لم تمر سوى ساعات معدودة، على سقوط النظام السوري، ورحيل بشار الأسد، حتى ظهرت الفوضى في أبهى صورها في شوارع العاصمة دمشق، جراء انعدام الحالة الأمنية، إثر سيطرة ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام" لمقاليد الأمور في البلاد، مما أسفر عن خروج الأمور عن السيطرة، وهو ما بدا في سلسلة من الانتهاكات التي طالت تراوحت بين الممتلكات العامة والخاصة، مرورا بالمنشآت الدبلوماسية، دون رادع
اقتحام المنشآت الدبلوماسية
فبعد الإعلان عن رحيل الأسد مباشرة، تم اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق، في مشهد ينم عن انتهاك صريح لأبسط القواعد الدبلوماسية، والتي تحظى بحماية القانون الدولي، بينما يعكس بجلاء غلبة النزعة الانتقامية في المشهد السوري الجديد، وهو ما يهدد بمزيد من العنف وعدم الاستقرار في المرحلة المقبلة.
الأمر لا يقتصر على السفارة الإيرانية، وإنما امتد كذلك إلى مقر إقامة السفير الإيطالي، والذي اقتحمته عناصر من الجماعات المسلحة، تحت ذريعة البحث عن قوات موالية لنظام الأسد.
وفي هذا الإطار، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن مجموعة مسلحة دخلت مقر إقامة السفير الإيطالي في دمشق، مؤكدا أنه لم يتم المساس بالسفير أو طاقم السفارة.
وقال تاياني - خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد "إن الجميع آمنون والوضع تحت السيطرة تماما، وتم نقل السفير وأفراد طاقمه الأمني إلى مكان آمن".
وأضاف: أن مجموعة مسلحة دخلت صباح اليوم إلى حديقة مقر إقامة السفير بحثا عن قوات موالية لنظام بشار الأسد، داعيا إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا.
استباحة أموال البنوك ونهب القصر الرئاسة
المشهد الآخر، والذي لا يبدو مبشرا حول الأوضاع في سوريا، يتجلى في اقتحامات شهدتها البنوك السورية، بهدف السرقة، في ظل حالة من الغياب الأمني، وهو ما التقطته الكاميرات في العاصمة ومناطق أخرى.
سرقة سيارات المواطنين وممتلكاتهم في دمشق
— سلام الدراجي (@000urhd) December 8, 2024
قلناها ونعيدها
فرحتم ورقصتم
انتظروا القادم المجهول #بشار_الأسد #بشّار #دمشق #دمشق_الآن #دمشق_تتحرر #سجن_صيدنايا #ايران #سوريا #تحرير_الشام #سوريا_حرة pic.twitter.com/SRrN8qToB4
فمن جانبه، قال حاكم مصرف سوريا المركزي إن المصرف تعرض لحوادث سرقة صباح اليوم والجماعات المسلحة استطاعت إعادة قسما من المسروقات.
كما أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على السوشيال ميديا، أن القصر الرئاسي الواقع في حي المالكي في العاصمة السورية دمشق خالي من أي عناصر مسلحة، وكل من كانوا يتجولون داخل القصر مدنيون فقط، البعض منهم لالتقاط الصور، والآخر للسرقة.
السلاح للبيع في العاصمة
بينما طلت الفوضى بأقبح صورها في سوريا بعد المستجدات الأخيرة، إلى الحد الذي تشهد فيه الشوارع في العاصمة دمشق بيع السلاح بشكل علني دون أية عوائق، وذلك بالتزامن مع أعمال السرقة والنهب التي طالت البنوك والمنازل، في انتهاك صريح للممتلكات العامة والخاصة، وهو ما يحمل في طياته خطورة بالغة، في ضوء احتمالات اندلاع المزيد من العنف في المرحلة المقبلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة