** "الجولاني": مؤسسات الدولة السورية ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسلم رسمياً
أعلنت الفصائل المسلحة التي تقودها ما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام"، الأحد، سيطرتها على العاصمة دمشق دون أي مقاومة تذكر، مؤكدة سيطرتها على المدينة التي وصفتها بأنها "تحررت" و"سقوط بشار الأسد".
وصرح مسؤولان كبيران في الجيش السوري لوكالة رويترز للأنباء أن الرئيس السوري، بشار الأسد، غادر العاصمة دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة صباح الأحد.
وقالت الفصائل المسلحة إن الأسد غادر العاصمة دمشق، داعية المهجرين في الخارج للعودة إلى "سوريا الحرة" بعد إعلانها دمشق "حرة".، ونشرت الفصائل المسلحة بيان مقتضب جاء فيه: نعلن مدينة دمشق حرة بدون بشار الأسد.
وأضافت أنه "بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
وفي سياق متصل، حظرت الفصائل المسلحة الاقتراب من المؤسسات الحكومية التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السوري السابق، محمد الجلالي.
وكان رئيس الوزراء السوري السابق قال في كلمة مصورة إنه سيبقى في منزله وسيواصل دعم جهود تصريف شؤون سوريا، داعيا إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة التي وصفها بأنها "ملك للجميع".
وأعلن رئيس وزراء سوريا السابق في الكلمة التي بثها عبر حسابه على موقع فيسبوك إن "هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية، دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم، ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري. ونحن مستعدون للتعاون معها بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة".
من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري سوري مطلع بأن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط رسميا بسقوط النظام الحاكم بقيادة الرئيس الأسد، في إشارة إلى التطورات الدراماتيكية التي تشهدها البلاد.
إلى ذلك، أكد التلفزيون الإيراني، الأحد، اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق، وذلك عقب إعلان الفصائل المسلحة سيطرتها على العاصمة السورية ومغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للبلاد.
وقال إن "السفارة الإيرانية في العاصمة السورية اقتحمت بعد سيطرة مسلحين على دمشق".
وفي السياق ذاته، أخلى العراق سفارته في سوريا ونقل موظفيها إلى لبنان، بعد ساعات سيطرة الفصائل على دمشق.
وفي وقت سابق، الأحد، أصدر قائد ما تعرف بـ "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، بياناً، طالب فيه عناصره في مدينة دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة.
وقال الشرع في البيان: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعاً باتاً الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
فيما بثّ التلفزيون الرسمي السوري، صباح الأحد، إعلاناً ظهر فيه 9 أفراد، ألقى أحدهم ما قال إنه البيان الرقم 1 مما تسمى بـ "غرفة عمليات فتح دمشق".
وأعلنت ما تعرف بـ "غرفة عمليات فتح دمشق" في البيان: "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد، وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين في السجون"، فيما دعت الجميع إلى الحفاظ على جميع ممتلكات "الدولة السورية الحرة".
على جانب آخر، أطلقت فصائل سورية مسلحة عملية عسكرية قالت إنها تهدف للسيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمال الشرقي.
وذكرت هذه الفصائل التي شكلت غرفة عمليات أطلقت عليها "فجر الحرية"، أن عناصرها "بدأت التقدم باتجاه المدينة بهدف السيطرة عليها، وإخراج قوات سوريا الديمقراطية منها".
اندلعت مواجهات بين الفصائل السورية المسلحة والقوات الكردية في أرياف منبج والباب، وصولاً إلى مسكنة بريف حلب، مع استخدام قذائف الهاون والمدافع والطائرات المسيرة، بهدف الضغط على قوات "قسد" عسكرياً.
وتهدف الفصائل السورية المسلحة إلى إبعاد قوات "قسد" عن غرب نهر الفرات باتجاه شرق الفرات.
وأكد مراقبون أن الفصائل المسلحة تهدف لفرض سيطرتها على امتداد الشريط الحدودي الشمالي مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة، وبعمق يصل إلى 30 كيلومتراً.
بدوره، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسن في بيان نشر، الأحد، على رغبة واضحة عبّر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية تكون محكمة وشاملة.
وحثّ الدبلوماسي جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء مجتمعهم، مضيفا أنه مستعد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقر وشامل.
ودعا المبعوث الأممي كافة المواطنين السوريين بأن يوحدوا صفوفهم ووضع الأساس لسوريا المستقبل، مشددا على ضرورة البدء في وضع ترتيبات المرحلة الانتقالية في سوريا، مؤكدا أن الأوضاع في سوريا ليست مرتبطة فقط بإيران وتركيا وروسيا بل أيضا بدول عربية عدة، مضيفا: الوقت الحالي مناسب لتأسيس عملية انتقالية سلسة وناجحة في سوريا.
يذكر أن الفصائل المسلحة قد سيطرت، الخميس، على مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، الواقعة في وسط البلاد، بعد أيام من سيطرتها على حلب وإدلب في إطار هجوم مباغت، وكذلك سيطرت، أمس الجمعة، على ريف حمص الشمالي بشكل كامل.
وأطلقت ما تعرف بـ "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها هجومها في 27 نوفمبر الماضي، انطلاقاً من معقلها في إدلب شمال غربي البلاد، وذلك بعد دعمها بأحدث الأسلحة المتطورة وحديثة ساعدتها كثيرا في حسم معارك ميدانية على الأرض بشكل سريع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة