تزداد المأساة الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية يوما بعد يوم بسبب التصعيد العسكرى لقوات الاحتلال الإسرائيلى والهجمات وقصف المنازل مما أجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم إلى المجهول.
من جانبه أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن مئات الآلاف من الأشخاص فى غزة يفتقرون إلى المأوى، وتحتاج مجتمعات النازحين بشكل عاجل إلى إمدادات المأوى لحمايتهم من الطقس القاسي.
وشدد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مجددا على أن الوصول إلى شمال غزة أمر ضرورى لمعالجة ظروف انعدام الأمن الغذائى الكارثية للسكان هناك.
وأضاف المكتب الأممى، أنه على مدار الأسبوع الماضى، قام شركاء الأمم المتحدة فى المجال الإنسانى بتوزيع أكثر من 1000 خيمة عائلية فى خان يونس ورفح للنازحين الذين ليس لديهم مأوى، كما قدموا أكثر من 1400 قطعة من مستلزمات الأسِرّة و1100 مجموعة من الملابس للنازحين فى رفح.
وأفاد المكتب كذلك بأن أكثر من عشرة من الشركاء فى المجال الإنسانى قاموا بتزويد حوالى 1.7 مليون شخص فى جميع أنحاء قطاع غزة بشكل واحد على الأقل من أشكال المساعدات الغذائية. وتلقت محافظة رفح حوالى نصف إجمالى المساعدات الغذائية، وحصلت دير البلح- وسط غزة- على نحو الربع، وخان يونس على حوالى 15%، والمحافظات الشمالية على نحو 10%.
ومن جانبه حذر جريفيثس من أن كل يوم يمر لا يؤدى سوى إلى تعميق بؤس ومعاناة الناس فى غزة، مشيرا إلى أن التقارير التى تفيد بأن عدد الأشخاص الذين قتلوا فى غزة تجاوز الآن 26 ألف شخص، فيما يزيد عدد الجرحى عن 65 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة فى غزة. والغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والأطفال.
وأضاف المسؤول الأممى أن 14 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئى من أصل 36 مستشفى فى غزة، وهى تواجه نقصا حادا فى الطاقم الطبى والإمدادات مشيرا إلى استمرار الهجمتت العنيفه فى محيط مستشفى ناصر والأمل فى خان يونس، مما يعرض للخطر سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى، فضلا عن آلاف النازحين الذين لجأوا إلى هناك.
وأعرب المسؤول الأممى، عن قلقه ازاء الهجمات العنيفه حول خان يونس مما يدفع آلاف الأشخاص إلى رفح، التى تستضيف بالفعل أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة لافتا إلى جميع أنحاء قطاع غزة، تفيد التقارير بأن أكثر من 60 بالمائة من الوحدات السكنية قد دمرت أو تضررت.
وأضاف المسؤول الأممي: "تشير تقديراتنا الآن إلى أن نحو 75 فى المائة من مجموع السكان أصبحوا مشردين،وهم يعيشون ظروفا معيشية مزرية تزداد سوءا يوما تلو الآخر. وتغمر الأمطار الغزيرة مخيمات الخيام المؤقتة، مما يجبر الأطفال والآباء وكبار السن على النوم فى الوحل.
ويستمر انعدام الأمن الغذائى فى التصاعد. ويكاد يكون من الصعب الوصول إلى المياه النظيفة. ومع قلة الدعم المتاح فى مجال الصحة العامة، تتفشى الأمراض التى يمكن الوقاية منها، وسوف تستمر فى الانتشار".