ـ الخبراء الأجانب أعادوا التحكيم المصري 10 سنوات إلى الخلف
ـ مباراة تونس والمغرب الأهم في مسيرتي
ـ رفضت أن يكون أحد أبنائي حكماً.. وعائلتي كلها أهلاوية
ـ أتمنى تعديل قانون التسلل والفار أثر على ندرة مواهب الحكام
ـ اللي ييجي على الأهلي والزمالك يبقى غبي
من بني سويف بدأ رحلته مع عالم الساحرة المستديرة، لاعباً ثم حكماً، ليصبح واحداً من أهم وأشهر الحكام المصريين الذين بزغ اسمهم وتقلدوا مناصب كبيرة في الاتحادات القارية والدولية عقب الاعتزال، الحكم الدولي السابق عصام عبد الفتاح، فتح قلبه لليوم السابع، للحديث عن كل الملفات التي تخص التحكيم المصري ورؤيته لخريطة عمل اللجنة المقبلة في الاتحاد الجديد، وكثير من الأمور في الحوار التالي:
ـ بدأت لاعباً ثم تحولت للتحكيم.. كيف كان كذلك؟
بدأت مسيرتي لاعباً في نادي بني سويف، ثم التحقت بأسوان والألومنيوم وجمهورية شبين، وتنقلت بين عدة أندية بحكم عملي كضابط، دخلت مجال التحكيم بفضل الراحل محسن لطفي، كان رئيس لجنة الحكام ببني سويف، وأدخلني مجال التحكيم رغم كرهي لمجال التحكيم، لأنه كان في مقام والدي وكان له تأثير كبير علي وكان له الفضل في دخولي مجال التحكيم.
بعدما قررت اعتزال الكرة تفرغت للتحكيم، كان هدفي أكون مدرب ولكن وجدت أن المدرب إذا لم يكن في الأهلي أو الزمالك سيكون الأمر شاق جداً والنجاح صعب، ووجدت أن مجال التحكيم أسهل، بدأت أهتم بالتحكيم وأحببت المجال وسارت الأمور بشكل جيد.
ـ أين عصام عبد الفتاح الآن؟ ولماذا ابتعدت عن التحكيم المصري؟
التحكيم المصري له فضل كبير علي، أعطاني الشهرة والمال والإسم، وكان له الفضل في نجاحي دورتين باتحاد الكرة بنجاح ساحق، وكان من المستحيل أن ينجح حكم في اتحاد الكرة، وكان لي دور تجاه التحكيم المصري لـ 6 سنوات ونصف، أفتخر بهم وأديت دوري وأصبت وأخطأت ونقلت أمور كثيرة حديثة وتطوير للتحكيم المصري، وبعدت عن المشهد لأن الجو العام أصبح أسوأ ما يكون، وقلت أنني لن أعود مجدداً لمجال التحكيم المصري لأنني أرى المشهد، وكيف يعامل التحكيم وكيف تدار كرة القدم، وأن هذه الأجواء لا تساعد على النجاح، خاصة مع الاستعانة بخبراء أجانب وهم ليسوا خبراء على الإطلاق، أعادونا 10 سنوات إلى الخلف ودمروا التحكيم المصري، رغم أن الاتحاد طلب مني الاستمرار رئيساً للجنة الحكام مع وجود كلاتنبرج، ولكني رفضت لأنه ليس خبيراً لأنني كنت أعلم أنه لو نجح سنسب النجاح إليه وإذا فشل وكنت أعلم أنه سيفشل سينسب الفشل إلى عصام عبد الفتاح، لذلك رفضت تماماً الاستمرار.
ـ ما هي كواليس رحيلك عن الاتحاد؟
أعلنت رحيلي في يونيو وتم الاستعانة بخبير أجنبي في شهر سبتمبر، وكلاتنبرج لم يكن حاضراً دولياً ولا أي شيء، وكلاتنبرج طلب الجلوس معي ولكنني رفضت بعكس ما تم الترويج له في الإعلام، بعدها كانت هناك حالة تحكيمية في مباراة الأهلي وفاركو وهذه الحالة كانت في عهدي، وفي أول اجتماع لـ كلاتنبرج مع الحكام ناقش تلك الحالة، ولكنه تلاعب في الخطوط بهدف أن يظهر أنني كنت مخطئاً، حتى الحكام في ذلك الاجتماع أكدوا له أنه تلاعب بالخطوط.
ـ ما رأيك في التحليل التليفزيوني لأداء الحكام بمختلف البرامج؟
عندما كنت رئيساً للجنة الحكام كان لي رأي في هذا الأمر لكن اتحاد الكرة رفض تنفيذه، بأن نقوم بعمل دورة لهؤلاء المحللين، على أن يتم استدعاء خبراء من الفيفا للتدريس لهم، وفي نهاية الدورة يتم عمل اختبار لاختيار الأفضل ويتم منحهم تصريح من اتحاد الكرة بأنهم محللين لأداء الحكام، لكن الوضع الآن نجد قنوات على اليوتيوب وقنوات على السوشيال ميديا وتحت "بير السلم" لتحليل أداء الحكام، وهذا من ضمن أسباب زيادة التعصب وإضعاف التحكيم.
ـ لماذا تطورت حدة الخلافات بين الحكام المصريين إلى برامج "التوك شو"؟
هذه تصرفات غير محترمة، أهم شيء من لجنة الحكام أن توجههم وتقوم بدور الضبط والربط، الانضباط هو أساس نجاح أي عمل، ويجب أن يطبق مبدأ الثواب والعقاب.
ـ ما رأيك في مستوى التحكيم المصري في السنوات الأخيرة؟
لا أريد ظلم اللجنة السابقة التي تم إقالتها بسبب التسريب، اتحاد الكرة قام بإقالة اللجنة ثم اعترف ببراءتها من تلك الواقعة، إذا لماذا تمت إقالتهم ووضعهم أمام الرأي العام بهذه الصورة وتشويههم وإخراجهم من الباب الخلفي، الحكام أصبحوا الحلقة الأضعف، يجب أن يتم تقنين تحليل الأداء التحكيمي.
ـ لماذا برأيك ارتفعت حدة الانتقادات من الأندية ضد الحكام وأصبحت هناك حالة من عدم الثقة؟
"كلنا بنضحك على بعض".. اتحاد الكرة استعان بخبير أجنبي دمر التحكيم في 6 أشهر ورحل وهناك أمور لا أستطيع أن أتحدث عنها، وبيريرا خلص على البقية الباقية من التحكيم، وعاد بنا 10 سنوات إلى الخلف، لكي يعود التحكيم من جديد يحتاج إلى سنتين على الأقل، والمسؤولين السابقين يتحملون هذه المسؤولية، الآن نحتاج لبناء التحكيم من أول وجديد، والبناء يحتاج إلى وقت ولجنة الحكام القادمة هي التي ستتحمل المسؤولية، ويجب محاسبة الذين جاءوا بالخبراء الأجانب، كان هدفهم فقط تحقيق مطالب الأندية الكبرى، الذين أصبح لهم تأثير كبير على التحكيم المصري ويفرضون رأيهم على لجنة الحكام.
ـ ما هي أصعب مباراة قدتها قبل اعتزالك؟
يوجد أكثر من مباراة، ولكن أصعب مباراة كانت بين الترجي والأفريقي التونسي لتحديد بطل الدوري في ملعب رادس بحضور جماهيري كبير، وكان كولينا حكم المباراة الأولى وأنا المباراة الثانية التي حددت البطل، كولينا بعد أول مباراة قال إن مباراته كانت من أصعب المباريات التي حكمها فى حياته، عندما بدأ اللقاء كنت أشعر كأن الملعب يهتز كلما اقتربت من جماهير الفريقين، وكان الترجي متفوقاً على الأفريقي فى تاريخ المواجهات لـ 9 سنوات، ولكن المباراة التي قدتها نجح الأفريقي في الفوز بالدقيقة 94 وحسم البطولة، وحكمت أهم مباراة في حياتي على نفس الملعب بين المغرب وتونس، لأن الفائز منها كان سيتأهل إلى كأس العالم وكانت الاختبار الأخير لي أن أشارك في كأس العالم أم لا، فى حضور 85 ألف مشجع ودخلنا الملعب فى ساعتين، وحالفني التوفيق بشكل كبير وكانت منعطفا كبيرا في مستقبلي.
ـ ما هي القرارات التي تراها واجبة لإصلاح منظومة التحكيم؟
الاتحاد القادم عليه مسؤولية كبيرة، هاني أبو ريدة قيمة كبيرة وفاهم ملف التحكيم بشكل جيد، وأعتقد أنه سيضع التحكيم على خارطة الكرة المصرية، وكلنا كخبراء أو رموز سنساعد اللجنة التي يتم تعيينها ليتم إعادة بناء تحكيم قوي.
ـ لماذا تتخذ جماهير الأهلي موقفاً من عصام عبد الفتاح؟
بالعكس، أحترم النادي الأهلي وجماهيره، وأغلب أبنائي أهلاوية، أسرتنا سبعة، ولا يوجد إلا ابني محمد فقط زملكاوي، ولكن الأمانة وأمانة الكلمة والعمل تقتضي أن نقف على الحياد مع الجميع، ولا يوجد أحد "يقدر يجي على الأهلي أو الزمالك يكون غبياً".
ـ لماذا لم نر أياً من أبنائك يستكمل مسيرتك في مجال التحكيم؟
مستحيل.. جلعت أبنائي يكرهون التحكيم، هذا المجال صعب جداً ونرى الآن ما يعانونه أبناء الحكام، البعض يعاني ويستحق أن يكون حكماً، والبعض الآخر لا يستحق.
ـ ما نصيحتك للحكام بعدما أصبحت الجماهير تصنف بعضهم بأنهم محسوبون على الأهلي أو الزمالك؟
أقول لأي حكم، فكّر فى نفسك، وأن تكون نجماً مثل نجومية الأهلي والزمالك، هناك بعض الحكام شخصيتهم ضعيفة قد يتعرضون لضغوط تؤثر على قراراتهم، لكنها ليست مجاملة.
ـ هل الفار أفاد التحكيم أم أضره؟
هذه قضية كبيرة، الفار ممكن أن يفيد التحكيم ولكن بشرط أن يقنن، ويتم الاستعانة بأشخاص مؤهلين بالشكل الصحيح، وحتى الآن الملايين التي يتم إنفاقها على الفار لم نستفد منها حتى بـ 70%، كمحاضر فى الاتحاد الدولي كان الشعار في 2024 العودة إلى الأساس، بتدريب الحكام فى الملعب بشكل أكبر لأنهم بدأوا يتكاسلون ويعتمدون بشكل أكبر على الفار، وهذا أثر على المواهب ومستوى التحكيم.
ـ لو كان بإمكانك تعديل قانون في التحكيم.. أي قانون ستقوم بتعديله؟
قانون التسلل، أؤيد فكرة أرسين فينجر، أن يكون التسلل على الجسم بالكامل وليس جزءاً من الجسم، لنضيف متعة أكبر من خلال إحراز أهداف أكثر ونتجنب الحالات الخلافية.
ـ هل سبق وتعرضت لرشوة في أفريقيا؟
تعرضت بالفعل لهذا الأمر في مباراة نيجيريا وأنجولا، كانت المباراة ستحدد منتخباً يصعد لكأس العالم، وعرضت علي رشوة كبيرة على مستوى حديث عن طريق إحدى السفارات الخاصة بالدولتين، وأبلغت الاتحاد الأفريقي وفيفا، وتم نقلي لإدارة مباراة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة