تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر الضليل امرؤ القيس بن حجر، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر عام 540 م، هو شاعر عربى ذو مكانة رفيعة، برز في فترة الجاهلية، ويعد رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم فى التاريخ، اختلفت المصادر فى تسميته، فورد باسم جندح وحندج ومليكة وعدى، وهو من قبيلة كندة، يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: المَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وكُني بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث، وهناك الكثير من الأعمال الأدبية التي تحدثت عن الشاعر الكبير.
حسب ما جاء في كتاب امرؤ القيس من تأليف محمد سليم الجندي: ليس في شعراء الجاهلية من يوازي امرأ القيس أو يتقدمه في الإجادة في كل فن من فنون الشعر التي نَظَمَ فيها.
وأنا على مثل اليقين أن كثيرًا من مقلدات شعره ذهب بين سمع الأرض وبصرها، واشتبه على الرواة فنحلوه غيره، ولو جاءنا شعره وافرًا لرأينا فيه أدبًا جمًّا، وخيالًا رائعًا، وأسلوبًا ساحرًا.
وما وصل إلينا منه، على قلته، يكفي لأن يجعل امرأ القيس إمام الشعراء المتقدمين والمتأخرين؛ فإن المستقرئ لكلامه يجد فيه من عيون الشعر ما لم يتقدمه فيه سابق، ولم يشقَّ غباره فيه لاحق.
إلا أن متانة شعره، وقوة أسره، واشتماله على كثير من الكلمات الغريبة بالنسبة للمتأخرين؛ حالت بينهم وبين الاطلاع على براعته وثمرات قريحته.
وفي شعره أبيات رائعة لم يستطع الشعراء إلى هذا اليوم أن يأتوا بمثلها في جمال الأسلوب، وجلاء المعنى، وسلامة القصد.
من ذلك قوله يصف امرأة بطيب الرائحة:
ألمْ تَرَ أنِّي كلَّما جئتُ طارقًا وجدتُ بها طِيبًا وإن لم تطيَّبِ؟!
وقوله يصف امرأة بطراوة الجسم ونعومته:
من القاصراتِ الطرف لو دبَّ محولٌ مِنَ الذَّرِّ فوق الإتْب منها لأثَّرَا!
وقوله يصف فرسه بشدة الجري:
على هيكل يعطيك قبل سؤاله أفانينَ جريٍ غير كزٍّ ولا وان
وقوله أيضًا يصفه بالمطاوعة والسرعة:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مقبلٍ مُدبرٍ معًا كجلمود صخر حطَّه السيل من علِ
وقوله يصف أرضًا أصابها الغيث فأنبتت أزهارًا مختلفة الألوان:
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه نزول اليماني ذي العياب المحمل
وله في باب الوصف والتشبيه والكناية والغزل والحكمة والفخر وغيرها أبيات لا تزال مثلًا أعلى في جودتها ولن تزال.