نشر الحساب الرسمي للجنة الأولمبية الدولية تقريراً مطولاً عن سر تفوق الاسكواش المصري، منذ ظهور أحمد برادة نجم الاسكواش المعتزل في بطولة الأهرام خلال تسعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى البطلة المصرية نور الشربيني المصنفة الأولى على العالم للسيدات.
يأتي تقرير الأولمبية الدولية بالتزامن مع دخول الاسكواش دورة الألعاب الأولمبية المقبلة لوس أنجلوس 2028، في أول ظهور للعبة الملعب الزجاجي بالأولمبياد.
وجاء تقرير الأولمبية الدولية كالتالي:
الاولمبية الدولية
تعتبر هيمنة مصر على رياضة الاسكواش بمثابة فئة خاصة بها، إن نظرة حديثة على التصنيف العالمي توضح هذه النقطة تمامًا مع وجود خمسة لاعبين وخمس لاعبات ضمن العشرة الأوائل حاليًا من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
منذ عام 2003، فاز لاعب مصري ببطولة العالم للرجال 14 مرة، وكان المصنف الأول عالميا حاليا علي فرج مسؤولا عن أربعة من هذه التيجان، كان أداء السيدات المصريات أكثر إثارة للإعجاب. فعلى الرغم من أن اللعبة لم تبدأ في الانتشار إلا منذ مطلع القرن العشرين، إلا أن الألقاب التسعة الأخيرة كانت من نصيب مواطناتهن رنيم الوليلي ، والفائزة سبع مرات نور الشربيني، والبطلة الحالية نوران جوهر.
ويتجلى هذا التفوق بشكل متساوٍ في بطولة العالم للفرق التي تقام كل عامين، حيث فازت مصر بالألقاب الثلاثة الأخيرة في فئتي الرجال والسيدات، لسوء الحظ بالنسبة لمنافسيهم، فإن هذه السلالة الرياضية لا تظهر أي علامة على التباطؤ في أي وقت قريب، في بطولة بريطانيا المفتوحة للناشئين لهذا العام - واحدة من أكثر البطولات المرموقة في العالم على مستوى الكبار - فاز مصريون بكل الفئات العمرية من الذكور والإناث من تحت 11 إلى تحت 19 عامًا.
تم إدخال لعبة الاسكواش إلى مصر لأول مرة بواسطة الجنود البريطانيين في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، حيث تم بناء أول ملاعب للعبة في القاهرة، كان الدبلوماسي المصري عمرو بك أول من حمل مضرب الاسكواش عندما سافر إلى إنجلترا عام 1928.
وفي عام 1933 أصبح أول لاعب غير إنجليزي يفوز ببطولة بريطانيا المفتوحة، والتي كانت بمثابة بطولة العالم في هذه الرياضة. واستمر في الفوز بستة ألقاب في المجموع، مما جعله "أول لاعب اسكواش مهيمن حقًا في التاريخ"، وفقًا لرابطة الاسكواش الاحترافية ، وحمل عباءته الفائزون بالبطولة أربع مرات محمود الكريم وأبو طالب وإبراهيم أمين، الذين ضمنوا لمصر مكانة على قمة بطولة الاسكواش على مدى العقود القليلة التالية.
وأدى هذا النجاح المستمر إلى ازدهار شعبية هذه الرياضة في الداخل، واستثمارات حكومية ضخمة في مرافق الاسكواش في جميع أنحاء البلاد، مما جعل الرياضة في متناول جميع المصريين، فيما يلي، نلقي نظرة عن كثب على تاريخ مصر في رياضة الاسكواش، ولاعبيها الأكثر شهرة، والأسباب الرئيسية وراء عقود من الهيمنة بينما تستعد الرياضة لأول ظهور أولمبي في لوس أنجلوس 2028.
ثم جاء عهد أحمد برادة ، الذي كان أول من وضع عالم الاسكواش في حالة تأهب عندما وصل إلى نهائي بطولة الأهرام الدولية الأولى في عام 1996 كلاعب ببطاقة دعوة ضد اللاعب العظيم جانشير خان.
وعلى خلفية أهرامات الجيزة، يُنسب إلى عروض برادة إلهام جيل من المواهب المحلية التي امتلكت الساحة الدولية.
منذ عام 2000 فصاعدا، دخلت مصر وإنجلترا في معركة من أجل التفوق، حيث فاز عمرو شبانة ورامي عاشور بالعديد من ألقاب العالم.
بعد عدة سنوات من احتلاله المركز الثاني، نجح محمد الشوربجي أخيرًا في الفوز باللقب العالمي في عام 2017 قبل أن يقرر التحول إلى المنتخب الإنجليزي في عام 2022.
والآن، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، لا يزال قوة في هذه الرياضة، ويتنافس مع أحدث النجوم المصريين بما في ذلك فرج، وبطل العالم 2016 كريم عبد الجواد ، والرجل الذي يُروج له باعتباره اللاعب العظيم القادم في مصر مططفى عسل.
وفي منافسات السيدات، تسيطر الشربيني وجوهر وهانيا الحمامي على المراكز الثلاثة الأولى في التصنيف.
كما ترقبوا أحدث المعجزات أمينة عرفي، هذا الشهر، هزمت الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا الحمامي لتفوز ببطولة سنغافورة المفتوحة لعام 2024 وتصبح أصغر لاعبة تفوز ببطولة PSA Tour على المستوى الذهبي، متجاوزة الرقم القياسي السابق للشربيني في سن 18 عامًا.
هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء تألق مصر في رياضة الاسكواش:
إنها تبدأ بمجموعة كبيرة من المبادرات الشعبية والبطولات الصغيرة التي تعرض اللاعبين لبيئات تنافسية ومنافسة عالية المستوى منذ سن مبكرة، تشكل هذه الفرص المبكرة الرائعة الأساس للميزة القادمة لمصر في تمركزها السكاني القوي .
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ، تضم رياضة الاسكواش المفضلة لدى المصريين 400 ملعب وأقل من 10 آلاف لاعب، وللمقارنة، يوجد ما يقرب من 1.7 مليون لاعب في 3500 ملعب في الولايات المتحدة، بينما يوجد في إنجلترا حوالي 200 ألف لاعب.
ولكن كل لاعبي مصر الكبار يتمركزون في نحو عشرة أندية في القاهرة والإسكندرية. وهذا من شأنه أن يوفر طريقاً جاهزاً إلى القمة للمواهب الشابة التي تحظى بفرصة اللعب ضد أبطالها ومدربيها ذوي المهارات العالية والتعلم منهم كل يوم. وبعبارة بسيطة، فإن هؤلاء اللاعبين قريبون من العظمة.
وللاستفادة من هذا التألق، انتقلت لاعبة الاسكواش الأمريكية سابرينا صبحي إلى القاهرة، وكانت هذه الخطوة مثيرة للسخرية من جانب صبحي، لأن العديد من الآباء المصريين يشجعون أطفالهم الموهوبين رياضياً على ممارسة رياضة الإسكواش، مع العلم أنها قد تكون بمثابة تذكرتهم إلى إحدى الكليات الأمريكية المرموقة التي تقدم برنامجاً ممولاً بشكل جيد للإسكواش.
الميزة الثالثة المحتملة التي يتمتع بها اللاعبون المصريون في العصر الحديث هي أسلوب لاعبيهم الفريد والمبتكر ، والذي يزعم البعض أنه يجعل اللعبة أكثر إثارة للاهتمام.
في الأيام الخوالي، كان يتم تشجيع اللاعبين على المشاركة في مبادلات أطول وانتظار الفرصة المثالية لتنفيذ التسديدة النهائية. لكن الجيل الجديد من نجوم مصر يلعبون بأسلوب عدواني أقل تنظيماً يتضمن محاولة خداع الخصم بتسديدات غير متوقعة وضربات معصم خادعة.
العصر الذهبي لمصر في رياضة الاسكواش يجعل الظهور الأولمبي الوشيك لهذه الرياضة في لوس أنجلوس عام 2028 احتمالًا أكثر إثارة، حتى الآن، جاءت أغلبية الميداليات الذهبية الأولمبية التسع التي حصلت عليها البلاد في رفع الأثقال .
ويمكن أن يؤدي إدراج رياضة الاسكواش إلى زيادة هذا العدد بسرعة، مما يعني أن هذه الألعاب لديها القدرة على جذب قلوب وعقول أكثر من 115 مليون شخص يدعمون رياضييهم في منازلهم، وربما تكون العقبة الأكبر التي يتعين على نجوم مصر التغلب عليها هي الانضمام للمنتخب.
وإذا تمكن فرج (32) والشربيني (29) من إدارة أعباء العمل لديهما، فسوف يتنافسان مع جوهر (27)، والحمامي (24)، وعسل (23)، وأورفي (17)، الذين من المرجح أن يكونوا في قمة عطائهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة