الهواتف الذكية متاحة لأغلب التطبيقات، ولكن تطبيق ChatGPT لا يبيع البيانات الشخصية إلى هذه اللحظة كغيره من التطبيقات، فيكتفى بالتعلم والتطور من خلال جمع البيانات الشخصية للمستخدمين، فاهتمامات الأشخاص ليست مهمة بالنسبة له إلى الآن.
وأكَّد الخبير بالأمن السيبرانى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن نجاح الذكاء الاصطناعى يعتمد على بناء قواعد بيانات من معلومات المستخدمين، وكذلك الأمر بالنسبة لتطبيق ChatGPT، فهو يجمع البيانات كغيره من التطبيقات، ويطلب الموافقة على شروط الاستخدام من خلال "صفحة الخصوصية" التى يتجأهلها أغلب الناس، ويوافقون عليها دون قراءتها، ولو كلفوا أنفسهم وقرؤوا ما فيها ما سياسات لوجدوا العجائب من انتهاك للخصوصية يتمثل فى جمع بيانات واستخدامها بدون علم المستخدم لأغراض التسويق، وغيرها من الحقوق المكتسبة للتطبيق بموافقة المستخدم.
وعن المخاطر الإضافية -على المدى البعيد- التى قد تجعل تطبيق ChatGPT أخطر من التطبيقات ومحركات البحث التقليدية، أشار "خبير الأمن السيبراني" إلى أن التطبيقات التقليدية أصبحت تستخدم الذكاء الاصطناعى وإن لم يذكروا ذلك صراحة، فكلمة ذكاء اصطناعى أصحبت الآن جزءًا لا يتجزأ من الحياة، فالتطبيقات تجمع بيانات المستخدمين، فيصبح لكل شخص ملف خاص، والمحادثة مع ChatGPT تنقل نمط حياة مستخدميه تدريجيًا إلى أن يصبح لديه صورة كاملة عنهم من خلال كلمات البحث التى يستخدمونها وتعكس اهتماماتهم، فيُكَوِّن تقريرًا شاملًا عنهم وسجل خاص لكل مستخدم.
وأضاف أن المستخدمين باتوا ككتاب مفتوح لتطبيقات الذكاء الاصطناعى، ومَن يريد الحفاظ على خصوصيته، فعليه التوقف عن استخدام الهواتف الذكية، والعودة إلى الهواتف التقليدية، فمَنْ قرر دخول عالم التكنولوجيا الحديثة لابد أن يقبل قواعده، فهذا العالم ليس لنا سيطرة عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة