يتوقع الكثيرون أن تجذب بطولة كأس العالم للأندية ، بنظامها الجديد، أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة، حتى إن البعض بدأ يلمح إلى أنها قد تهدد مستقبل بطولة كأس العالم للمنتخبات التى تقام كل أربع سنوات، على اعتبار أنها ستخطف الأضواء سريعاً من حيث نسب المشاهدة والمتابعة، نظراً لمشاركة كبار الأندية العالمية التى تملك كوكبة من أفضل نجوم الساحرة المستديرة، ولعل هذا الأمر الذى جعل السويسرى جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى «فيفا» يتمسك بها، لعلمه أن هناك مكاسب عديدة ستأتى فى القريب العاجل.
نظام كأس العالم للأندية الجديد
النظام الجديد فى مونديال الأندية 2025 يشهد مشاركة 32 ناديا لأول مرة، بنفس الآلية التى تُنظم بها بطولات كأس العالم للمنتخبات، بعد أن كانت المشاركة سنويا تقتصر فقط فى السابق على 7 أندية، وهى أبطال القارات وفريق من البلد المستضيف للمسابقة.
قرعة كأس العالم للأندية 2025
ميسى يتحدى الأهلى .. وصدام عربى مرتقب
ستكون المباراة الافتتاحية بين الأهلى وإنتر ميامى، الذى يلعب بين صفوفه الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسى فجر يوم 15 يونيو 2025، على ملعب هارد روك والذى يتسع لـ64 ألف مشجع، على رأس المواجهات المنتظرة، لكونها تجمع بين المارد الأحمر صاحب التاريخ الكبير فى أفريقيا، وسط رغبة وآمال جماهيره بالفوز على «البرغوث» ورفاقه لويس سواريز نجم برشلونة ومنتخب أوروجواى السابق، وسيرجى بوسكيتس وجوردى ألبا نجمى الفريق الكتالونى السابقين، وتعزيز حظوظه مبكرا فى مشوار التأهل إلى الدور التالى، من المجموعة الأولى التى يوجد فيها أيضا بالميراس البرازيلى وبورتو البرتغالى.
لهذا الأمر، خرجت جماهير الأهلى على ساحات السوشيال ميديا، بعد القرعة مباشرة، تنادى إدارة النادى بحتمية، العمل على الدعم الكبير بصفقات سوبر فى الانتقالات المقبلة، وهو ما يتماشى بطبيعة الحال مع رغبة السويسرى مارسيل كولر مدرب الفريق الأحمر، الذى يسعى لدعم الهجوم بلاعبين جدد مع الفلسطينى وسام أبوعلى، فضلا عن أجنحة قوية يمينا ويسارا، وظهر فى الصورة اسم محمود حسن «تريزيجيه» نجم منتخب مصر الذى يلعب حاليا مع الريان القطرى.
فى حين أن الوداد المغربى والعين الإماراتى وقعا معا فى مجموعة الموت مع مانشستر سيتى الإنجليزى، «حامل» لقب آخر نسخة، ويوفنتوس الإيطالى، ما جعلها تحت تسليط الضوء، خلال مرحلة المجموعات فى البطولة العالمية، حيث إن تلك المجموعة تملك العديد من النجوم أيضا، على رأسهم الدبابة النرويجية هالاند.
تسليط أضواء الصحف العالمية على مواجهة الأهلي وإنتر ميامي والمواجهات الأخري القوية المنتظر بين كبار القارة العجوز ،من الأمور التي تؤكد أن مونديال الأندية المقبل، سيكون بداية فعلية لتغير خريطة الكرة في العالم.
ميسى
محمد صلاح ورونالدو أبرز المطلوبين فى مونديال الأندية
العديد من الصحف الإنجليزية، تؤكد بشكل شبه يومى أن صلاح يملك عروضا مغرية من الهلال السعودى الباحث عن دعم صفوفه هو الآخر بصفقات عالمية جديدة قبل المشاركة فى المونديال.
لكن الأقرب للواقع فى قصة محمد صلاح مع ليفربول حتى الآن وفقًا لآخر تقارير واردة من الصحف الإنجليزية، إنه أقرب إلى التجديد، بعدما تقدم مسؤولي الريدز بأول عرض للنجم المصري، إذ أكدت شبكة "ذا أثلتيك" أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت من الطرفين للتوصل إلى الاتفاق الكامل بشأن تجديد التعاقد قريبًا.
محمد صلاح
كما أن البرتغالى كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودى، بات هو الآخر واحدا من ضمن الأسماء التى ينادى بها بعض عشاق الهلال، بضرورة ضمه إلى كتيبة الموج الأزرق للمشاركة فى المونديال، إلا أن ستيف كالزادا المدير التنفيذى للزعيم، علق فى تصريحات نقلتها صحيفة «الشرق الأوسط»: «هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن اللاعبين الجدد.. وبالنسبة لرونالدو يبدو الأمر وكأنه خيال علمى، ومن الصعب التعليق على ذلك».
لم يتوقف استهداف كريستيانو رونالدو عند محطة الهلال فقط، بل خرجت بعض جماهير الأهلي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطلب ضم الأسطورة البرتغالية على سبيل الإعارة الاستثنائية لقيادة الكتيبة الحمراء ضد ليونيل ميسي فى مونديال الأندية، وظهر العديد من الصور "الكوميكس"، لهداف النصر السعودي مرتديًا القميص الأحمر، وكأن الجماهير تمني نفسه بتحقيق هذا الحلم.
كريستيانو رونالدو
صراع النجوم والمليارات والصفقات .. نيمار ومبابي وجها لوجه
عموما، فإن الهلال يملك حاليا كوكبة من النجوم العالميين على رأسهم البرازيلى نيمار، بالإضافة إلى الهداف الصربى ألكسندر ميتروفيتش والحارس المغربى ياسين بونو والنجم السعودى سالم الدوسرى والمدافع السنغالى كاليدو كوليبالى، إلا أن مسؤولى «الزعيم»، يسعون إلى التدعيمات، بعد وقوعه أمام ريال مدريد ضمن منافسات المجموعة الثامنة، فى واحدة من أبرز المباريات المرتقبة فى مونديال الأندية، لكونها ستكون تحت أضواء وسائل الإعلام العالمية هى الأخرى.
على الجانب الآخر، فإن ريال مدريد اسم غنى عن التعريف، لكونه أحد أفضل أندية فى العالم والأكثر تتويجا بالبطولات على مدار التاريخ، سواء على مستوى القارة العجوز أو فى مونديال الأندية أيضا، التى حصد لقبها 5 مرات سابقة.
يضم العملاق الإسبانى بقيادة مدربه الإيطالى المخضرم أنشيلوتى، مجموعة من أفضل اللاعبين بالعالم، يتصدرهم الثلاثى الفرنسى كيليان مبابى والبرازيلى فينيسيوس جونيور والإنجليزى جود بيلينجهام.
كما ستكون مباراة الهلال وريال مدريد، وفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة «الجارديان» الإنجليزية، بمثابة تحد خاص بين نيمار ومبابى اللذين لعبا معا فى باريس سان جيرمان لستة مواسم، منذ عام 2017 حتى رحيل اللاعب البرازيلى إلى الهلال عام 2023، قبل أن ينتقل النجم الفرنسى إلى الفريق الملكى فى الانتقالات الصيفية الماضية.
نيمار ومبابي وميسي
جوائز إنفانتينو الضخمة تنتصر
ردود الفعل والفرحة التى سيطرت على حفل قرعة مونديال الأندية المقبل، مع التوسعات الأخيرة فى نظام البطولة، والتى اعتمدها الاتحاد الدولى لكرة القدم، اعتبارا من نسخة 2025 المقرر إقامتها فى الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن هناك استراتيجية يسعى رئيس دولة الـ«فيفا» إلى تطبيقها الفترة المقبلة، بهدف تغيير خارطة طريق بطولات الكرة حول العالم، خصوصا فى ظل ما نراه أيضا من الأنباء المتناثرة حول قيمة مليارات الدولارات فى الجوائز المادية الضخمة التى ستحصل عليها الفرق المشاركة بالبطولة.
ما يثبت تلك النظرية، هو إصرار إنفانتينو على إقامة كأس العالم للأندية بنظامه الجديد فى موعده، رغم وجود اعتراضات عديدة من رابطة الدوريات العالمية، التى يرأسها ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذى لرابطة الدورى الإنجليزى، وكذلك اعتراض العديد من الأندية على رأسها ريال مدريد ومانشستر سيتى، لكون أن البطولة ستقام فى الفترة من 14 يونيو حتى 13 يوليو من العالم المقبل، أى أنها ستكون عقب نهاية الموسم الحالى مباشرة ولن يحصل اللاعبون على راحة كافية، لأن الموسم بذلك سيكون لمدة 11 شهرا متواصلا.
رئيس فيفا والبرازيلي رونالدو خلال القرعة
لكن رغم الاعتراضات، الأندية وافقت فى النهاية على المشاركة بمونديال الأندية 2025، البطولة التى يبدو أنها ستحتل مكانة كبيرة ومتابعة أكثر عن ذى قبل، بعد أن مرت بمنحنيات وتحديات عبر تاريخها منذ ظهورها قبل عشرين عاما وظلت تواجه اتهامات بأنها بطولة أشبه بـ«الودية» وغير عادلة بين الفرق المشاركة خصوصا أن بطل أوروبا يحضر دائما لحصد اللقب على «طبق من ذهب»، كما يقال، لأنه يشارك من نصف النهائى فقط.
كل المعطيات السابقة، تشير فعليا إلى أن خريطة بطولات كرة القدم يبدو أنها أوشكت على التغيير خلال المرحلة المقبلة.
كأس العالم للأندية 2025
